كيف ساهمت الحرب الإقليمية الإسرائيلية في سقوط الأسد؟

ذكر تقرير لموقع "The Conversation" الأسترالي أنه "عندما أمر زعيم حركة حماس السابق يحيى السنوار بشن هجوم السابع من تشرين الأول 2023 على إسرائيل، كان يخطط لتوجيه ضربة قاتلة للأخيرة التي أضعفتها الانقسامات الداخلية. من المرجح أن السنوار، الذي قُتل على يد القوات الإسرائيلية في غزة بعد عام، لم يتخيل أنه كان بدلاً من ذلك يحرك سلسلة من الأحداث التي من شأنها أن تؤدي إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وإضعاف تحالف "محور المقاومة" الإيراني الذي تنتمي إليه حماس".

Advertisement

 

وبحسب الموقع، "لفهم توقيت سقوط الأسد على أيدي المتمردين من هيئة تحرير الشام ، نحتاج إلى النظر في الحرب التي اندلعت بسبب هجوم حماس على إسرائيل. وقد تصاعد هذا الصراع إلى غزو إسرائيل لغزة، وحربها مع حزب الله والمواجهات المباشرة بين إسرائيل وإيران. وعندما نفكر في مستقبل سوريا، يتعين علينا أيضًا أن نفكر في الكيفية التي قد تتأثر بها بالحرب الإقليمية الجارية في غزة. ولكن كيف يرتبط التقدم المذهل الذي أحرزته هيئة تحرير الشام نحو دمشق بهذه الحرب الإقليمية؟ في الواقع، لقد خططت قوات هيئة تحرير الشام لهجومها قبل ستة أشهر وحصلت على موافقة ضمنية من تركيا، التي تشترك في حدود شمالية مع سوريا. في ذلك الوقت، كان حزب الله، لا يزال ينشر الآلاف من القوات في جنوب سوريا لحماية نظام الأسد، وكانت إيران تنظر إلى سوريا منذ فترة طويلة باعتبارها حلقة وصل رئيسية في التحالف الإقليمي لطهران لأنها كانت نقطة نقل حاسمة لشحنات الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله، وأي هجوم لهيئة تحرير الشام في هذه المرحلة كان ليواجه مقاومة عنيفة".

 

وتابع الموقع، "كان حزب الله يُعتبر على نطاق واسع أقوى جيش غير حكومي في العالم، لكنه بالغ في تقدير موقفه. فقد أصر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على أن الحزب لن يتوقف عن إطلاق الصواريخ إلا بعد أن تتوصل إسرائيل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس في غزة. وفجأة، في أيلول، شنت إسرائيل هجومًا اغتالت فيه القيادة العسكرية لحزب الله ونصر الله نفسه، تلا ذلك غزو لجنوب لبنان استشهد فيه أكثر من 3000 عنصر من حزب الله. في السابع والعشرين من تشرين الثاني، وافق حزب الله على وقف إطلاق النار مع إسرائيل وبدأ في سحب قواته من سوريا. وفي اليوم نفسه، شنت هيئة تحرير الشام غزوها لحلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا".

 

ورأى الموقع أن "حزب الله كان حجر الزاوية في محور المقاومة الإيراني، ولكن بعد أن أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل في الأول من تشرين الأول، أدت الغارات الجوية الإسرائيلية بعد بضعة أسابيع إلى إلحاق أضرار بمنشآت عسكرية حساسة ومحو الدفاعات الجوية الإيرانية، مما عرض البلاد لمزيد من الهجمات. ومع إضعاف حزب الله وتعرض الأراضي الإيرانية للخطر، كان نظام الأسد في سوريا هو حجر الدومينو التالي الذي سيسقط".

 

وبحسب الموقع، "خاضت سوريا حروباً ضد إسرائيل في أعوام 1948 و1967 و1973 و1982. فكيف ستنظر حكومتها الجديدة إلى إسرائيل؟ قال زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع إن هيئة تحرير الشام، على عكس تنظيم القاعدة أو داعش، لن تنتهج العنف ضد الغرب. وأشادت هيئة تحرير الشام بهجمات حماس في السابع من تشرين الأول ودعمت القضية الفلسطينية، ولكن منذ استيلائها على السلطة، لم تصدر القيادة أي تصريح محدد بشأن إسرائيل. وفي الثامن من كانون الأول، أعلنت مجموعة من مقاتلي هيئة تحرير الشام في دمشق أنها ستهاجم إسرائيل بعد ذلك، ولكن هذا لا يمثل بالضرورة أهداف الحركة الأوسع. ومن المفترض أن تردع النكسات الأخيرة التي مني بها حزب الله في ساحة المعركة الفصائل المسلحة الأخرى عن مواجهة إسرائيل، على الأقل في الأمد القريب".

 

وتابع الموقع، "إن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تخاطر ببدء العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة بطريقة خاطئة. فمع فرار الأسد من سوريا في السابع من كانون الأول، بدأت إسرائيل موجات من الغارات الجوية تستهدف القوات الجوية والصواريخ والبحرية السورية المتبقية، إلى جانب بقايا برنامج الأسلحة الكيميائية، بهدف منع أي كيانات معادية من الحصول عليها في المستقبل. وبالمثل، شنت الولايات المتحدة غارات جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا. ومنذ الثامن من كانون الأول، استولت إسرائيل أيضا على أراض سورية تواجه مرتفعات الجولان الاستراتيجية للغاية التي استولى عليها الإسرائيليون من سوريا في حرب عام 1967 العربية الإسرائيلية".

 

وأضاف الموقع، "زعمت الحكومة الإسرائيلية أن الاستيلاء على الأراضي السورية كان بمثابة خطوة "دفاعية مؤقتة" لضمان عدم وقوعها في أيدي الجهاديين، لكن الأمم المتحدة والعديد من الدول العربية أدانتها. وفي العاشر من كانون الأول، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لا تريد "التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا" أو إثارة حرب مع متمردي هيئة تحرير الشام، لكنها مستعدة للقتال إذا تعرضت للهجوم. لكن الخطر حقيقي بأن تتحول التحركات الاستباقية الإسرائيلية إلى نبوءة تحقق ذاتها، حيث يمكن استفزاز القوات المعادية، التي تسعى السلطات الإسرائيلية إلى ردعها، لمهاجمة إسرائيل".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل- الصحة العالمية تحذر من مرض غامض يهدد الأطفال في الكونغو (تفاصيل)
التالى طلبة: شيكابالا قادر على الاستمرار في الملاعب رغم محاولات هدمه.. ومواجهة المحلة صعبة