ما جرى فجر الأحد من إسقاط لـ"أسطورة النظام السوري" سينعكس تماماً على واقع "حزب الله" في لبنان من دون أدنى شك.
Advertisement
هنا، يقول مرجع عسكريّ لبناني سابق لـ"لبنان24" إنّ على "حزب الله" أن يُقيّم جداً المشهد الجديد في المنطقة بعد انهيار نظام الأسد بسرعة غير محسوبة، داعياً "حزب الله للعودة إلى لبنان والالتزام بالدولة وتغيير نهجه السابق مع التحول إلى حزب سياسي"، وأضاف: "ما الذي يمنع هذا الأمر؟ الكثيرون سيمدون يد العون للحزب.. لا أعتقد أن أحداً يرضى بإقصائه أو إخراج الشيعة من مُعادلة لبنان، والزمن الماضي ولّى إلى غير رجعة".
أين إسرائيل من كل ذلك؟
في الواقع، فإنَّ الأحداث الأخيرة التي شهدتها سوريا فتحت الباب أمام تحرك إسرائيليّ جدّي باتجاه سوريا، فتل أبيب حشدت قواتها داخل الجولان خصوصاً بعدما دخلت قوات المعارضة السورية إلى منطقة القنيطرة التي شهدت أيضاً توغلاً إسرائيلياً.
التقدّم السريع للفصائل السورية يفتحَ شهية إسرائيل على المُضي قدماً باتجاه أراضٍ سورية لم تكن تحتلها سابقاً، في حين أنّ الإجتماعات الكثيرة والعديدة للحكومة الإسرائيلية بشأن تطورات سوريا لا يُمكن وصفها بـ"الإرباك"، وفق ما يكشف المصدر عسكريّ لبناني سابق لـ"لبنان24".
يلفت المصدر إلى أنَّ "إسرائيل هي المستفيد الأول مما يجري في سوريا لـ3 أسباب، الأول وهو أنَّ إيران تخلت عن سوريا تماماً وانسحبت منها، في حين أن السبب الثاني يتصلُ بسقوط نظام الأسد الذي كان يمثل سنداً لإيران في المنطقة، في حين أنَّ السبب الثالث يرتبط بانقطاع طريق الإمداد عن حزب الله في لبنان.
أمام كل ذلك، فإنَّ السؤال الأكثر طرحاً هو التالي: هل من الممكن أن تستغل إسرائيل انقطاع خطّ الإمداد عن "حزب الله" وسقوط الأسد لشنّ هجمة جديدة عليه داخل لبنان لتنفيذ هدفها بالانقضاض عليه وبالتالي نقض وقف إطلاق النار القائم حالياً في جنوب لبنان؟
المرجع العسكري يتحدّث عن أنَّ مسألة "انقضاض إسرائيل مجدداً على حزب الله في الوقت الراهن غير مستبعدة، وذلك لاعتبارات استراتيجية منها العمل على تحجيم الحزب بعد الانتكاسات التي مُني بها من جهة وعقب إنهيار النظام السوري من جهة أخرى وانقطاع طريق الإمداد عنه من سوريا إلى لبنان".
في الوقت نفسه، لا يستبعد المرجع لجوء إسرائيل إلى "خطة أخرى" ضدّ لبنان وتتصلُ بإمكانية تنفيذ عمليات اغتيال من العيار الثقيل لـ"تشتيت الحزب" أكثر، وبالتالي إفقاده عنصر السيطرة والقيادة، ذلك أن هذا الأمر يُعتبر هدفاً إسرائيلياً بالدرجة الأولى، فيما التقارير الإعلامية في إسرائيل تُوحي بأن هناك استياء من إنهاء تل أبيب لحرب لبنان لحظة وجود فرصة سانحة لها بإضعاف حزب الله نهائياً، من دون أن تستغلها.
عملياً، فإن إسرائيل قد تستفيد من كل ما يجري في المنطقة لتحقيق مكاسب إضافية ضد "حزب الله" بعد سقوط نظام الأسد، وهنا يقول المرجع العسكري: ما الذي يمنع ذلك؟ ما الذي يمنع إسرائيل من إرساء تقدّم جديد داخل سوريا؟ من سيحاسبها عندئذٍ؟".
لهذا السبب، من الجائز تماماً توقع حصول تطوّرات دراماتيكية على صعيد جبهة لبنان - إسرائيل من جهة وجبهة إسرائيل - سوريا من جهة أخرى عقب سقوط نظام الأسد. ولهذا، فإن مدّة الهدنة لـ60 يوماً بين لبنان وإسرائيل قد تشهدُ "نقضاً" مفاجئاً بحال وجدت إسرائيل مصلحة في ذلك.