المرأة السعودية تزاحم الرجل في ملاعب كرة القدم

وكالة أخبار المرأة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
جدة - " وكالة أخبار المرأة "

تسير المرأة السعودية بخطى ثابتة، وإن كانت بطيئة، نحو تثبيت موقع لها في عدد من مجالات الحياة التي كانت حكرا على الرجال طيلة عقود.
وقرّر الاتحاد السعودي لكرة القدم الجمعة إنشاء إدارة لتطوير كرة القدم النسائية تحت إشراف أضواء العريفي عضو مجلس إدارة الاتحاد.
وسيكون من مهام الإدارة الرئيسية وضع استراتيجية وخطة عمل مفصلة لتطوير كرة القدم النسائية، وذلك في إطار سعيها لزيادة نسبة اللاعبات الممارسات لها في المملكة، كما ستتولى الإدارة تعزيز ودعم ثقافة كرة القدم النسائية وتوعية المجتمع بأهمية هذه الرياضة، إلى جانب المشاركة في المنافسات القارية والدولية.
ولم تدخل منظومة كرة القدم النسائية في السعودية المرحلة الرسمية إلا بعد سنوات من مشاركة فرقها في مسابقات ودية، داخل البلاد، متحدية عدم اعتراف الاتحاد السعودي لكرة القدم بها، ورفض المجتمع ممارسة المرأة لعدد من الرياضات وعلى رأسها كرة القدم.
وقالت أضواء العريفي إن رياضة كرة القدم النسائية في السعودية شهدت بداية فعلية خلال العامين الأخيرين، مما ساهم في موافقة المجلس على تأسيس الإدارة، مبينة أن الوجود الإداري للمرأة سيساعد على سرعة تطور كرة القدم النسائية ومواكبة المرحلة الحالية التي تشهدها الرياضة النسائية بصفة عامة من دعم واهتمام كبيرين من وزارة الرياضة.
وجاء قرار الاتحاد السعودي بعد ثلاثة أيام من انطلاق أول دوري لكرة القدم النسائية، الذي كان مقررا في أكتوبر الماضي إلا أنّ إجراءات الحد من انتشار فايروس كورونا فرضت تأجيله.
وتشارك في الدوري أكثر من 600 لاعبة في 24 فريقا من الرياض وجدة والدمام، تتنافس من أجل البطولة. ولم تبث المباريات الأولى التي جرت الثلاثاء على التلفزيون ولكن وسائل الإعلام المحلية وصفتها بأنها خطوة أولى في طريق تمكين المرأة السعودية في عالم الرياضة.
وتشهد المملكة تغييرات سياسية واجتماعية واسعة ومتسارعة، في السنوات الأخيرة، في اتجاه فك الحصار الديني والمجتمعي المفروض على المرأة، الذي يحول دون مشاركتها في الحياة العامة.
وتقدمت المرأة السعودية تدريجيا نحو المشاركة في منظومة التنمية وصناعة القرار، وفق رؤية المملكة 2030، والتي تقطع مع عصور مضت حرمت المرأة من أبسط حقوقها.
وأعلنت السعودية في أبريل 2016 عن “رؤية 2030”، وهي الاستراتيجية السياسية والاقتصادية المستقبلية للبلاد، التي نصت على أن الحكومة “ستستمر في تنمية مواهب المرأة واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية مجتمعها واقتصاد بلدها”.
وكان من أول مكاسب المرأة إعلان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال العام 2015 السماح لها ولأول مرة بالتسجيل كمرشحة وناخبة في الانتخابات البلدية، ثم أعلنت المملكة في العام 2018 السماح للسعوديات بقيادة السيارة ودخول ملاعب كرة القدم.
وعيّنت السعودية في أغسطس الماضي عشر نساء في مواقع قيادية في رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مكّة والمدينة في خطوة نادرة وصفتها مصادر دبلوماسية بالأكثر جرأة خلال السنوات الماضية.
ويحتلّ موضوع تمكين النساء مكانة بارزة في جدول أعمال قمة العشرين بالسعودية التي تنعقد يومي السبت والأحد.
وترى السعودية أن مبادرة تمكين المرأة إحدى الأولويات القصوى للمجموعة، حيث ستتم مناقشة موضوعات توظيف المرأة، وتحقيق الشمول المالي لها، وتمكينها من الوصول إلى الفرص الحقيقية.
وحول مستوى تقدم المملكة في تمكين المرأة، قالت هلا التويجري رئيس فريق تمكين المرأة في مجموعة العشرين، "نحن نعد من أحدث الدول سنا في تمكين المرأة، وبالتالي إذا قسنا التقدم المحرز في تمكين المرأة بين النساء والرجال خلال الأربعة أعوام الماضية فالتقدم جيد جدا وهو أسرع وتيرة من الدول الأخرى، لكن إذا ما نظرنا إلى الأرقام فما زال لدينا طريق طويل للوصول إلى النتائج المرجوة".
ووصل عدد النساء العاملات في السعودية إلى 1.03 مليون في الفصل الثالث من عام 2019، أي 35 في المئة من إجمالي القوة العاملة، مقابل 816 ألفا عام 2015، وفق بيانات رسمية.
وسمحت الإصلاحات للمرأة أيضا بارتياد دور السينما والحفلات والأماكن العامة، لكن السلطات حاكمت أكثر من 10 ناشطات قمن بحملات اعتبرت مدفوعة بأجندة سياسية من الخارج.
ودعت منظمة العفو الدولية "أمنستي" الخميس السلطات السعودية إلى إطلاق سراح الناشطات اللواتي يقبعن خلف القضبان في المملكة.

0 تعليق