نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن تغيير النظام في سوريا من شأنه أن يكون تغييراً ذات تأثير كبير على مستقبل الشرق الأوسط.
واعتبر التقرير الذي ترجمه "لبنان24" أنّ هناك خاسرين جراء هذا التغيير وفي طليعتهم إيران، حزب الله وروسيا، وأضاف: "لقد قامت إيران ببناء محور يبدأ من طهران وينتهي في البحر المتوسط، يتوسطه العراق وسوريا ولبنان الذي يتواجد حزب الله فيه وقد جرى تمويله وبناؤه وتسليحه من قبل إيران".
Advertisement
وأكمل: "الآن، تم القضاء على المحور وبالتالي سيكون من الصعب على إيران تسليح التنظيم الذي ضعف في لبنان. من الناحية العملية، لقد فقدت إيران قدرتها على مهاجمة إسرائيل عبر حدودها الشمالية مع لبنان، مما جعلها عرضة لمواجهة مباشرة مع إسرائيل من دون أي وساطة من قبل وكلاء قريبين من إسرائيل".
وتابع: "لقد تلاشى الحلم الإيراني بمحور شيعي يقودها إلى البحر الأبيض المتوسط، ويكون جزءاً مهماً جداً من حلقة النار المحيطة بإسرائيل. علاوة على ذلك، فإن ضعف حزب الله في لبنان يمكن أن يكون هدفاً آخر للتنظيمات التي تسيطر على سوريا، حيث أن لديها عداء دموي مع التنظيم الشيعي الذي حاربها بوحشية في سوريا".
ويرى التقرير أن "إيران فشلت في مساعدة حزب الله الذي تلقى ضربة قاصمة جداً في الحرب ضدّ إسرائيل"، مشيراً إلى أن طهران فشلت في حماية النظام السوري المتعاطف معه والمعتمد عليه، وأضاف: "يتردد صدى فشل إيران في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في العالم العربي، الذي يخشاها تاريخياً. إيران دولة جدية. هناك، سوف يدرسون الوضع ويستخلصون الدروس ويحاولون إيجاد نقاط ضعف جديدة في المنطقة ويحاولون التصرف من خلالها، ولن يتخلوا بسهولة عن حلمهم بسبب الوضع الصعب".
وأكمل: "هل سيكون للفشل الإيراني الذي يتردد صداه في شوارع طهران تأثيره على المواطنين الإيرانيين، وهل سيتحركون لتغيير النظام الفاشل؟ من الصعب معرفة ذلك، لكن من الواضح أن حجراً قد ارتخى في جدار النظام الإيراني، وأصبح أكثر عرضة للخطر. إن معرفة أن استثمار الكثير من الأموال والدماء لمدة 40 عاماً، على حساب احتياجات الشعب الإيراني أيضاً، ذهب هباءً بهذه الطريقة، له القدرة على تغيير وجهات النظر بين الإيرانيين أيضاً".
يرى التقرير أن روسيا هي أيضاً من الخاسرين في سوريا، معتبراً أنَّ "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خسر قبضته الوحيدة على الشرق الأوسط"، وتابع: "بعد وقت قصير من العملية الإسرائيلية في إيران، لقد تم إثبات عدم جدوى أنظمة الدفاع الروسية المضادة للطائرات. فعلياً، فإن روسيا استثمرت أيضاً قدراً كبيراً من المال في سوريا، وبالنسبة لها أيضاً ذهب كل شيء هباءً. من المحتمل أن تؤدي النتيجة السيئة إلى تصلب مواقف بوتين في أي محاولة للتفاوض في سياق أوكرانيا".
يلفت التقرير إلى أنه بالنسبة لإسرائيل، فإنّ الوضع الجيد يبعث ارتياحاً كبيراً مع وجود مخاطر غير واضحة في المستقبل، ويقول: "إنّ استبدال الحكومة العلوية بحكومة معادية لإيران وحزب الله من شأنه أن يجعل من الصعب للغاية إعادة تسليح المنظمة، التي قد تضطر إلى استثمار الموارد في حماية مصالحها ضد سوريا التي يخوض حكامها نزاعاً دموياً مع إيران وحزب الله".
وتابع: "يبدو أنه في الوضع الجديد سيتقلص تهديد حزب الله لإسرائيل بشكل كبير وسيزداد ضعفه، وربما تكون هذه فرصة لإسرائيل لتدمير قوته أكثر. لكن حكم التنظيمات، التي ينبع جزء مهم منها من القاعدة وداعش، لا يشكل مشهداً يبعث على الأمل في ما يتعلق باستمرار الصراع مع سوريا الجديدة، وخاصة في هضبة الجولان. ولذلك، سيكون من الضروري الاستعداد للدفاع في مرتفعات الجولان واستخلاص الدروس من هجوم المتمردين على سوريا في عهد الأسد، وتطبيق هذه الدروس على خطوط الاتصال الإسرائيلية".
وأردف: "الدروس المستفادة مماثلة إلى حد كبير لتلك الدروس المستفادة من هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023، وهذا هو السبب أيضًا وراء قيام الجيش الإسرائيلي بتدمير وسائل الحرب التهديدية التي كانت بحوزة الجيش السوري على نطاق واسع، حتى لا تقع في أيدي الحكومة الجديدة، التي لن يفاجئ عداءها لإسرائيل أحداً".