Advertisement
لم يكن جعجع جاهزا للذهاب نحو معركة سياسية، علما انه كان يهوى في السابق ان يكون رأس حربة في مواجهة حارة حريك، لكن وبعد مرور نحو ٣ اسابيع استعاد جعجع حماسة وقرر عقد مؤتمر "معراب 2" لتظهير قيادته للمعارضة علنا حتى لو انزعج حلفاؤه من هذا الامر..
لم يقدّم كلام جعجع جديدا ، فما اعلن عنه النواب الثلاثون قبل مدة، من خارطة طريق هو ما تدور حوله "القوات"، فلم يكن مفهوما للبعض عقد مؤتمر وتضخيمه للاعلان عن موقف مكرر لا جديد فيه، وهذا ما اشارت اليه قوى وشخصيات معارضة منذ لحظة الاعلان الاولى عن المؤتمر.
تلقى المؤتمر انتكاسة جديدة اذ قاطعته غالبية قوى المعارضة، فلا وجد درزيا في المؤتمر وكذلك الوجود السني انحصر بالنائب اشرف ريفي ،حتى "نواب الثورة" لم يشاركوا لاسباب مرتبطة بأنهم لا يريدون ان يكرسوا زعامة جعجع عليهم حتى لو كانوا ضمن الموقف السياسي الواحد.
ولولا قرار حزب "الكتائب اللبنانية" بعدم خوض اي اشتباك سياسي مع "القوات" في هذه المرحلة بالذات، لبقي تمثيل الكتائب على حاله كما في مؤتمر "معراب 1"لكن الصيفي قررت تحسين مشاركتها علما ان اوساطا كتائبية تؤكد ما حصل في المؤتمر لم يقدم اي اضافة لموقف المعارضة بل قد يكون اضعفها بسبب الشرذمة التي ظهرت عليها..
خلال الاسابيع المقبلة سيبدأ النقاش الفعلي حول وقف اطلاق النار والذهاب الى تسوية سياسية في لبنان، لذلك فإن جعجع بحاجة الى اثبات قدرته على تزعم المعارضة ليكون الاكثر قدرة على الحصول على مكاسب سياسية جدية، لكن يبدو ان حلفاء جعجع لن يسلموا له بهذا الامر، مما سيدفعه الى تعديل خطته والتعامل بشكل جماعي مع قوى المعارضة لتحسين ظروفهم قبل وقف اطلاق النار ومن دون ان يؤدي التصعيد الى اي اشتباك داخلي..