نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنّ "إسرائيل حققت فوزاً في قتالها ضد حزب الله في لبنان لاسيما أن الأخير تعرض لخسارة كبيرة بينما سقط النظام السوري الذي كان يدعمه".
Advertisement
واعتبر التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" أنَّ "القوة الصاعدة في سوريا لا تتعاطف حقاً مع إسرائيل، إلا أنها قوة مُعادية لإيران وبالتالي أزالت التهديد المباشر بالنسبة لإسرائيل".
ويلفت التقرير إلى أن "النصر في الشمال (أي ضد لبنان) أبعد ما يكون عن كونه نصراً كاملاً"، وأردف: "حزب الله لم يُدمَّر بالكامل، فهو يملك أسلحة كثيرة ومخزوناً كبيراً من الصواريخ، لكن اسرائيل فازت في الحرب والدليل القاطع على ذلك هو أنَّ حزب الله وافق على اتفاق وقف إطلاق النار بينما تخلى عن الشرط الرئيسي الذي وضعه وهو إرتباط جبهته بحرب غزة، ولهذا فإن إسرائيل اشترت هدنة قد تستمر لعدة سنوات".
وذكر التقرير أنَّ "إسرائيل تريد الوصول إلى اتفاق قابل للحياة مع لبنان"، وقال: "من المهم أيضاً التوصل إلى ترتيبات تضمن الإسترخاء على الحدود السورية وتحسين العلاقات مع تركيا قدر الإمكان علماً أن إسرائيل تعاني على المستوى الدبلوماسي من ضعفٍ رهيب".
ورأى التقرير أنه "لا ينبغي للفوز في الشمال مع لبنان أن يُعمي أنظار إسرائيل عن المُشكلة الصعبة في قطاع غزة"، وأردف: "قبل أكثر من عام وفي 7 تشرين الأول 2023، حدثت كارثة رهيبة نتيجة السياسة الخاطئة التي انتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أخلف وعده بإسقاط حكم حركة حماس. وبدلاً من ذلك، اختار تعزيز الحركة ومساعدتها في الحصول على مئات الملايين من الدولارات".
وأكمل: "لقد انهارت هذه السياسة في 7 تشرين الأول 2023، ومنذ ذلك الحين ونحن في حرب لا تنتهي. من الصعب أن نفهم كيف ولماذا تستمر هذه الحرب منذ أكثر من 14 شهراً. إن استمرارها يخدم مصلحة نتنياهو الشخصية ومصلحة رئيس الأركان هرتسي هليفي في النأي بنفسه عن أحداث 7 تشرين الأول".
وتابع: "في المقابل، فإنّ مصلحة إسرائيل كانت ولا تزال إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن. لقد كانت هذه دائما مصلحة إسرائيلية، وهذا ما حدث في كل حروب إسرائيل منذ حرب حرب الإستقلال. إنَّ استمرار الحرب يؤدي إلى خسائر فادحة، خسائر في أرواح الجنود، وإصابات خطيرة، وأضرار اقتصادية هائلة في غزة".
وذكر التقرير أن "التكتيك القتالي الخاطئ الذي تم اختياره هو الغارات المتكررة على مناطق مختلفة من القطاع، بما في ذلك المناطق التي احتلتها إسرائيل في الماضي، وتدمير البنى التحتية أثناء إخلاء المواطنين. كذلك، فإنّ إسرائيل منعت السلطة الفلسطينية من أن تطأ قدمها قطاع غزة".
وأردف: "كذلك، أصبح واضحاً أن الدمار الهائل في غزة والخسائر الفادحة التي منيت بها حماس لا تمنعها من السيطرة على السكان وتجديد نفسها عسكرياً، في حين أن القوى البشرية المتوفرة لديها لا نهاية لها. هكذا نشأت مفارقة حكم حماس في القطاع وسكانه، بالتزامن مع سيطرة عسكرية جزئية للجيش الإسرائيلي".
وأضاف: "النتيجة المخيبة للآمال تنعكس في المفاوضات الجارية بشأن عودة المختطفين، الذين نأمل أن يعودوا قريباً. ويتبين أن حماس، على عكس حزب الله، لم تتنازل عن مطالبها الأساسية، وهي إنهاء الحرب والإبقاء على حكمها في غزة. وهذه الحقيقة توضح بوضوح أنه على الرغم من الثمن الباهظ الذي دفعناه، إلا أننا لم نحقق نصراً في غزة مماثلاً للانتصار الذي تحقق في لبنان".