نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنّ "المناورة العسكرية في لبنان والتي بدأت يوم الثلاثاء الماضي، تسير كما هو مُخطط لها"، وأضافت: "كان معروفاً مسبقاً أن العشرات وحتى المئات من عناصر قوة الرضوان ومُقاتلي حزب الله المحليين المسلحين بقوا في القرى القريبة من الحدود مع إسرائيل، حتى بعد نزوح غالبية السكان باتجاه الشمال، وكذلك فعل معظم عناصر قوة الرضوان".
Advertisement
وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمهُ "لبنان24" أن "حزب الله كان يستعد للدخول الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن حزب الله تلقى معلومات بشأن الهجوم البري، وبالتالي كان بإمكان قيادته أن تستعد ذلك، وأضافت: "هذا هو الحال عندما نحاول تنسيق تحركاتنا مسبقاً مع الإدارة في البيت الأبيض ومع البنتاغون. في غضون ساعات قليلة تتسرب كل المعلومات إلى وسائل الإعلام الأميركية، ويتلقى حزب الله على طبق من ذهب معلومات عملياتية تساعده على تنظيم قواته".
وأردفت: "حزب الله لم يكن مستعداً لمعركة دفاعية إقليمية، بل هو يسعى للحفاظ على بقائه وبقاء بنيته التحتية وإلحاق خسائر بالجيش الإسرائيلي وربما تنفيذ عمليات اختطاف".
وأكملت: "لو كان حزب الله حقاً هو المدافع عن لبنان، لكان قد فعل ذلك عبر الاستعداد بقوات كبيرة لمنع الجيش الإسرائيلي من دخول القرى. لكن الحزب، يهدف إلى البقاء وإلحاق أكبر قدر من الخسائر والألم بالجيش المهاجم".
وتابعت: "يدرك حزب الله حساسية الجيش الإسرائيلي تجاه الضحايا والمختطفين، وبالتالي فإن التسبب في المعاناة هو هدف حربي، ولهذا السبب لا يقوم جيش حزب الله بأي تحركات، مثل الهجمات المضادة أو محاولات تطويق القوات الإسرائيلية ومفاجأتها. عملياً، فإن الجيش الإسرائيلي يتحرك بشكل مستمر هجومي ودفاعي بهدف ضرب حزب الله وتحييده. في المقابل، تحاول مجموعات من عدد قليل من مقاتلي حزب الله أن تصعب الأمور على القوات الإسرائيلية عن طريق الكمائن الثابتة في الميدان وعن طريق الصواريخ المضادة للدبابات والمتفجرات، وذلك بهدف منع الجيش الإسرائيلي من كشف البنية التحتية الهجومية التابعة للحزب".
وأردف: "كما هو الحال في كل مناورة برية لأي جيش في العالم، وفي كل الحروب الحديثة، يدفع الجيش الإسرائيلي أيضاً رسم دخول للقتال في منطقة جغرافية جديدة وضد عدو لا يزال لا يعرفه عملياً حتى النهاية. إن سبب الخسائر التي لحقت بنا في اليوم الأول للمناورة، 9 قتلى وعشرات الجرحى، هو أن التضاريس في لبنان مختلفة وجبلية، في حين أن أساليب العمل والكمائن في أطراف القرى مختلفة، بينما رجال حزب الله يختلفون عن المقاتلين في غزة".
وتابع: "يمكن الافتراض أن الجيش الإسرائيلي تعلم دروسه بسرعة وأن القتال يجري الآن بنيران تحضيرية ونيران متقدمة قبل دخول القوات، وبتفعيل سلاح الجو قبل الدخول لاكتشاف أنفاق تخزين الأسلحة وذخائر قوة الرضوان، كما هو الحال في غزة. يمكن الافتراض أنه في لبنان أيضاً، تدور المعارك الأشد في الأيام الأولى وفي التجمعات الأولى للعدو التي يهاجمها الجيش الإسرائيلي".
وأكمل: "يبدو أن قذيفة حزب الله في جنوب لبنان لم تنكسر بعد، لكن الجيش الإسرائيلي قادر على التحرك وتقليل الخسائر، وقبل كل شيء، أداء كل المهام الموكلة إليه. والدليل على ذلك الكم الهائل من الأسلحة التي كشفت عنها القوات والتي لو أتيحت لقوة الرضوان الفرصة لاستخدامها لكانت كارثة على إسرائيل وعلى نطاق أكبر بكثير مما فعلته حماس بها يوم 7 تشرين الأول 2023".
وتابع: "إن إيران ليست حزب الله، وهو منظمة صغيرة نسبيا، ذا قدرات محدودة، وهي تحت أنوفنا في لبنان ويمكننا الوصول إليها متى شئنا خلال دقائق من الجو ومن الأرض. إن إيران عدو بحجم مختلف، وبالتالي فإن الشعب الإيراني الذي يبلغ عدده أكثر من 80 مليون نسمة هو وحده القادر على إزاحة نظام آية الله علي خامنئي واستبداله بنظام آخر أكثر عقلانية وغير ملتزم بنشر الثورة الإسلامية و تدمير إسرائيل.