تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل: هل يبقى حزب الله خارج المعركة؟

تشهد الساحة الإقليمية تصعيداً خطيراً في المواجهة بين إيران وإسرائيل، مع ازدياد وتيرة الضربات الجوية والاستهدافات المتبادلة، وتصاعد التهديدات بين الطرفين. هذه المواجهة لم تعد محصورة بين دولتين، بل باتت مرشحة للتوسع، مع إمكان دخول أطراف إقليمية ودولية على خط النار، مثل الولايات المتحدة التي تراقب الموقف عن كثب، وكذلك الفصائل العراقية المرتبطة بمحور المقاومة والتي قد ترى في اشتعال الجبهة فرصة لفرض حضورها السياسي والعسكري.

Advertisement


لكن السؤال الأهم يبقى: ماذا عن حزب الله؟ وهل من مصلحته الانخراط في هذه الحرب؟

في الظاهر، لا يبدو أن الحـزب يسعى إلى دخول المواجهة. بل على العكس، تشير المعطيات إلى أن مصلحته الآنية تكمن في البقاء خارجها. فمنذ بداية المواجهة الإيرانية-الإسرائيلية، اعتمد الحــزب خطاباً محسوباً بعناية، يعبّر فيه عن دعمه السياسي والمعنوي لطهران دون أن يربط نفسه عملياً بمصير المعركة. ويبدو أن الحــزب اتخذ هذا الموقف انطلاقاً من دروس المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، التي كلفته ثمناً معنوياً وعسكرياً ليس قليلاً، وكشفت عن ثغرات في الجبهة الشمالية اللبنانية لا يريد تكرارها في حرب أكبر قد تتجاوز قدراته وظروفه.

استراتيجية الحذر هذه تنطلق من حسابات عقلانية. فإذا ما تمكنت إيران من الصمود والانتصار في المواجهة، سيكون الحــزب من أبرز المستفيدين. إذ سيستعيد حينها محور المقاومة زخمه، وستتراجع مفاعيل التقدم الإسرائيلي، وستُفرض معادلات جديدة تسمح للحــزب بتعزيز موقعه من دون أن يستهلك طاقاته في معركة استنزاف.

أما إذا خسرت إيران هذه الجولة أو خرجت منها ضعيفة، فبقاء الحـزب خارجها سيعني أنه لم يُستنزف معها، وبالتالي يمكنه الحفاظ على قدراته ومكانته في الداخل اللبناني وفي معادلة الردع الإقليمية.

في نهاية المطاف، لا يُستبعد أن تتسع رقعة الحرب بشكل تدريجي، وأن تفرض التطورات نفسها على الجميع. لكن في الوقت الراهن، يفضل الحــزب التموضع كطرف مراقب لا كطرف مقاتل. وبهذا التموضع، يحاول الحفاظ على معادلة الردع من دون توريط لبنان في حرب مفتوحة، مستفيداً من موقعه الرمزي كحليف لإيران، دون أن يدفع ثمناً مباشراً في حال تغيرت موازين القوى.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق التصعيد العسكري يضع العالم بمواجهة 3 مسارات... ولبنان أمام معضلة حقيقية
التالى عون الى العراق اليوم وعراقجي في بيروت الاثنين ولبنان ينتظر ما في جعبة أورتاغوس