من الأهرامات إلى الصحراء البيضاء: كيف أصبحت مصر وجهة سينمائية عالمية؟

من الأهرامات إلى الصحراء البيضاء: كيف أصبحت مصر وجهة سينمائية عالمية؟
من
      الأهرامات
      إلى
      الصحراء
      البيضاء:
      كيف
      أصبحت
      مصر
      وجهة
      سينمائية
      عالمية؟

لطالما كانت مصر واحدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية، ولكن في السنوات الأخيرة، أصبحت وجهة مفضلة لصناع السينما الدولية الذين يبحثون عن مواقع تصوير فريدة تجمع بين التاريخ والجغرافيا المتنوعة والطبيعة الساحرة. هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج رؤية واضحة ودعم حكومي مباشر عزز من مكانة البلاد كوجهة سينمائية عالمية.  

وفقًا لما ذكره تقرير نشر في مجلة "Variety"، فإن مصر أصبحت محطة أساسية لتصوير العديد من الأفلام الهوليوودية الضخمة. من بين هذه الأعمال فيلم "Wicked Part Two"، الذي صور جزءًا من مشاهده في الصحراء البيضاء، وهو موقع طبيعي مذهل يتميز بتشكيلاته الصخرية الفريدة، ما جعله مناسبًا لإعادة خلق عالم "أرض أوز". يقول جون راكيتش، رئيس نقابة مديري المواقع الدولية: "كان أحد أصدقائي في مشروع جاي ريتشي، ولم يتمكنوا من التوقف عن الحديث عن مدى سلاسة التصوير لمدة أسبوعين أمام الأهرامات. «كانوا ينظمون» إطلاق النار والمروحيات، وكل الأشياء الكبيرة التي لا يتم إنجازها هنا عادةً".  

من جهة أخرى، استضافت هضبة الجيزة تصوير فيلم "Fountain of Youth"، حيث تم التنسيق لتوفير مروحيات عسكرية لأول مرة. تعكس تلك الخطوة الدعم الحكومي الكبير للإنتاجات الدولية. يقول نيل بيرجر، مخرج فيلم "Inheritance"، عن تجربته في تصوير فيلمه في القاهرة: "صوّرنا في السوق، وصوّرنا في المطار، وصوّرنا في الأهرامات، وصوّرنا في أي مكان أردناه- حتى خارج السفارة الأمريكية. كان كل هذا يتمتع بهذه المباشرة العظيمة، والطاقة الحقيقية التي تصاحب ذلك".  

منذ عام 2019، قامت لجنة الفيلم المصرية، التابعة لمدينة الإنتاج الإعلامي، بتقديم خدماتها لأكثر من 55 إنتاجًا دوليًا. توفر اللجنة نقطة وصول موحدة تسهّل على شركات الإنتاج الحصول على التصاريح اللازمة والتنسيق مع الجهات الحكومية المختلفة. كما تقدم حوافز مالية، من بينها استرداد نقدي بنسبة 30% للإنتاجات التي تستخدم مرافق مدينة الإنتاج الإعلامي.  

يعكس هذا الدعم الحكومي رؤية مصرية لجعل صناعة السينما إحدى الأدوات الأساسية لترويج البلاد على المستوى العالمي. يقول جون راكيتش: "لفترة طويلة، كان الناس يذهبون إلى المغرب لتصوير أهرامات مزيفة. الآن، هناك دفعة كبيرة لحث الناس على العودة إلى مصر. لذلك نحن هنا لإلقاء نظرة، لمعرفة ما هو موجود ومعرفة كيف يمكننا المساعدة".  

التحول لا يقتصر فقط على الأفلام الضخمة، بل إن مصر أصبحت خيارًا عمليًا للإنتاجات ذات الميزانيات المتوسطة. توفر البلاد بيئات تصوير متنوعة تمتد من الصحراء إلى المدن الكبرى، مع دعم لوجستي متكامل يضمن تجربة تصوير سلسة وفعالة. يقول بيرجر: "أنا من أنصار نيويورك، لكن الحقيقة هى أن القاهرة هى المدينة الحقيقية التي لا تنام أبدًا".  

مصر اليوم ليست مجرد خلفية للأفلام، بل شريك فاعل في صناعة السينما العالمية، حيث تقدم مواقع تاريخية وطبيعية لا مثيل لها، وحوافز تجعل من التصوير فيها تجربة لا تُنسى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الشروع في تعويض متعاملي القهوة.. وإغراق السوق بـ720 طنّاً
التالى سفير أستراليا بالقاهرة يثمّن جهود مصر في إجلاء الأجانب من غزة (صور)