اعتاد اللبنانيون على الجمع بين عيد الاستقلال وعيد ميلاد فيروز، وذلك لأن النجمة الكبيرة تمثّل في وجدانهم أيضاً رمز لبنان الواحد، العابر للطوائف والمناطق والأحزاب. ولدت فيروز واسمها الحقيقى نهاد رزق وديع حداد، فى قرية الدبية فى منطقة الشوف في 21 تشرين الثاني عام 1935، ( بعض المراجع يقول إنها من مواليد 20 تشرين الثاني 1934) وعاشت طفولتها في العاصمة بمنطقة زقاق البلاط، حيث كان يعمل والدها في إحدى مطابع صحف لبنان.
بلغت السيدة فيروز من العمر 89 عامًا، قدمت خلالها باقة من الأغاني التي رسخت في ذاكرة أكثر من جيل لبناني وعربي، وعاشت مع أفراحهم وخيباتهم وحياتهم الخاصة. ورغم انقسام اللبنانيين على الكثير من القضايا السياسية والطائفية إلا أنهم يجتمعون على حب فيروز التي ظل صوتها يصدح بالأغاني الوطنية في أيام الحرب الصعبة، ويرافق صباحات محبيها.
بدأت نهاد مسيرتها الفنيّة بمشاركة والدها كمؤدّية في كورس الإذاعة اللبنانية،واكتشف صوتها الملحن محمد فليفل، وقدمها للإذاعة حيث تولى الموسيقار حليم الرومي والد المطربة ماجدة الرومي رعاية موهبتها، إلى أن تعرفت على الأخوين عاصي ومنصور الرحباني بداية خمسينيات القرن الماضي. وتعاون فيروز مع الأخوين رحباني شكل مرحلة جديدة من الغناء، وهي المزج بين الأنماط الغربية والشرقية والأنماط اللبنانية في الموسيقى والغناء.
في منتصف الخمسينيات، تزوجت فيروز من عاصي الرحباني وأنجبا أربعة أولاد، هم زياد، وليال التي توفيت عام 1987 بعد سنة من وفاة والدها، وهلي وريما. ومرّت فيروز بمآس كثيرة على الصعيد الشخصي، من وفاة ابنتها إلى إعاقة نجلها هلي. وبعد وفاة زوجها عاصي عام 1986 عملت فيروز مع ملحنين آخرين من بينهم ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة من الأغاني من الأنماط الغربية والحديثة.
Advertisement
بدأت نهاد مسيرتها الفنيّة بمشاركة والدها كمؤدّية في كورس الإذاعة اللبنانية،واكتشف صوتها الملحن محمد فليفل، وقدمها للإذاعة حيث تولى الموسيقار حليم الرومي والد المطربة ماجدة الرومي رعاية موهبتها، إلى أن تعرفت على الأخوين عاصي ومنصور الرحباني بداية خمسينيات القرن الماضي. وتعاون فيروز مع الأخوين رحباني شكل مرحلة جديدة من الغناء، وهي المزج بين الأنماط الغربية والشرقية والأنماط اللبنانية في الموسيقى والغناء.
في منتصف الخمسينيات، تزوجت فيروز من عاصي الرحباني وأنجبا أربعة أولاد، هم زياد، وليال التي توفيت عام 1987 بعد سنة من وفاة والدها، وهلي وريما. ومرّت فيروز بمآس كثيرة على الصعيد الشخصي، من وفاة ابنتها إلى إعاقة نجلها هلي. وبعد وفاة زوجها عاصي عام 1986 عملت فيروز مع ملحنين آخرين من بينهم ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة من الأغاني من الأنماط الغربية والحديثة.
حملت فيروز المدن العربية بصوتها فغنّت بيروت، ودمشق، والقدس،وإسكندريّة، وبغداد، فكادت لا تغيب أي بقعة جغرافية من العالم العربي عن أغانيها. وقدمت فيروز المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة وتجدد في الموسيقى العربية، وذلك بتقديمها الأغاني القصيرة ذات المعنى مع الأخوين رحباني وأخيهما ألياس، وتميزت أعمالها بالثراء والتنوع، فقد غنت للحب والحياة والوطن والأم والأطفال، وقدمت القصائد والأناشيد القديمة بأسلوب مميز جعلها قريبة من العامة.
كما قدمت العديد من الأغاني التي أدرجت في مجموعة من المسرحيات والتي وصل عددها نحو خمس عشرة مسرحية، وكانوا من تأليف الأخوين رحباني فقد تنوعت مواضيع تلك المسرحيات . ومن أشهر المسرحيات الغنائية للأخوين رحباني، والتي شاركت فيها فيروز كانت "ميس الريم"، "ناس من ورق"، "صح النوم"، "المحطة"، "لولو"، "ناطورة المفاتيح"، "جسر القمر"، و"بياع الخواتم" التي تحولت فيما بعد إلى فيلم سينمائيّ.
