Advertisement
من الواضح ان "حزب الله" بدأ ينظم عمله العسكري ويعمل على تهجير مدن شمال فلسطين المحتلة، من صفد الى نهاريا وصولا الى كريات شمونا التي تهجرت امس بشكل كامل بعد اصابة ١٩ مبنى بشكل مباشر، في الوقت التي أطلق الحزب اكبر رشقة صاروخية بإتجاه مدينة صفد، مما يعني ان القرار اخذ بجعل الجليل فارغا من المستوطنين، مما يعني افشال اهداف نتنياهو.
عندما بدأ رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تصعيده الكبير في الشمال اعلن ان الهدف الاساسي هو اعادة المستوطنين الى الشمال، ومقابل ذلك، ولاجل ذلك سيتم تهجير الجنوب والبقاع، لكن الضربات التي تلقاها الحزب واهمها اغتيال الامين العام السيد حسن نصرالله، جعلت نتنياهو ينتقل بسرعة الى تهجير الضاحية الجنوبية وتدميرها، ولولا الضربة الايرانية والفشل في البر لكان نتنياهو ذهب بعيدا في التصعيد لكنه اكتشف سريعا حدود انجازه الميداني.
امس نشر "حزب الله" صورا من طائرة الاستطلاع في حيفا في رسالة واضحة على ان حيفا باتت هدفا اساسيا، وان التصعيد الذي بدأه الحزب سيشمل بشكل متصاعد ثاني اكبر واهم المدن الاسرائيلية، وعلى الارجح ان تكون المعادلة هي حيفا في مقابل الضاحية الجنوبية، ما يؤدي الى تحقيق عدة اهداف تكتيكية تساعد "حزب الله" على استعادة التوازن العام وهذا ما قد يسرع التسوية..
ان تحييد الضاحية عن الاستهداف اليومي في حال حصل سيعني ان الضغط الداخلي على "حزب الله" سيتراجع، وسقف التصعيد الاسرائيلي سيصبح محدودا، لتبقى المعركة ضمن إطار الجنوب والبقاع، وهذا سيبقى ضمن الاختبار العام لفترة قبل ان يتم تثبيت المعادلة الجديدة خصوصا اذا اثبت الحزب قدرته على الاستمرار بالتصعيد ورفع سقف الاستهدافات لحيفا وضواحيها المبنية.
كما ان الحزب استعمل محلقات انتحارية ما يوحي بأن اسلحة جديدة عادت لتظهر في المعركة الحدودية ما يزيد من صعوبة الاشتباك الحدودي، عليه سيكون امام اسرائيل في حال نجح الحزب في مسعاه العسكري الحالي، خيار واحد هو الذهاب بإتجاه عملية برية واسعة النطاق مما يضع الحرب امام اسابيع قليلة حاسمة في ظل الخسائر التي وصلت بإعترافات الجيش الاسرائيلي الى نحو ٢٠٠ جندي مصاب من دون الاعلان عن قتلى جدد بعد الحادثة الاولى في العديسة..