Advertisement
ولعلّ طرح انتخاب رئيس للجمهورية في هذه المرحلة، وبحسب مصادر سياسية مطّلعة، يفترض أن خصوم "حزب الله" قد تفوّقوا عليه في لحظات ضعف "الحزب" وتراجعه مع حلفائه، ما يشكّل فرصة ذهبية للخصوم لفرض شخصية رئاسية من فريقهم السياسي أو بالحد الادنى فرض رئيس تسووي يكون ميّالاً لقوى الرابع عشر من آذار في مشهد يُشبه انتخاب رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان. وهذا الامر، وفق المصادر، غير وارد لدى أي طرف يتلقّى ضربات قاسية ومن الصعب جداً أن يوافق عليه مهما كانت طبيعة الظروف المُحيطة.
من جهة أخرى، ترى المصادر أن رفض "حزب الله" الذهاب الى تسوية حالية حول الملفّ الرئاسي يعود الى عدم رغبته تسليم أي ورقة من اوراق التفاوض الى خصومه، وإن كان سيتنازل فعلاً عن مرشّحه فإنّ ذلك من شأنه أن يحصل في لحظة التسوية الكاملة، بحيث يتنازل من هُنا ويكسب من هناك. وعليه يبدو من المستحيل أن يدخل "حزب الله" في أي مفاوضات أو يقدّم أي تنازلات "تحت النار" في هذه الفترة الحساسة.
وتقول المصادر أن الأهم من ذلك كلّه،هو أن المطالب في هذه اللحظة بالذات قد فاتها القطار، بمعنى أنّ بعد نحو أسبوعين من الضربة القوية التي تلقّاها "حزب الله" باغتيال امينه العام السيد حسن نصر الله، استطاع أن يستعيد عافيته السياسية والتنظيمية والميدانية، وعادت القيادة والسيطرة الى العمل بشكل منتظم، وعليه يجد "الحزب" نفسه في مرحلة تصاعدية بالرغم من كل الضربات الاسرائيلية التي تلقّاها وبات من المستحيل أن يتنازل بهذه السهولة.
وتلفت المصادر الى أنه أمام هذا المشهد المُعقّد الذي يثير ضجّة حول "حزب الله" سواء على المستوى المحلّي أو الدولي، وأمام مسرح النار والغبار والدمار والضحايا، فإنّ التوازنات السياسية والنيابية لم تتبدّل حتى اللحظة وعدد النواب لا يزال على حاله، لا بل إن الضغط من قِبل فريق المعارضة لإيصال هذا المرشح أو ذاك قد يدفع بـ"التيار الوطني الحرّ" ورئيسه جبران باسيل الى التقارب مع "حركة امل" والتفاهم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حول شخصية من قوى الثامن من آذار بعيداً عن رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، تُرضي باسيل وتتناسب في الوقت نفسه مع تطلعات "الثنائي الشيعي".