دخل العدوان الاسرائيلي الأوسع على لبنان، يومه الحادي والعشرين، فيما تستمر الاشتباكات جنوبًا بين حزب الله واسرائيل وسط تكثيف الغارات الجويّة المُعادية على البقاع والجنوب .ومع ذلك فإن الاتصالات الدولية لم تتوقف من أجل وقف إطلاق النار بالتوازي مع المساعي والضغوط التي يقوم بها لبنان الرسمي من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان.
Advertisement
وأمس، تلقى الرئيس ميقاتي اتصالاً من الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين تم خلاله البحث في سبل التوصل الى وقف اطلاق النار ووقف المواجهات العسكرية، للعودة الى البحث في حل سياسي متكامل ينطلق من تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701.
وتلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جرى خلاله البحث في سبل الوصول إلى وقف لإطلاق النار ومنع تمدد الحرب وتوسعها، وشدد ماكرون على أنه يقوم بالاتصالات اللازمة لأجل منع إسرائيل من المضي في عمليتها العسكرية البرية، لكنه أشار إلى ضرورة قيام اللبنانيين بالخطوات اللازمة لوقف النار وتطبيق القرار 1701 والعمل على إنجاز الاستحقاق الرئاسي سريعاً لأجل المساهمة في الوصول إلى حل سياسي وديبلوماسي. كما أكد ماكرون تمسك فرنسا بدور قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" وتوفير الحماية لها.
وتشير مصادر عين التينة إلى أن هناك تعويلا على الموقف الفرنسي الذي يمكن وصفه بالجيد وهناك تقاطع بين الموقف اللبناني الرسمي والموقف الفرنسي لجهة التأكيد على ضرورة تطبيق القرار الدولي 1701، مع تشديد المصادر على ما اعلنه رئيس مجلس النواب في الأيام الماضية لجهة ضرورة ان توقف إسرائيل وقف إطلاق النار وهذا ما تبلغه كل من اتصل بالرئيس بري والسفراء الذين زاروه.
وتزور كتلة "الاعتدال الوطني" رئيس مجلس النواب نبيه بري الأسبوع المقبل للبحث في الملف الرئاسي، وسط معلومات تشير إلى أن الاتصالات الجارية تُوحي بأنّ التقاطع على اسم رئاسي يحظى بـ86 صوتاً أصبح قريباً، إلا أن مصادر سياسية تؤكد أن لا أفق إيجابيا في الملف الرئاسي وان كل المعطيات الواردة من أكثر من جهة سياسية محلية وعربية تؤكد أن انتخاب الرئيس ينتظر وقف إطلاق النار.
وتشير مصادر مطلعة إلى اتصالات ولقاءات لعدد من سفراء الخماسية مع قوى سياسية تجري بعيدا عن الاعلام وتأتي في سياق استشراف المرحلة المقبلة وضرورة تحليل العقبات وانتخاب رئيس سريعا.
وتقول مصادر مطلعة على الأجواء الأميركية أن هناك دفعا أميركيا لانتخاب رئيس يعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان وان يكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيي وهذا من شأنه ان يمنح الرئيس القدرة على العمل لوقف اطلاق النار، مع اعلانه الالتزام بالقرارات الدولية ونشر الجيش اللبناني في الجنوب.
وكان رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف زار الرئيسين بري وميقاتي، كما أجرى جولة على منطقة البسطة التي استهدفها العدو الإسرائيلي. وقد أكد رئيس الحكومة خلال استقباله المسؤول الايراني أن "أولويات الحكومة في هذه المرحلة هي العمل على وقف اطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان وسلامة أبنائه". وشدّد ميقاتي على "التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، واجراء الاتصالات اللازمة مع دول القرار والامم المتحدة للضغط على اسرائيل لتنفيذ القرار كاملاً".
ومن عين التينة أكد قاليباف أن رسالته هي أن إيران ستظل واقفة إلى جانب الشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة.
وأوضح قاليباف، أنه سيتوجه للمشاركة في مؤتمر رؤساء البرلمانات العالمي، حيث سيقوم بنقل معاناة الشعب اللبناني إلى المجتمع الدولي، مشددًا على، أن الجمهورية الإسلامية في إيران ستدعم القرارات اللبنانية بكل قوة.
وعلى خط اخر، حثت 40 دولة على الأقل كل أطراف النزاع على احترام وجود "اليونيفيل"، وهو ما يستدعي ضمان أمن جميع موظفيها وسلامتهم، في كل الأوقات". وحثّت على حماية عناصرها الذين أصيب خمسة منهم خلال 48 ساعة.
وأكد امس رئيس هيئة الأركان الأيرلندية شون كلانسي إن النيران الإسرائيلية التي أصابت موقعًا لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، بدت "متعمدة بالنظر إلى الظروف، فهذه نيران مباشرة، ومن منظور عسكري، هذا ليس عملا عرضيا، بل هو عمل مباشر".