قال إبراهيم ربيع، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن الجماعة الإرهابية ارتكبت سلسلة من الجرائم التى تركت أثرًا عميقًا وسلبيًا على مصر والمصريين، سواء خلال فترة حكمهم أو بعدها، مشيرًا إلى أن الجماعة حاولت تغيير هوية الدولة المدنية وإضعاف المؤسسات الوطنية، من خلال التغلغل فى مفاصل الدولة ومحاولة إخضاعها لسياسات التنظيم.
وأكد «إبراهيم»، فى حواره مع «الدستور»، أن الجماعة اعتمدت على استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية، ما أدى إلى تقسيم المجتمع وزرع الفتنة بين أبنائه، بالإضافة إلى التحريض العلنى ضد معارضيها، سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين، ما أدى إلى تصاعد العنف وتهديد السلم المجتمعى، وبعد ثورة ٣٠ يونيو لجأ التنظيم إلى الإرهاب المباشر.
وطالب بتنفيذ مشروع قومى تتشارك فيه الدولة بمؤسساتها والأسرة المصرية والنخبة الإعلامية والثقافية والسياسية بشراكة جدية ومسئولة، لإزالة آثار العدوان الإخوانى وإعادة الإعمار وإعادة هندسة الضمير والوعى الجمعى، والتذكير دائمًا بجرائم التنظيم التى لن تغتفر ولو بعد ١٠٠ عام.
■ بداية.. حدثنا عن جرائم الإخوان ضد مصر والمصريين خلال السنوات الماضية؟
- تنظيم الإخوان الإجرامى نفذ احتلالًا للعقل والوجدان المصرى وارتكب عملية تجريف لكل قيم الانتماء والمواطنة، وهدم أركان الهوية وأعمدة الشخصية المصرية بشكل ممتد وممنهج لأكثر من ١٠٠ عام.
جماعة الإخوان ارتكبت سلسلة من الجرائم التى تركت أثرًا عميقًا وسلبيًا على مصر والمصريين، سواء خلال فترة حكمهم أو بعدها، حيث كانوا يسعون دائمًا لتحقيق مصالحهم الخاصة، حتى لو كان ذلك على حساب استقرار الوطن وأمنه، ففى فترة حكمهم القصيرة، شهدت مصر محاولات مستمرة لتغيير هوية الدولة المدنية وإضعاف مؤسساتها الوطنية، من خلال التغلغل فى مفاصل الدولة ومحاولة إخضاعها لسياسات الجماعة.
واعتمدت الجماعة على استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية، ما أدى إلى تقسيم المجتمع وزرع الفتنة بين أبنائه، هذا بالإضافة إلى التحريض العلنى ضد معارضيهم، سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين، ما أدى إلى تصاعد العنف وتهديد السلم المجتمعى، وبعد ثورة ٣٠ يونيو، لجأوا إلى الإرهاب المباشر، فشهدت البلاد موجات من التفجيرات والهجمات المسلحة التى استهدفت قوات الجيش والشرطة والمدنيين، محاولين بث الرعب وإضعاف الدولة.
كما سعوا لتشويه صورة مصر على الساحة الدولية من خلال حملات ممنهجة اعتمدت على التضليل ونشر الأكاذيب، ولم تكن هذه الجرائم تستهدف فقط النظام الحاكم، بل طالت المواطن البسيط الذى تحمل تبعات أفعالهم من أزمات اقتصادية وأمنية، فالإخوان لم يظهروا أى التزام حقيقى بقيم الوطنية، بل قدموا الولاء للتنظيم الدولى على حساب مصلحة مصر.
فالجرائم التى ارتكبتها الجماعة ضد مصر ليست فقط أفعالًا مادية، بل امتدت لتشويه القيم الوطنية وزعزعة الثقة بين الشعب ومؤسساته. وهذا يوضح بجلاء أن أهداف الإخوان كانت دائمًا تتعارض مع مصلحة الوطن واستقراره.
