شكل يوم أمس انعطافة جدية في حجم الزخم الهجومي البري الذي يمارسه الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان، من دون ان ترتقي العمليات الى عملية هجوم بري شامل، اذ ان اسرائيل لا تزال تحاذر التقدم عبر الياتها الى الجنوب خوفاً من فائض القدرة التي يتمتع بها "حزب الله" في مجال المضاد للدروع، وبالتالي فإن الاعتماد الاساسي يتركز في هذه المرحلة على القوات الخاصة التي تقوم بما يشبه عمليات الكومندوس..
Advertisement
تراجعت الى حد ما الكثافة الصاروخية لـ"حزب الله" فلم يوجه حتى ساعات الليل الاولى ضربات كثيفة، انما هناك مؤشرات توحي بأن الحزب لا يزال يقاتل بشكل جدي عند الحدود الجنوبية اذ ان الدخول البري الاسرائيلي الذي يحصل ويواكبه الاعلام الاسرائيلي بفيديوهات ومقاطع مصورة، يتلقى ضربات قوية من خلال الكمائن.
فيمقابل عمليات الكومندوس هناك كمائن تنصب للقوات المتقدمة، وهذا ما يعرض الجنود لخسائر كبيرة جدا ويساهم بشكل كبير في اعادة اسرائيل للتفكير الجدي في جدوى الاستمرار بحرب طويلة تمتد لعدة اشهر كما حصل في قطاع غزة، علما ان توقعات جدية تقول بأن هناك إصرارا اسرائيليا على تحقيق انجاز جدي قبل الانتخابات الاميركية وذلك ليكون امامه ورقة قوية في المفاوضات.
وتعتبر المصادر ان ما يحصل من خسائر للجيش الاسرائيلي هي عمليا تنحصر في بعض المحاور ومن دون ان يكون هناك اي عملية تقدم فعلية في العمق، فالتقدم الى القرى لا يعرض القوات المتقدمة لكمية نيران اكبر ومن اتجاهات مختلفة، بل ايضا تعرض خط الامداد لمخاطر كبيرة، وتعرض الجنود لمخاطر الاسر والحاصر في بعض الاماكن.
وترى المصادر ان مؤشرا اخر بالغ الاهمية هو الاستخدام اليومي لصواريخ الدفاع الجوي ضد المسيرات، وهذا دليل على ان القدرات الصاروخية للحزب سليمة الى حد ما، فإذا كانت الصواريخ النوعية والمتخصصة لا تزال موجودة وهي التي تتعرض عادة لحجم استطلاع استخباري كبير بهدف ضربها، فإن الصواريخ الارض - ارض والبالستية ستكون سليمة اكثر..
في السياسة تبدو الولايات المتحدة تعطي اسرائيل ضوءاً اخضر لتحقيق اكبر قدر من الانجازات ضد "حزب الله" ضمن ضوابط محددة، وهذا امر يعني ان هناك مساع جدية لكي يحقق نتنياهو انتصارا سريعا، والا لكان الموقف اكثر اعتدالا ومتوازنا، وقد تكون الاسابيع المقبلة هي الحاسمة لما ستكون عليه الحرب ومساراتها في مرحلة ما بعد الانتخابات الاميركية..