Advertisement
سقط نظام الرئيس بشار الاسد واستلمت جبهة تحرير الشام الحكم في سوريا في اطار تفاهمات معلومة وغير معلومة شملت قوى ودولا واحزابا اقليمية ودولية، وهذا ينقل المشهد الى مستوى جديد من التعقيد ويهدد التوازنات السياسي في المنطقة ككل وليس فقط في سوريا والدول المحيطة فيها وعلى رأسهم لبنان الذي بات ينتظر التحولات ليبني عليها.
بالتوازي حصل حدث اخر لا يقل أهمية هو الحراك العسكري الاسرائيلي الذي لم يقتصر على تدمير القدرات العسكرية للجيش السوري بل تقدمت الدبابات الى منطقة القنيطرة وضمتها الى الاراضي المحتلة، ما يؤثر بشكل مباشر على الواقع اللبناني خصوصا ان هذه المناطق هي مناطق حدودية مع لبنان.
المناطق التي سيطرت عليها اسرائيل في سوريا ملاصقة لمنطقة راشيا وحاصبيا وبالتالي، خلال اي حرب جديدة ستتمكن اسرائيل من الوصول الى جزين وصيدا من دون المرور عمليا بأي قرية او منطقة تابعة لـ "حزب الله" وعمليا يمكن حصار جنوب لبنان بسهولة نسبية وهذا ينقل الصراع بين اسرائيل والحزب الى مستوى مختلف.
كل هذه التطورات تجعل من فكرة انتخاب رئيس جديد للجمهورية خارج السياق العام، علما ان بعض الاوساط السياسية لا تزال مقتنعة بأن الجلسة المقبلة ستشهد انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
عمليا لا تبدو المعارضة اللبنانية قادرة على التنازل بل على العكس من ذلك، فهي تريد الذهاب نحو تسمية مرشح تصعيدي وليس للمناورة فقط بل من اجل ايصاله الى قصر بعبدا بعد "انتصار" مشروعها في المنطقة.
يعمل الاميركيون على ترتيب المنطقة بسرعة قياسية، خصوصا ان يدهم خلال هذه المرحلة هي العليا، لذلك سيكون الشرق الاوسط في المرحلة المقبلة وعلى المدى المتوسط في اطار اكتمال المشهد السياسي العام قبل فرض التسويات والتوازنات والحصص على مختلف الاطراف.