جيروزاليم بوست: لهذه الأسباب.. أردوغان بحاجة لأزمة مع اليونان

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحاجة إلى اختلاق أزمة حاليا مع اليونان، معتبرة أنها تأتي ضمن سلسلة من الأزمات التي يختلقها أردوغان لشغل الجيش بالمهام القتالية وصرف الأنظار عن الأوضاع الاقتصادية.  

 

وتصاعدت التوترات خلال الأيام الماضية بين اليونان وتركيا بعد أن أرسلت الأخيرة سفينة أبحاث للمسح الزلزالي في المنطقة المتنازع عليها شرقي البحر المتوسط، في خطوة دفعت اليونان إلى رفع حالة التأهب، الأمر الذي أثار المخاوف من وقوع مواجهات بين البلدين.

 

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني إن أردوغان يصنع أزمة كل شهر مع دول مختلفة كوسيلة لإثارة التطرف القومي والديني في بلده وصرف الانتباه عن سوء إدارة الاقتصاد.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا وقعت في نوفمبر الماضي اتفاقية مع حكومة الوفاق الليبية، لمنحها مساحات واسعة في البحر المتوسط.   

 

وتهدف الاتفاقية إلى إنشاء منطقة اقتصادية خالصة تسعى تركيا والحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا إلى تأسيسها، يمكن أن تمتد هذه المناطق لمسافة 200 ميل بحري.

 

وتتعارض هذه الاتفاقية مع اتفاقية أخرى أبرمتها اليونان ومصر يوم الخميس الماضي لإنشاء منطقة اقتصادية خالصة في المياه التي تحتوي على احتياطيات نفط وغاز.

 

 

ورأت الصحيفة أن تركيا وضعت نفسها في مسار تصادمي مع اليونان وأوروبا على خلفية سعيها للتوسع في البحر المتوسط، معتبرة أن أنقرة ترغب في أن تمضي قدما في صنع أزمات جديدة على المياه.

 

وقالت إن القيادة التركية تختار كل شهر ما بين غزو العراق أو سوريا أو التصعيد مع اليونان أو مصر أو قبرص لإثارة الاضطرابات.

 

وضربت الصحيفة مثالا بإطلاق أنقرة مؤخرا عملية "مخالب النسر"، التي قصفت خلالها قرى في شمال العراق بدعوى توجيه ضربات لحزب العمال الكردستاني. ولا يوجد أي دليل على أن مقاتلي الحزب شنوا أي هجمات جديدة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة دأبت منذ الانقلاب العسكري الفاشل في 2016، على إبقاء الجيش قدر المستطاع في حالة قتال في مكان ما.

 

ففي يناير 2018 غزت بلدة عفرين في شمال سوريا، وهو ما تسبب في فرار 160 ألف كردي.

 

وفي أكتوبر 2019 بدأت تركيا في غزو مدينة "تل أبيض" في شمالي سوريا، ثم وقعت اتفاقية مع حكومة الوفاق في ليبيا، وعلى إثرها أرسلت قوات وطائرات بدون طيار إلى ليبيا في ديسمبر 2019.

 

وفي أبريل الماضي ساعدت في هزيمة قوات اللواء الليبي خليفة حفتر في معركته حول طرابلس، الأمر الذي دفع القاهرة للتهديد في يونيو ويوليو بالتدخل في ليبيا لوقف زحف القوات المدعومة من أنقرة.

 

وبعد سرد هذه الوقائع، علقت الصحيفة بقولها إن القيادة التركية تهدف إلى أن يظل الجيش في مهام قتالية كل شهر.

 

وكانت إسرائيل قد أعلنت، أمس الأربعاء، في خطوة لافتة، تأييد اليونان في نزاعها مع تركيا، الأمر الذي وصفته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بالنادر.

 

وذكر بيان للخارجية الإسرائيلية أن "إسرائيل تراقب الامور بشكل وطيد بينما يزيد التوتر في شرق البحر المتوسط."  واستطرد: "تعبر إسرائيل عن دعمهما وتضامنها الكاملين مع اليونان فيما يتعلق بمناطقها البحرية وحقها في تحديد مناطقها الاقتصادية الخالصة".

 

وفي أعقاب البيان، التقى السفير الإسرائيلي لدى اليونان يوسي عمراني بوزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس.  وأعلن ديندياس زيارته لإسرائيل للقاء وزير خارجيتها جابي أشكنازي على أن يكون الوضع في شرق البحر المتوسط على رأس الأجندة.

 

وأصبحت اليونان وإسرائيل حليفتين وطيدتين على مدار الأعوام الأخيرة حيث تعملان معا في مشروعات الطاقة مثل خط أنابيب "إيست ميد" المقرر أن يكون الأطول في العالم حيث يمتد من إسرائيل إلى البر الرئيسي لليونان عبر قبرص وفقا للصحيفة.

 

من جانبه، قال جابرييل ميتشيل، مدير العلاقات الخارجية بالمعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية إن البيان المشترك الذي أصدره  عمراني ودندياس بمثابة "لفتة دبلوماسية".

 

والتزمت إسرائيل بشكل تقليدي الصمت تجاه نزاع تركيا واليونان، وفسرت "جيروزاليم" بوست ذلك الصمت إلى عدم رغبة إسرائيل في تحويل علاقتها الفقيرة أصلا مع تركيا إلى عداوة لا سيما في ظل وجود شراكة تجارية بينهما.

 

ورغم ارتباط تركيا وإسرائيل بعلاقات دبلوماسية، لكن التوتر هو السمة الغالبية بينهما في معظم فترات العقد الأخير منذ واقعة مقتل 9 نشطاء داخل السفينة  التركية مرمرة التي كانت متجهة إلى غزة لتقديم مساعدات إنسانية.

النص الأصلي

0 تعليق