في أول ظهور كبير له منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر 2024، كشف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن بعض ملامح سياسته الخارجية.
وبالحديث عن سياسات بلاده على الساحة الدولية، صدم ترامب حلفاء الولايات المتحدة ومنافسيها على حد سواء، مشيرًا إلى تهديده بشأن قناة بنما.
تهديد ترامب باستعادة قناة بنما
خلال كلمته أمام أنصاره، أشار ترامب إلى قناة بنما، الممر المائي الحيوي بين المحيطين الأطلسي والهادئ، والذي يُعد من أهم الشرايين الاقتصادية بالنسبة للولايات المتحدة.
ترامب عبّر عن رفضه للوجود المتزايد للتأثير الصيني في القناة، حيث تُعتبر الصين من أكبر المستفيدين من مرور شحناتها عبر هذا الممر الاستراتيجي.
وقال ترامب: "لن نسمح للقناة أن تقع في الأيدي الخطأ"، ملوحًا بإعادة السيطرة على القناة إذا لم تلتزم بنما بإدارتها بطريقة مقبولة للولايات المتحدة.
رد فعل رئيس بنما
في المقابل، رفض رئيس بنما، خوسيه راؤول مولينو، تهديدات ترامب بشدة، مؤكدًا أن القناة هي ملكية خالصة لبنما ولا يحق لأي دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة أو الصين أو أي قوة أخرى، التدخل في إدارتها.
في مقطع فيديو نشره، أكد مولينو أن "كل متر مربع من القناة والمناطق المحيطة بها هو ملك لبنما"، رافضًا أي محاولات لتشويه الحقيقة أو المساس بسيادة بلاده.
تاريخ العلاقة بين أمريكا وبنما
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد سيطرت على قناة بنما وأدارتها منذ إنشائها في بداية القرن العشرين.
ومع ذلك، تم تسليم السيطرة الكاملة على القناة إلى بنما في عام 1999 بموجب معاهدة وُقعت في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر. هذه المعاهدة أنهت العقود الطويلة من الإدارة المشتركة بين البلدين.
التصعيد الدبلوماسي وتوقعات المستقبل
من الواضح أن الرئيس الأمريكي المنتخب يسعى لتصعيد الموقف مع بنما، حيث أكّد عبر منصته "تروث سوشيال" أن الولايات المتحدة قد تنازلت عن سيطرتها على القناة "بحماقة"، وأنها تدفع اليوم "ثمنًا باهظًا" لهذا القرار.
ترامب شدّد على أنه إذا لم تلتزم بنما بالمعايير الأخلاقية والإدارية، فإنه سيطالب بإعادة ملكية القناة إلى الولايات المتحدة.
التهديدات والتصعيدات في السياسة الأمريكية الجديدة
تُعد تصريحات ترامب بشأن قناة بنما مثالًا نادرًا لرئيس أمريكي يستخدم لغة تهديد واضحة تجاه دولة ذات سيادة.
هذه التصريحات تسلط الضوء على التحول المحتمل في الدبلوماسية الأمريكية خلال ولاية ترامب الثانية، حيث لا يتردد في استخدام أسلوب الخطاب العدواني مع الحلفاء والخصوم على حد سواء.