وفي وقت سابق من اليوم، ألقى نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، خطاب قصير لم يتعدي 19 دقيقة، في أول كلمة لأكبر قيادي في الحزب بعد اغتيال حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية بالضاحية الجنوبية يوم الجمعة.
من هو نعيم قاسم؟
ووفق اللائحة الداخلية لحزب الله، ينوب نائب الأمين العام للحزب، عن الأمين العام في حال وفاته أو حدث طارئ وقع. وفي حال وفاة الأمين العام يقوم نائبه بتأدية مهامه إلى حين عقد اجتماع شورى تنتخب فيه شخصية جديدة لتشغل منصب الأمين العام للحزب وهو ما أعلن نعيم قاسم اليوم في الخطاب المتلفز حيث تحدث عن سيتم تعيين أمين عام للحزب في أقرب وقت.
ويعد قاسم من الشخصيات المخضرمة في حزب الله ، حيث شغل منصب نائب الأمين العام منذ عام 1991. وتم تعيينه نائباً للأمين العام لحزب الله في عهد الأمين العام الراحل عباس الموسوي الذي اغتيل في هجوم بطائرة هليكوبتر إسرائيلية عام 1992، وبقي في المنصب عندما تولى نصر الله زعيماً.
نشاطه السياسي
و بدأ نشاطه السياسي في حركة أمل الشيعية اللبنانية التي تأسست عام 1974. وترك أمل عام 1979 في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية التي شكلت الفكر السياسي للعديد من الناشطين الشيعة اللبنانيين الشباب. وشارك في الاجتماعات التي أدت إلى تشكيل حزب الله الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني عام 1982.
كما كان المنسق العام لحملات حزب الله الانتخابية البرلمانية منذ أن خاضتها المجموعة للمرة الأولى في عام 1992.
وولد عام 1953 في منطقة البسطة التحتا في بيروت، وتعود أصول عائلته إلى كفرفيلا في جنوب لبنان ذي الأغلبية الشيعية، وهو متزوج ولديه ستة أبناء
ودرس حتى المراحل العليا من الدراسة الحوزية، التي تتلمذ فيها على يد كبار علماء الشيعة في لبنان. وكان ذلك بالتزامن مع الدراسة الأكاديمية في الجامعة اللبنانية عام 1971، التي حصل منها على الليسانس في الكيمياء باللغة الفرنسية من كلية التربية بالجامعة.
ساهم نعيم قاسم في تأسيس "الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين" مع مجموعة من الشباب وهو في صفوف الجامعة، بهدف العمل الطلّابي وتبليغ الأفكار الإسلامية داخل الجامعات وفي المدارس، وذلك في أوائل السبعينيات.
وساهم في تأسيس جمعية التعليم الديني الإسلامي "الشيعية" عام 1977، والتي تهتم بتعليم الدِّين الإسلامي في المدارس الرسمية والخاصة، إذ تُرسل مدرسين ومدرسات إلى كلِّ مدرسة لإعطاء دروس في الدّين لكل الصفوف الدراسية.
كما شغل منصب مسؤول المدير العام لمدارس المصطفى الست في ضاحية بيروت الجنوبية وصور والنبطية وقصرنبا، التي تدرّس المنهج اللبناني الرسمي ولها طابع ديني تربوي إسلامي، حتى عام 1990، ثم تابع العمل في الجمعية.
تسلم منصب نائب الأمين العام لحزب الله منذ أن تولى عباس الموسوي، منصب الأمين العام للحزب عام 1991، واستمر في المنصب بعد مقتل الموسوي، الذي خلفه الأمين العام الحالي السيد حسن نصر الله عام 1992.
كما يرأس قاسم مجلس العمل النيابي في حزب الله، الذي يتابع كتلة الوفاء للمقاومة وعمل النواب التشريعي وحركتهم السياسية.
ويرأس أيضاً هيئة العمل الحكومي المعنية بمتابعة الوزارات المختلفة ودراسة هيكلياتها وقراراتها، وكذلك متابعة وزراء حزب الله في الحكومة. وهو المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله منذ أول انتخابات نيابية عام 1992 حتى الآن.
وله العديد من المؤلفات أبرزها كتاب "حزب الله" الذي يعرض أهداف الحزب وتاريخه ورؤيته السياسية في مختلف الأمور، والذي تُرجم لأكثر من 7 لغات.
كما أنه كان على علاقة مباشرة مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، استمرت 35 عاما وذلك من خلال الموقع العملي المشترك في مجلس شورى الحزب، واللقاءات الدائمة، والتشاور، ومواكبة التطورات.
