ما لم يُكشف عن ترشيح جوزاف عون.. الحقائق بالتفصيل

لماذا تم اختيار قائد الجيش جوزاف عون لرئاسة الجمهورية وليس غيره؟ هذا هو السؤال المحوري والمفصلي خصوصاً بالنسبة للأطراف التي كانت بعيدة عنه ولو في العلن.

الإجابة على هذا السؤال يُمكن تلخيصها بأمرٍ واحد وهو أنّ عون يمكن أن يُمثل توجهات الكثير من اللبنانيين باعتباره الممثل الوحيد لمؤسسة عسكرية تُشبه المجتمع اللبناني بكافة أطيافها.

Advertisement


الأمر هذا بات يتجلى من خلال ما حصل في أوساط شعبية كثيرة التي راحت تُحضر صور عون لترفعها احتفالاً بانتخابه رئيساً للبلاد، علماً أن الأخير ليس لديه حزب أو تيار سياسي، ما يشير بشكل واضح إلى أنه اكتسب الشعبية من دون إستفتاء ومن دون لعبة سياسية أو حملة انتخابية، والأهم هو أن هذا الأمر جاء قبل طرحه للرئاسة من قبل الدول.

الأمرُ هذا هو ما أرادته الدول التي ضغطت باتجاه ملف الرئاسة في لبنان، وفعلياً يُمثل عون المدخل الأساس لاستكمال ملف أساسيّ وهو وقف إتفاق النار بين لبنان وإسرائيل وإدارة العملية العسكرية للجيش في جنوب لبنان.

في الواقع، لا يُمكن لأي طرفٍ أن يحلّ مكان عون في إدارة هذا الملف، فكافة تفاصيله ممسوكة من قبله، حتى أنَّ "الإنتقال بين الألغام" هو أحد صفاته، ما يعني أنّ الثقة الدولية به انطلاقاً من قيادة الجيش ستعني حصول تقدم كبير على صعيد ما هو منتظر في الجنوب، وذلك بمباركة دولية خصوصاً أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة.

من يعرف عون وسلوكياته في قيادة الجيش سيستوحي العديد من الأمور الأساسية وهي أنه يدقق كثيراً على الأمور المسلكية ويرفض أي تجاوزات مهما كانت نوعها. في الواقع، قد تحتاجُ المرحلة الحالية إلى شخصٍ بـ"مواصفات عون"، الصارمة، الدقيقة والتي يُمكن أن تُعيد لرئاسة الجمهورية بريقها وأن تنزع صفة "الصورية" على رئيس البلاد.

الأساس مما حصل أيضاً بشأن عون هو أن هناك رسالة واضحة ومُباشرة للطبقة السياسية خصوصاً الأحزاب المسيحية الأساسية، ومصدرها من الخارج. عملياً، فإنَّ فرض إسم عون على الساحة وعدم ترك المجال للأقطاب السياسيين بالمناورة بعيداً عن اسم عون بطروحات أخرى، يعني إما أن يقبلوا بعون أو أن يكونوا خارج الإصطفاف المؤيد له وبالتالي انعكاس هذا الأمر عليهم.

كل ذلك يعني أنَّ الدول لم تعد تؤمن بـ"جدوى" الطبقة السياسية الحالية، وهي ترى أنَّ مدخل تغيير النهج الحالي سيبدأ من عند عون، خصوصاً أن طريقة تفكيره وأساليبه السياسية غير معلومة حتى الآن، كما أنه سيتعاطى بـ"نديّة" مع مختلف الأطراف من دون أن يُسلّم بسهولة لأي طرف.

الأهم أيضاً هو أن عون يُعتبر "الأب الروحي" للجيش الآن، وبالتالي فإنّ وجوده في رئاسة الجمهورية سيمنح العسكريين أملاً كبيراً بالبقاء ضمن المؤسسة العسكرية على قاعدة الأمان، وعلى أساس أن هناك رئيساً سيحمي حقوقهم تماماً مثلما فعل أثناء ترؤسه لقيادة الجيش.

ما لا يُمكن نسيانه هو أن المجتمع العسكري في لبنان ضخمٌ جداً، وبالتالي فإن العسكريين المتقاعدين بشكل خاص يمثلون جبهة إسناد ودعم لعون، وهذا الأمر الذي لم يحصل مسبقاً لاسيما في عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون رغم أن الأخير كان قائداً للجيش.

أمام كل هذه الأمور التي ذُكرت، يمكن القول إن عون اكتسب "الشرعية الشعبية" بتأييد واسع له من مُختلف الأطراف، وبالتالي فإن انتخابه يمثلُ نقلة نوعية على صعيد الرئاسة، وهذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها اللبنانيون بأن هناك شخصاً يمكن أن يُمثلهم حقاً انطلاقاً من مؤسسة جامعة ملؤها الثقة وهي الجيش.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مخالفات أشغال "على عينك يا تاجر"
التالى إطلاق البوستر التشويقي لفيلم "لأول مرة"