مستشفيات تحولت إلى بؤر قاتلة وأخرى تبيع المسحات في العراق

SputnikNews 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ابتعد المواطنون الذيين تظهر عليهم أعراض بسيطة ومتوسطة، عن الوصول إلى مستشفى مدينة الطب لتحوله إلى بؤرة وباء قاتلة لا ترحم من يصلها، وما يصلها سوى جثث الضحايا التي تلقى الكثير منها على سديات "الأسرّة" في الهواء لتعطل أصاب ثلاجات الموتى.

© Sputnik . Pavel Lisitsyn

مصدر طبي كشف لـ"سبوتنيك" عن تحول المستشفيات إلى بؤر مشبعة بالفيروس لأسباب فنية، منها مستشفى مدينة الطب وذلك يعود إلى نظام التبريد المركزي مصمم بشكل خاطئ وينقل الهواء بين الغرف وباقي الشُعب، ما تسبب بنقل الفيروس من المصابين إلى المراجعين، والراقدين إثر أمراض أخرى.

وأضاف المصدر الذي تحفظ الكشف عن اسمه، أن جميع القائمين على المستشفى يعلمون أن نظام التبريد المركزي مصمم بطريقة خاطئة، لكنهم ألتزموا الصمت.

بالإضافة إلى ذلك، ساهم تراكم الجثث داخل ثلاجات الموتى في المستشفيات بشكل كبير بتلوثها، ما تسبب بإزدياد الإصابات حتى بين الكوادر الطبية.

وكشف المصدر، عن إصابة مدير مستشفى الجملة العصبية قبل أسابيع لكنه استمر في المجيء إلى العمل يوميا حتى تدهورت حالته ليتم عزله وحقنه بمادة البلازما من متبرعين تعافوا من الفيروس في وقت سابق.

ولفت إلى أن الكوادر الطبية مستمرة في العمل رغم وجود مصابين بينها، وذلك لوجود نقص في الأعداد التي تعمل على علاج المواطنين المصابين.

وأكمل المصدر، أن توجه المواطنين بأعداد كبيرة دون تنظيم أو تباعد وإهمال من قبل المستشفيات التي تتوفر فيها "مسحات" الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، جعلت المصاب، وغير المصاب سوية في مكان واحد وهو ما يرجح حتما بانتقال العدوى من شخص إلى آخر.

وتابع، كما أن المصاب الذي لديه نسبة قليلة من الفيروس، عندما يأتي إلى إحدى المستشفيات في بغداد، يستنشق كمية أكبر من الفيروسات التي تملئ المستشفى، وتتأزم حالته، وتتدهور صحته ما يؤدي إلى وفاته في المستشفى أو في البيت.

وأفاد المصدر، بأنه تم استدعاء الكوادر الطبية ذات الأعمار الصغيرة من المستشفيات: الواسطي، والجملة العصبية، وأبن النفيس، لتشكيل كادر جديد يتولى مهام العمل في مراكز الحجر التي افتتحت حديثا في معرض بغداد الدولي وفي المنصور، بجانب الكرخ، والأقسام الداخلية للطلاب في شارع فلسطين، بجانب الرصافة شرقي العاصمة.

وأكد المصدر، أن النجاة من الكارثة والوباء، هو العلاج المنزلي، وأخذ المصابين الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة من ارتفاع بدرجات الحرارة، وسعال جاف ونحول، الفيتامينات الثلاث : "D3" والزنك وفيتامين "c"، مع تعقيم البيت والفراش ونشره على أشعة الشمس والجلوس تحت حرارتها يوميا لحين اكتساب الشفاء، مع مرعاة تجنب الخوف الذي يدمر المناعة.

بزنس الموت

إجراء المسحة والفحوصات للمصابين بفيروس كورونا، لا يتعدى أبواب المستشفيات الحكومية وهي حصرا من تجري الفحوصات التي شحت من جانب الرصافة، الأمر الذي أوقع المواطنين الذي رادوهم شعور الإصابة بالوباء، لاسيما وأن البعض منهم يعاني من أعراض إرتفاع الحرارة، والسعال، وعدم القدرة على النوم.

ويساوم بعض الموظفين أوالعاملين في الكوادر الطبية على بيع المسحات على الراغبين بإجراء الفحوصات دون الوصول إلى المستشفيات، بأسعار تبدأ من 100 دولار أمريكي في بغداد، وارتفعت في الجنوب الذي يشهد الكارثة، إلى 700 دولار.

وصرح الناشط المدني، حميد جحجيح، لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد، قائلا: أنا شخصيا لم أستطع إجراء فحص في مستشفيات المدينة، واضطررت إلى الاتصال ببعض الأصدقاء  لغرض إجراء مسحة في مستشفى الشيخ زايد، وحصلت على النتيجة بعد مرور ٦ أيام من الانتظار، والقلق.

وأضاف جحجيح، أن الصديق الذي أجرى لي فحص المسحة، طلب مني مبلغ 100 دولار مقابل عملها لي، مشيرا إلى أن صديق آخر له في محافظة البصرة أقصى جنوب البلاد، تحدث عن وصول سعر المسحة في مدينته إلى 700 دولار.

ويبين، بالتأكيد أن هناك استغلال لبعض المواطنين الذين يشعرون أن لديهم أعراض ويبحثون عن إجراء مسحات، وبغياب وجود المسحات في أغلب مستشفيات البلد، وخصوصا في قاطع الرصافة، ومستشفيات مدينة الصدر، يتم استغلال البعض بإجراء مسحات مقابل رشاوى مادية أو بوجود عرف أو واسطات.

© Photo / youtube.com

وعن نتيجة المسحة التي أجريت له، أكد الناشط المدني البارز، "أنها سالبة..لست مصابا".

كما عانى مواطنون آخرون، من إلقاء جثث ذويهم، وأقاربهم على "سديات" في الباحة الخلفية لدائرة الطب العدلي، بسبب عطل ثلاجات الموتى، وبقاء عدد قليل منها، ما سبب عدم إمكانية إدخال الجثث إليها إلا بواسطة المعارف أو الأموال التي تدفع من قبل ذوي المتوفي بالوباء.

وآخرون يبحثون في الصيدليات عن الفيتامينات، ممن اختاروا حجر أنفسهم وأبنائهم في بيوتهم وتجنب الوصول إلى المستشفيات التي يتهمونها بقتل المصابين، وفقدان الكثير منهم ثقتهم بها لاسيما بعد وفاة اللاعب الدولي أسطورة كرة القدم العربية، أحمد راضي في مستشفى النعمان، يوم21  يونيو / حزيران الجاري، رغم تمتعه بصحة جيدة، عن عمر ناهز 56 عاماً.

وتشهد المستشفيات في العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، أزمة صحية كارثية بعدم توفر قناني الأوكسجين لجميع المصابين الذي أخذت أعدادهم بالإرتفاع بشكل يومي، وسط زيادة بأعداد الوفيات إثر الفيروس الذي قتل أيضا خيرة من أبرز أطباء البلد في الآونة الأخيرة.

وسجل العراق اليوم الأحد، حسب الموقف الوبائي المعلن من وزارة الصحة، والذي تلقته وكالة "سبوتنيك"، 2140 إصابة، و96 حالة وفاة، ليرتفع العدد الكلي للمصابين بفيروس كورونا، إلى 45402، والوفيات 1756 حالة.

0 تعليق