Advertisement
عدّة سيناريوهات محتملة قد تواجه سوريا في الفترة المقبلة وقد يكون احدها الاستقرار السياسي والمسار الديمقراطي نسبياً في واقع شبيه لتونس بعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق. وتتوقّع مصادر سياسية مطلعة أن يكون هذا المسار مدعوماً من بعض الدول ومشروطاً بسيطرة كاملة من قبل هيئة تحرير الشام.
السيناريو الثاني يتحدث عن اشتباكات داخلية بين المجموعات المسلحة وهي متعددة جداً. وترى المصادر أن هذه الاشتباكات ربما تكون مدعومة من دول مختلفة معظمها معارض لنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، لكنه غير موافق على السياسة الحالية ومعارض لتركيا ويرفض سيطرتها وتحقيقها لنموذج حكم معيّن في سوريا. وتضيف المصادر أن هذا السيناريو، إن تحقق، فهو ينبّىء بفوضى طويلة المدى في الداخل السوري حيث قد تتمدّد شظاياها لتطال عددا كبيرا من الدول المحيطة في المنطقة، لكن هذا الامر يعني أن المخاض في سوريا سيبقى مستمراً ولن يخرج عنه نموذج واحد في المدى المنظور.
سيناريو آخر خطير جداً وهو سيناريو التقسيم، إذ إن الولايات المتحدة الاميركية لا تزال تقدّم الدعم للاكراد، وهؤلاء يحافظون الى حدّ ما على مناطقهم، وفي حال فشلت هيئة تحرير الشام من استعادة هذه المناطق، ثمة مناطق في الجنوب تنفصل تدريجياً، خصوصاً في ظلّ التقدّم الاسرائيلي في الداخل السوري، الامر الذي من شأنه أن يفتح شهية العلويين في "الشام" للسيطرة على مناطقهم بعد الممارسات التي تعرّضوا لها مؤخراً.
هذا ما سيكون عليه المشهد في المرحلة المقبلة، وما بين أطماع اسرائيل وخطط تركيا وتراجع النفوذ الروسي والايراني والفوضى في سوريا، ووسط عملية تضييق الخناق على المقاومة في لبنان وغزّة بهدف انهائها تماماً، تترقّب المنطقة الوصول الرسمي للرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض حتى يُخرج ما يحمله في جعبته للشرق الاوسط.
من هنا يبدو أنّ المنطقة ستكون امام منعطف تاريخي يضعها في مواجهة تحديات جديدة محفوفة بالمخاطر. فماذا بعد سوريا؟!