لطالما كان الجيش المصري درع الأمة وسيفها، القوة التي تبعث في النفوس الطمأنينة وتضرب بجذورها في قلب الأرض المصرية، وهو ليس مجرد قوة عسكرية مدربة أو منظومة تسليح متطورة، بل هو عقيدة متجذرة في ضمير أفراده وأركانه، عقيدة ولدت من رحم هذه الأرض الطاهرة، التي حرمت أرحام نسائها على إنجاب سوى الرجال الذين لا يعرفون سوى الوفاء للوطن والتضحية من أجله.
وكان ولازال الجيش المصري هو الحارس الأمين لحدود الوطن ومقدراته، القوة التي تحمل على عاتقها حماية سيادة الدولة واستقلالها منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا، ظل الجيش المصري رمزًا للشموخ والصلابة، عاملًا بصمت وإخلاص لتأمين الحاضر والمستقبل، واضعًا مصلحة الوطن وشعبه فوق كل اعتبار.
في عقيدة القوات المسلحة المصرية، لا مجال للتنازل عن ذرة من تراب هذا الوطن، ولا مكان للتهاون في حماية سيادته ومنذ الأزل ظل الجيش المصري القوة التي تقف سدًا منيعًا أمام أي تهديد يمس أمن مصر، وهذه العقيدة ليست مجرد شعارات تردد، بل هي مبادئ راسخة تتجلى في كل قرارات وخطوات القوات المسلحة.
ما يميز الجيش المصري عن غيره ليس فقط قوته العسكرية أو منظومات تسليحه الحديثة، بل إيمانه بأن الوطن أغلى من الحياة، إنه جيش يحمي لا يهدد، يبني ولا يهدم، يضع مصالح الشعب فوق أي اعتبارات سياسية أو مصالح فردية.
حين نتأمل تاريخ الجيش المصري، ندرك أنه ليس جيشًا مستوردًا أو جيشًا أسسته المصالح العابرة، بل هو جيش من نبت هذه الأرض، أبناؤه خرجوا من القرى والمدن المصرية، يحملون معهم بساطة الفلاح، قوة العامل، وإيمان المثقف وهم جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب، وأحد أبرز رموزه.
حينما نقول إن الجيش المصري جاء من نبت الأرض، فإننا نؤكد حقيقة أنه جزء من هوية الوطن، أفراده هم أبناء هذا الشعب، يحملون همومه وآماله، ويعيشون نفس التحديات التي يواجهها، ولذلك فإن ولاءهم ليس لشخص أو جماعة، بل للوطن بكل ما يحمله من تاريخ وأرض وشعب.
ولم يكن دور الجيش المصري يومًا مقتصرًا على الدفاع العسكري، بل تعداه إلى أدوار تنموية وإنسانية تعكس قيمه ومبادئه، وفي كل أزمة تواجه الوطن، تجد الجيش المصري في المقدمة، سواء كان ذلك في حماية الحدود أو تقديم الدعم في أوقات الكوارث والأزمات.
وخلال العقود الأخيرة، أثبت الجيش المصري أنه ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل هو درع اجتماعي واقتصادي وسياسي، فمن مواجهة الإرهاب وحماية الحدود، إلى المساهمة في المشاريع القومية الكبرى، ظل الجيش المصري يلعب دورًا محوريًا في بناء الدولة وتأمين مستقبلها.
ومنذ فجر التاريخ، والجيش المصري يحافظ على مكانته كواحد من أعرق وأقوى الجيوش في العالم وفي كل معركة خاضها، أثبت الجيش المصري أن قوته لا تكمن فقط في عتاده وعدده، بل في الروح التي تحرك أفراده.
الجيش المصري لا يبحث عن الحرب، لكنه مستعد لها وهذه هي فلسفة "سلام سلاح" التي تميز القوات المسلحة المصرية وهي رسالة سلام وطمأنينة لكل من يؤمن بالصداقة والتعاون، وتحذير لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر أو مقدراتها.
وما يجعل الجيش المصري قوة استثنائية هو ولاؤه المطلق لمصلحة الوطن والشعب وفي كل قرار يتخذه، وفي كل خطوة يخطوها، يضع الجيش المصري مصر وشعبها في المقدمة، وهذا الولاء لم يكن يومًا محل شك أو جدل فقد أثبت الجيش المصري مرارًا وتكرارًا أنه الحصن الأخير الذي يلجأ إليه الشعب في أوقات الأزمات والتحديات.