Advertisement
لا يريد "حزب الله" حالياً التعليق على ما حصل مع الأسد، إلا أن ذلك قد يكون قريباً حتى جلاء كافة تفاصيل عملية "الإسقاط" التي تعتبر ضبابية بالنسبة للكثيرين، فيما يحاول الحزب أيضاً استقصاء معلوماتٍ عن "فرضية تسليم الأسد" لسوريا بسلاسة للمجموعات المتمردة، علماً أن هذا الأمر حدث حقاً.
أمام كل ذلك، يُطرح السؤال الأساس: كيف أثّر بشار الأسد على "حزب الله" سلباً.. كيف ساهم بـ"إضعافه"؟
تقول مصادر معنية بالشأن العسكري إنّ الأسد أغفل الإصلاحات الداخلية في بلاده، ما ولّد ثورة داخلية ونقمة شعبية عليه، وأضافت: "لو استدرك الأسد خطورة الاستمرار في نهج الاعتقالات والتضييق على المواطنين وإخافتهم، لما كان وصل إلى ما هو عليه الآن، ولكان الإيرانيون بقوا في المنطقة وكذلك حزب الله".
إذاً، فإن "حزب الله" برحيل الأسد هو أول وأبرز المتضررين بسقوط الأسد، فيما الرهان الخاطئ تمثل في الاعتماد على شخصٍ واحد لحماية المقاومة فيما الأمر الأكثر مفاجئاً هو ظهور الجيش السوري كـ"قوة من كرتون".
أمام كل ذلك، فإن الصورة النمطية التي اتخذت عن نظام الأسد ثبتها الأخير أكثر من خلال ممارسات فظيعة داخل السجون، ما أجّج النيران ضده وبالتالي الإطاحة به.
وضمنياً، لو تمت معالجة تلك الصورة منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، لكان "حزب الله" استمر في اعتماد سوريا الدرع الأول له، لكنه الآن بات مجرداً منه تماماً.
لهذه الأمور وغيرها، يمكن اعتبار أن "حزب الله" تلقى طعنة في الظهر بسبب سقوط بشار، فخط الإمداد من العراق إلى لبنان بات مستحيلاً.
وبانتظار أن تتبلور مجريات الأحداث في سوريا، فإن العين تتجه الآن إلى خيارات "حزب الله" بعد الأسد، وإلى الآن فإن الأمور ضبابية بينما لا يمكن للحزب أن يحسم موقفه الآن.
وعليه، فإن الأمر المحسوم الآن هو أن "حزب الله" بات أمام مرحلة جديدة لإعادة تقييمه واقعه السياسي والميداني، فيما تعالت أصوات عديدة تطال باندماج "حزب الله" ضمن الجيش.. فهل سيحصل هذا الأمر؟ وهل سيحقق إسقاط الأسد ما فشل كثيرون في تحقيقه؟