Advertisement
من المؤكد ان الجيش الاسرائيلي تورط بالحرب البرية مع "حزب الله" لاعتقاده ان الحزب خسر قدرته على الصمود بعد اغتيال امينه العام، وهذا كان خطأ كبيراً، ما دفع مشاة الجيش الاسرائيلي وقوات النخبة الى ملعب الحزب، اي ملعبه الجغرافي (داخل القرى) وملعبه العسكري (الحرب البرية) والاهم ان هذه المعركة تدور بين المشاة فقط من دون تدخل المدرعات.
يتفوق الجيش الاسرائيلي بالسلاح الجوي، ان كان المسيرات او الطائرات الحربية لكن الحزب يحاول قدر الامكان الإلتحام المباشر مع الجنود، وهذا ما حصل في الساعات الماضية حيث شهد الجنوب اكبر عدد من العمليات والاشتباكات المباشرة بين عناصر الحزب والجيش الاسرائيلي، حيث تكبدت اسرائيل خسائر كبيرة لم يعلن عنها، اذ سرب الاعلام الاسرائيلي مقتل ٥ جنود واصابة نحو ٣٠ آخرين.
يعمل "حزب الله" بشكل علني على رفع تكلفة الحرب على اسرائيل من اجل الوصول بأسرع وقت الى نتيجة واضحة تقول بأن تل ابيب غير قادرة على الاستمرار، لكن رفع التكلفة تلك تشمل الواقع العسكري الاسرائيلي في ظل تراجع الهجمات الاسرائيلية في الضاحية فإن الحزب يتعايش مع فكرة تحييد المستوطنين الذين يعيشون جنوب مدينة حيفا، فحيفا مقابل الضاحية وتل ابيب مقابل بيروت، والجنوب والبقاع مقابل الجليل حتى عكا ونهاريا وصولا الى ضواحي حيفا فالجولان.
الهدف الاول لحزب الله هو كسر الجيش الاسرائيلي في الجنوب، لان الامر سيعني حتما تسوية ستكون متوازنة وان الحزب عندها لن يوافق على وقف اطلاق النار الا بتسوية مناسبة له، مما يعوض له الخسائر التي تكبدها في المرحلة الماضية وعلى رأسها اغتيال الامين العام السيد حسن نصرالله، لذلك فالمعركة البرية ستكون الخلاص للحزب وستعيده الى الساحة بأقل خسائر سياسية ممكنة.
من غير الواضح ما هو الافضل لـ"حزب الله"، هل الاشتباك عند الحدود ام ترك الجيش الاسرائيلي يتقدم في بعض القرى لرفع الخسائر التي سيتكبدها ولكي يصبح مضطرا لادخال مدرعاته الى الجبهة وعندها سيكون الحزب قادرا اكثر على اصابة القوات المتقدمة من اكثر من جهة..