العملية البرية…"دعسة ناقصة" لصالح "حزب الله"

بات الحديث اليوم يتركز حول عملية التقدم البرية التي قد تقوم بها اسرائيل لتحقيق إنجازات عسكرية والسيطرة على الشريط الحدودي مت لبنان ، ما يؤمن للمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة نوعا من الحماية من صواريخ "حزب الله". لذلك فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مصرّ على القيام بهذه العملية البرية الشاملة خلال وقت قصير.

Advertisement


لكن نتنياهو، بحسب المراقبين، يبدو متسرعاً ويريد انجازاً سريعاً في هذه المرحلة، وإلا لماذا بعد اسبوع واحد من العمليات الجوية المكثفة قرر البدء بعملية برية، وهذا امر لا يتناسب مع قوة "حزب الله" في المجال البري والمجال الصاروخي والدفاعي ضد الدروع، لكن على الارجح فإنّ القيادة العسكرية الاسرائلية ترى ان "حزب الله" فقد قدرته على القيادة والسيطرة.

 كذلك فإنّ إسرائيل، بمفهوم نتنياهو، ستحقق من دخولها البرّي، سواء بقيت داخل الحدود اللبنانية او لم تبقَ، انتصارًا كبيرًا وتستغل من خلاله نقطة تفاوض مع "الحزب" على الخروج من جنوب الليطاني مقابل خروجها هي منه. لذلك يصبح الحديث عن العملية البرية اساسياً في انهاء الحرب الحاصلة او حسمها بالطريقة التي يريدها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو.

 لكن هناك من يعتقد بأنّ دخول جيش نظامي إلى جغرافيا مشابهة للجغرافيا اللبنانية لمواجهة قوى غير نظامية مثل "حزب الله" محضرة ومجهزة بأسلحة مناسبة، قد يكون "دعسة ناقصة" يدفع ثمنها الجيش الاسرائيلي بشكلٍ  كبير ويستطيع "الحزب" عندها التفاوض بشكل حقيقي على انهاء الحرب في قطاع غزة وفي لبنان محققاً بذلك انتصارًا بالسياسة بالرغم من كل الخسائر التي حصلت.
 
أمام هذا الواقع بات من الصعب التنبؤ بما سيحصل في الأيام والأسابيع المقبلة، خصوصًا اذا ما تورط الجيش الاسرائيلي وغرق في جنوب الليطاني واصبح من الممكن توجيه ضربات قاسمة له، عندها ستطول الحرب الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية وهذا ما هو متوقّع ويصبح إنهاؤها مبنيًا ومستندًا على شروط المقاومة بالرغم من الخسائر التي تعرضت لها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق غرفة القاهرة تستقبل سفيرة قبرص لبحث سبل تعاون جديدة استثماريًا وتجاريًا
التالى المؤبد لـ 10 متهمين والمشدد لاخرين لشروعهم فى قتل رئيس مباحث القناطر الخيرية