■ ماذا عن الجرائم التى ارتكبتها الجماعة خلال عام حكم «المعزول»؟
- سنة مشئومة دخل فيها أكثر من ٣٠ ألف إرهابى مصر ودخل فيها كم من السلاح يفوق الحصر، سعيًا لتقسيم مصر بالاتفاق مع إسرائيل وأمريكا، وبعد عام ٢٠١٣، تم الاتفاق مع شركات علاقات عامة أمريكية وأوروبية لإدارة كيانات إعلامية ومواقع التواصل بترويج الشائعات ونشر الأكاذيب وفبركة الفيديوهات لشيوع الإحباط وافتقاد الثقة فى إدارة البلد، من خلال الإنكار والتشكيك فى الإيجابيات، وتشويه المؤسسات لإسقاط هيبتها، وافتعال السلبيات وتهويلها، وإهانة الرموز والسخرية منها.
■ من معرفتك بتفكير الإخوان.. ما الأدوات التى سيلعبون عليها المرحلة المقبلة؟
- جماعة الإخوان الإرهابية، بعد خسارتهم الفادحة فى الداخل وفشلهم فى تحقيق أهدافهم عبر العنف أو السياسة، سيعتمدون على مجموعة من الأدوات فى المرحلة المقبلة لاستعادة نفوذهم أو إبقاء وجودهم فى المشهد، وإن كان ذلك من وراء الستار، كمحاولات اللعب على الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، حيث يسعون لاستغلال أى صعوبات يواجهها المواطن لتأجيج السخط ضد الدولة، وكذلك الحال فى تضخيم الأزمات وتحريف الحقائق من خلال حملاتهم الإعلامية التى تعتمد على نشر الشائعات عبر منصات التواصل الاجتماعى، بهدف إضعاف الثقة بين الشعب والحكومة.
والجماعة ستظل تعتمد على الدعم من بعض القوى الإقليمية والدولية التى ترى فيهم وسيلة لتحقيق مصالحها فى المنطقة، سيعملون على استغلال المنظمات الحقوقية الدولية لتقديم أنفسهم كضحايا واستدرار التعاطف العالمى، ما يسمح لهم بالضغط على الدولة المصرية وتشويه صورتها.
وسيحاولون التغلغل فى القضايا الخلافية سواء كانت سياسية أو دينية، لإثارة الانقسامات وإضعاف الوحدة الوطنية، كل هذه الأدوات تهدف فى النهاية إلى إبقاء الجماعة حاضرة فى المشهد، ولو ككيان مؤثر فى الخفاء، حتى يحين لهم الوقت الذى يعتقدون أنه مناسب للعودة العلنية.
■ كيف ترى الشائعات المستمرة التى تطلقها عناصر الجماعة ضد مصر؟
- الشائعات التى تطلقها عناصر جماعة الإخوان ضد مصر تعد أداة أساسية فى حربهم النفسية والإعلامية التى تستهدف زعزعة الاستقرار وإضعاف الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، وهذه الشائعات ليست عشوائية، بل تأتى ضمن خطة مدروسة تهدف إلى تضليل الرأى العام وإثارة القلق والخوف بين المواطنين، وتسعى الجماعة من خلال هذه الأكاذيب إلى استغلال أى ظرف داخلى، سواء كان اقتصاديًا أو سياسيًا أو اجتماعيًا، وتحويله إلى مادة لتأجيج الغضب الشعبى.
والشائعات غالبًا ما تستهدف الأزمات الاقتصادية، وارتفاع الأسعار، أو قرارات الحكومة، والهدف الرئيسى من ذلك هو خلق حالة من الفوضى الذهنية وتشويه صورة القيادة السياسية أمام الشعب، كما تركز هذه الشائعات على المؤسسات الوطنية، بهدف النيل من مصداقيتها ودورها الحيوى فى حماية أمن الوطن واستقراره.
■ ما أهدافها؟
- أهداف الشائعات تتجاوز حدود التأثير المحلى، فهى تهدف أيضًا إلى إضعاف صورة مصر على المستوى الدولى وتشويه إنجازاتها، لتوفير بيئة خصبة للتدخلات الخارجية، ونؤكد القول إن استمرار هذه الشائعات هو دليل على عجز الجماعة عن المواجهة المباشرة واعتمادها على الحروب النفسية بدلًا من الحوار أو العمل البناء.
فى النهاية، مواجهة هذه الشائعات تتطلب تعزيز الوعى المجتمعى، ودعم الشفافية، ونشر الحقائق بشكل سريع ودقيق، لضمان عدم ترك مساحة لهذه الأكاذيب أن تنمو أو تؤثر.
