لا تزال المعادلة العسكرية الحاصلة بين "حزب الله" واسرائيل تسير في السياق ذاته الذي كان سائداً منذ العام 2006، اذ ان الحزب لا يزال يقاتل بفاعلية واسعة ميدانيا من دون اي قدرة على ردع اسرائيل عن القيام بأي عمل عسكري جوي مع ما يترتب عليه من خسائر وضحايا وشهداء من المدنيين، وهذا الامر قد يحكم شكل المعركة في المرحلة المقبلة حتى الوصول الى تسوية مهما طالت.
Advertisement
هذا الفشل الاسرائيلي الذي قد يهدد على المدى الطويل كل الإنجازات التكتيكية والاستراتيجية التي حققها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في لبنان وفي غزة، تفرض على اسرائيل توسيع المعركة والاستهدافات لزيادة الضغط على الحزب، لكن هذا الامر سيبقى مضبوطا ضمن قواعد، من المرجح، عدم تخطيها لاسباب دولية ولبنانية، لا بل ان مستوى الضغط الجديد ان طال مناطق اخرى سيعزز الإلتفاف اللبناني حول "حزب الله" وان بشكل محدود.
وبحسب مصادر مطلعة فإن تل ابيب تراجعت بشكل نسبي عن تصعيدها الكمي، اي ان عدد الغارات التي تطال الضاحية الجنوبية وحتى الجنوب والبقاع انخفضت، في الوقت الذي تعمل فيه تل ابيب على الحفاظ على مستوى اجرامها بإستهداف عدد كبير من المدنيين يومياً، وهذا النهج يدل على امرين، الاول هو الانتهاء من بنك الاهداف العسكرية، والدليل على ذلك استهداف تل ابيب للفرق الصحية والاسعافية التابعة لحزب الله وحركة امل.
اما الامر الثاني الذي يدل عليه الهدوء الحالي، فهو الاستعداد لتنفيذ ضربة قوية وقاسمة لايران، اذ قد لن يقتصر الهجوم الاسرائيلي على طهران على الرد بل سيكون هجوما كامل الاوصاف بهدف ردعها لكن ايران ليست في وارد الارتداع في هذه اللحظة الحساسة، وعليه ستذهب بعيدا في الرد مما يجعل المنطقة على حافة الحرب الاقليمية الشاملة، يما يشمل تبعات اقتصادية كبرى تطال اسواق النفط العالمية واضرارا تصيب دولا اقليمية.
مستوى التصعيد في لبنان ستحدده امور كثيرة، اولها طبيعة الاشتباك او المعركة بين اسرائيل وايران، والثاني حجم التقدم البري الاسرائيلي والخسائر التي سيتكبدها في مقابل اي انجاز ميداني، وثالثا حجم ومستوى الخطوط الحمر الاميركية والاوروبية التي قد تفرمل الاندفاعة الاسرائيلية تجاه بعض المناطق والاهداف التي لا علاقة لـ"حزب الله" فيها..