هل تشكل تركيا تهديدا نوويا كبيرا مثل إيران؟

ذكرت صحيفة "The Washington Examiner" الأميركية أن "امتلاك إيران للسلاح النووي من شأنه أن يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط. فإذا امتلكت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأسلحة النووية، فسوف يشعر القادة الإيرانيون على أقل تقدير بالأمان وراء رادعهم النووي، إلى الحد الذي يجعلهم قادرين على تصدير الإرهاب دون خوف من الانتقام، وحتى الإدارة الأكثر تشدداً في واشنطن سوف تتردد في الرد عسكرياً خوفاً من التصعيد". 

Advertisement

 

وبحسب الصحيفة، "يزعم العديد من الواقعيين أن العالم، وحتى إسرائيل، يمكن أن يتعايش مع إيران النووية لأن الجمهورية الإسلامية ليست انتحارية. لكن هذه حجة واهية، فالمشكلة لم تكن قط ما إذا كان النظام انتحاريا أم لا، بل ما إذا كان يحتضر. إن الوصاية على أي انتفاضة إيرانية ستكون في يد الوحدة الأكثر تطرفا في الحرس الثوري الإسلامي. ويثير التكرار المتزايد للاحتجاجات على مستوى البلاد تساؤلات حول استقرار إيران. في الحقيقة ما من نظام أبدي، وإذا أصبح زوال الجمهورية الإسلامية أمرا لا مفر منه، فإن المؤمنين الحقيقيين الذين يضعون أيديهم على الترسانة النووية الإيرانية قد يشنون هجوما لتحقيق ما يعتقدون أنه مصير أيديولوجي. وفي الواقع، لا توجد وسيلة لردع مثل هذا الهجوم، لأن تل أبيب وواشنطن لن تقتلا الملايين من الإيرانيين دون داع بعد انهيار النظام الذي يكرهانه أيضاً. وفي مثل هذا السيناريو، ينهار الردع". 

 

وتابعت الصحيفة، "لكن هل من الممكن أن يكون لدى إسرائيل خيار آخر غير مهاجمة البرنامج النووي الإيراني في الأشهر المقبلة؟ في حين قد يزعم الخبراء أن نجاح الولايات المتحدة وإسرائيل في إسقاط الطائرات من دون طيار والصواريخ في نيسان وتشرين الأول 2024 يمنح إسرائيل الوقت، فإنهم يفسرون الموقف بشكل خاطئ تماما. ولكن في حين يركز العالم على احتمال اندلاع حرب نووية إيرانية، فإن التهديد النووي الخفي يلوح في الأفق، وسوف يبدأ تشغيل محطة الطاقة النووية التي بنتها روسيا في تركيا هذا العام". 

 

وأضافت الصحيفة، "في حديثه بمناسبة الذكرى المئوية لبداية حركة الاستقلال التركية قبل أكثر من خمس سنوات، ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طموحات امتلاك الأسلحة النووية. وقال: "تمتلك العديد من الدول صواريخ برؤوس نووية، وليس واحدة أو اثنتين. لكنهم يخبروننا أننا لا نستطيع امتلاكها. وهذا لا أستطيع قبوله". ومثل إيران، تسعى تركيا إلى العمل على ثلاثية التسليح: التخصيب وتصميم الرؤوس الحربية والتسليم. على سبيل المثال، بدءًا من عام 2021، التقى كبار الجنرالات الأتراك والباكستانيين ورؤساء الصناعة العسكرية، على ما يبدو لمناقشة أنظمة التسليم". 

 

وبحسب الصحيفة، "إن هذا الشعور يتكرر مرة أخرى، مع فارق مهم واحد: فبينما تستطيع إسرائيل أن تضرب إيران، فإن عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي تحميها من اتخاذ إجراءات وقائية مماثلة. وربما يحتقر أردوغان الغرب ويكره تحالفه الدفاعي الأساسي، ولكنه لا ينسحب من الحلف لسببين: أولاً، يمكنه استخدام أحكام الإجماع في حلف شمال الأطلسي لشله من الداخل، وثانياً، يريد التزامات دفاعية متبادلة من حلف شمال الأطلسي على الأقل حتى تحصل تركيا على القنبلة، فيستخدم حلف شمال الأطلسي في الواقع كدرع ضد إسرائيل. إنه حصان طروادة". 

 

وختمت الصحيفة: "إن وقف الاختراق النووي الإيراني قد يستهلك واشنطن وتل أبيب، ولكن أردوغان قد يتمكن، بفضل حلف شمال الأطلسي جزئياً، من الوصول إلى خط النهاية النووي أولاً".  

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل.. وصول طائرة مساعدات مصرية إلى دمشق
التالى تشكيل البحرين ضد عمان في نهائي خليجي زين 26