والقائمة تطول بأجمل ما غنت فيروز للعشاق ومنها :"حبيتك بالصيف"، "قديش كان في ناس"، "شادي"، "بكرا أنت وجايي"، "حبوا بعضن"، "حبيبي بدو القمر"، "سوى ربينا"، "كانوا يا حبيبي"، "فايق شو حكينا"، "بعدك على بالي"، "كيفك انت ملا انت"، "بكتب اسمك يا حبيبي" وغيرها.
على مدى عقود، شكّلت أغاني فيروز جسرا بين اللبنانيين. وخلال الحرب الأهلية، رفضت الغناء في لبنان لتجنّب أن تُحسب على منطقة دون أخرى. ولم ينفرد العرب وحدهم بفيروز، فقد سمعت أغانيها في عدة أماكن حول العالم حيث غنت في نيويورك وسان فرانسيسكو ومونتريال ولندن وباريس.
فإلى جانب الإرث الخالد الذي صنعته مع الأخوين رحباني، غنّت فيروز كلمات عظماء أمثال جبران خليل جبران، وسعيد عقل، وأحمد شوقي، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، ونزار قباني وغيرهم. وتوقفت "سفيرة لبنان إلى النجوم" عن إحياء الحفلات المباشرة منذ عام 2012، رغم أنها طرحت ألبومًا عام 2017 ويعد الأخير لها قبل أن تختار التفرغ لحياتها الخاصة. ورغم ابتعاد فيروز كليا عن الأضواء منذ سنوات، فلا يزال صوتها الاستثنائي، باعتراف خبراء عالميين، يرافق ملايين الأشخاص عبر العالم.
هذه السنة، يكتسب عيد ميلاد فيروز مثله مثل عيد الاستقلال طابعاً وطنياً مختلفاً. ولم تغب أغاني فيروز الوطنية عن الساحات والسوشيال ميديا. في هذا الوقت، يصر اللبنانيون على سماع أغنية "بحبك يا لبنان" التي غنتها فيروز مطلع الحرب ، ولعل أكثر ما يعني المواطنين على الأرجح في الأغنية فكرة ولادة لبنان الجديد الذي ليس هو بنظرهم لبنان الحرب، بل لبنان "سويسرا الشرق"، لبنان المقاوم، لبنان العدالة، لبنان الحرية.
لم تترك الحرب زاوية في بيروت إلّا وجرحتها، ولم تترك بناية إلّا وثقبتها بالرصاص والقذائف. الكثير من البؤس أثقل سماء العاصمة. وبين عالم الرحابنة النقيّ والممجّد للوطن والمتماثل مع أجراس الكنائس وآذان الجوامع، سقط لبنان في حرب طويلة.
وفي الاونة الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات للدمار الذي لحق بالفندق وصور للغرفة التي اعتادت فيروز النزول فيها إبان إحيائها حفلاتها، ضمن مهرجانات بعلبك الدولية، وتم الحفاظ عليها كذكرى تاريخية. ولم يسلم فندق "بالميرا"، أحد المعالم السياحية الثابتة في المدينة، من الضربات الإسرائيلية.
نتذكر فيروز في كل مرة يقع لبنان ضحية سحره الفريد، فالحروب لا تفارق أرضه، فهو صلة وصل الحضارات والأديان. ها هو يخوض حرب وحيدًا ومنهكًا، شعبه يموت وينزح من ضربات الجو والبرّ.
فما يجمع الناس في الحرب الساخنة ليس فقط البيوت البعيدة عن القصف، بل صوت فيروز الذي يُنشد وطنًا لكل أبنائه في الحرب والسلم. ففيروز هي الرمز، ليس بصوتها فقط، بل بوطنيتها، خصوصاً أنها ابنة هذا الشعب الثائر، نشأت في عائلة فقيرة ، وعانت في طفولتها وصباه. لكنّ فيروز التي اعتادت عدم إعلان موقف سياسي، مع فلان أو ضد فلان، تؤمن بإنسانية الشعب اللبناني، فلا تنحاز إلى جماعة دون أخرى أو طائفة دون أخرى. وفيروز كما الذهب، لا عمرَ افتراضياً لها، حتى أرقام متابعيها والاستماعات لأغانيها على مواقع التواصل الإجتماعي، ليست افتراضيّة وهي بعيدة عن عالم التقديرات والتوقّعات.
عالم من الرومانسية الحالمة والذكريات الجميلة تأخذنا إليها السيدة فيروز في الكثير من أغانيها التي تخترق مشاعر محبيها الى حد الصميم وتجعلهم يعيشون تفاصيل ممتعة في حكايا حبهم، من إنتظار للحبيب مرورا بالغوص في قصص المراهقين وصولاً الى لهفة اللقاء.