■ ماذا عن الحملات المأجورة للإعلام المعادى وكذلك على منصات التواصل الاجتماعى؟
- الحملات الإعلامية التى تشنها لجان الإخوان فى الخارج تُعد إحدى أبرز أدوات الجماعة لضرب استقرار الدولة المصرية وتشويه صورتها دوليًا، وتعتمد هذه الحملات على شبكات إعلامية ممولة من جهات معادية للدولة المصرية، بالإضافة إلى جيوش إلكترونية مدربة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعى لنشر الأكاذيب بطريقة ممنهجة.
من خلال هذه الحملات، تحاول الجماعة استغلال كل أزمة أو تحدٍّ تواجهه الدولة، مهما كان حجمه لتضخيمه وتحريفه بهدف إظهار مصر وكأنها غير قادرة على إدارة شئونها.
كما تعمل المنصات الإعلامية المأجورة على ترويج مزاعم عن انتهاكات حقوق الإنسان، مستغلة المنصات الدولية والمنظمات الحقوقية لإثارة الضغوط على الدولة، وهذه الأكاذيب لا تستهدف فقط تشويه سمعة النظام، بل تسعى أيضًا إلى التأثير على معنويات الشعب المصرى وزرع الإحباط والانقسام بين أبنائه.
ومحاولة استغلال قضايا، مثل البطالة، والتضخم، أو الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لتصوير الدولة على أنها عاجزة أو غير مبالية بمصالح شعبها. كما تلجأ إلى توظيف شخصيات إعلامية معروفة بولائها للجماعة لنشر الروايات المغلوطة وإضفاء طابع المصداقية عليها.
■ كيف يمكن للدولة أن تطور أدواتها لمواجهة هذه الشائعات؟
- مواجهة الشائعات تتطلب تطوير أدوات الدولة بشكل مستمر لتكون قادرة على التصدى لهذه الحروب النفسية والإعلامية، فضلًا عن العمل على سن حزمة من التشريعيات التى تسهم فى التصدى للجيوش الإلكترونية للتنظيمات الإرهابية، والعمل على تشديد العقوبات فيها لمواجهة هذه المخططات، التى أصبحت ذات تأثير كبير على المواطنين، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى.
ويتم تكوين فرق متخصصة للرد السريع ونشر الحقائق بأسلوب بسيط ومباشر يصل إلى مختلف فئات المجتمع.
بجانب إطلاق كثير من الحملات التوعوية بالشراكة بين الحكومة والمجتمع المدنى فى توعية المواطنين حول خطورة الشائعات وكيفية التعامل معها، وتوضيح آليات التحقق من الأخبار وعدم الانسياق وراء المصادر غير الموثوقة.
■ هل للإعلام دور فى مواجهة حرب الشائعات والأكاذيب؟
- لا بد من تطوير الخطاب الإعلامى للدولة ليكون أكثر شفافية وسرعة فى تقديم المعلومات، وذلك لأن المواطن الذى يشعر بأنه يحصل على حقائق دقيقة من مصادر رسمية لن يكون فريسة سهلة للشائعات، هذا النهج المتكامل سيضمن تعزيز ثقة المواطن بدولته وقطع الطريق أمام أى محاولات للتأثير السلبى عليه.
كيف يمكننا إجهاض مخططات الإخوان الخبيثة فى حرب الشائعات والأكاذيب؟
- لتحرير العقل المصرى من الاحتلال الإخوانى وإزالة آثار العدوان وإعادة إعمار الشخصية المصرية مطلوب مشروع قومى، تتشارك فيه الدولة بمؤسساتها والأسرة المصرية والنخبة الإعلامية والثقافية والسياسية بشراكة جدية ومسئولة، لإزالة آثار العدوان وإعادة الإعمار وإعادة هندسة الضمير والوعى الجمعى، والتذكير دائمًا بجرائم تنظيم الإخوان التى لن تغتفر ولو بعد ١٠٠ عام، فسيظلون أصحاب الخراب والدماء والتفكك والفوضى.
اتفقت مع شركات أمريكية وأوروبية لإدارة كيانات إعلامية لترويج الشائعات ونشر الأكاذيب
شائعاتها ضد الدولة هدفها التشكيك فى الإيجابيات وتشويه المؤسسات لإسقاط هيبتها