بعد دعوة بغداد لبقاء التحالف الدولي... ما هي قدرات داعش الحالية في العراق؟

SputnikNews 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قوة التنظيم

قال الدكتور معتز محيي عبد الحميد‏، مدير المركز الجمهوري للدراسات الأمنية والاستراتيجية في العراق، الحقيقة إن تنظيم داعش لا يزال موجودا ويمتلك هيكلية متكاملة تشبه إمكانات التنظيم في مرحلة التأسيس في عام 2013 و2014 ، ولديه أموال كبيرة وقيادات لها خبرات وشبكة علاقات داخلية وجغرافية دفاعية واسعة في الجبال والصحراء وأيضا في البوادي، خصوصا في المناطق المتاخمة للحدود العراقية السورية.

© flickr.com / DVIDSHUB

وأضاف مدير المركز الجمهوري لـ"سبوتنيك" كما أنه لدى التنظيم تمدد في أرياف المدن والمعسكرات، وله أنفاق وقوة بشرية ناشطة حددتها البنتاجون منذ أكثر من عام، في حدود 4000 عنصر قتالي منتشرين في المحافظات الغربية والشمالية العراقية، كما أن التنظيم يحاول إعادة تسويق نفسه مرة ثانية في مناطق يعتقد أنها بمثابة أرض التمكين له، حيث أن التنظيم خرج الآن من حرب المدن إلى حرب الحدود، ومن حرب القرى إلى حرب الموالين عن بعد، وبدأ يعتمد على أتباعه من أبناء المقتولين والهاربين ومعتقلين من جانب عناصره.

الوقوف مجددا

وأشار عبد الحميد، إلى أن مناطق غرب نينوى تكاد تكون مناطق مشجعة جدا، مثال العياضية والحضر والقيروان وتلعفر وكذلك عند تلاقي الحدود العراقية السورية التركية، حيث لا تبعد أكثر من مسافة 125 كم، بالإضافة إلى مناطق في تكريت وشرق تكريت وجنوب سامراء، حيث كان ولا يزال هناك تواجد لمسلحي داعش ويجدون لهم ملاذ آمن، وكذلك مناطق مثل صحراء الأنبار في عكاشات ووادي حوران ومرتفعات بادوش في الموصل، وكلها تتيح للتنظيم بيئة مناسبة، وهى مناطق أخطر في عملية إعادة تسويق التنظيم والذي بدأ في الفترة الأخيرة في استقطاب عناصر جديدة، خصوصا من الشباب العاطلين عن العمل والموجودين في المناطق بالقرب من الحدود العراقية، ويمتهنون عمليات تهريب البضائع والأسلحة.

مصادر التمويل

 وأكد مدير المركز الجمهوري أن التنظيم يحاول الوقوف مجددا ويقوم بدفع الرواتب من جديد من خلال الأموال التي حصل عليها مؤخرا عن طريق استثماره لأمواله السابقة في مناطق زراعية، وكذلك في أسواق محلية وفي بيع السيارات وما يسمى بمزارع وتكوين الأسماك في البحيرات، وغيرها من الأموال التي تدر على التنظيم عوائد مالية كبيرة جدا، ولهذا وبعد مرور 5 أشهر على إخراج القوات المدعومة من آخر جيب له في سوريا، بدأ التنظيم منذ ذلك الوقت  في إعادة تجميع قواته وشن هجماته بحرب عصابات في العراق وسوريا،  ولا ننسى أن أكثر قيادات  داعش وعوائلهم موجودين في معسكر الهول في سوريا.

© AFP 2020 / Robin van Lonkhuijsen / ANP

وأوضح عبد الحميد أن هنالك مباحثات حاليا بين الجانب العراقي وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" فيما يتعلق بموضوع نقل تلك العوائل، لأن هنالك إصرارا كبيرا جدا من الاتحاد الأوروبي على توزيع هذه القيادات وعوائلهم حسب الجنسيات والدول التابعين لها، حيث أن أكثر المتواجدين في معسكر هول هم من العوائل العراقية، وبهذا ستكون العراق  بؤرة أخرى لداعش عندما يعود هؤلاء مرة ثانية داخل خيم وكرفانات.

دلالات خطيرة

من جانبه قال المحلل السياسي العراقي عبد القادر النايل، إن دعوات الحكومة العراقية لبقاء التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق، يكشف دلالات خطيرة جدا من عدة محاور، أولها أنها تؤكد عدم قدرة القوات الحكومية العسكرية والأمنية على الدفاع عن نفسها، فضلا على حماية العراق وشعبه، مما يدعو إلى التساؤل المهم حول إقصاء بعض العراقيين من الأجهزة العسكرية والأمنية بشكل طائفي وحزبي والذي يجب إعادة النظر فيه، ولابد من أن يأخذوا دورهم حسب نسبتهم السكانية والإقصاء هو السبب الرئيس في ضعف القوات الحكومية، وعدم قدرتها على في البناء والتطور.

وأضاف المحلل السياسي لـ"سبوتنيك"، إن الاختيار وتشكيل القوات الأمنية والعسكرية على غير الأسس المهنية والعلمية والتصميم على قيادة "الضباط الدمج" أي غير المؤهلين والذين لا يحسنون القراءة والكتابة، وهذا أحد أبرز أسباب الانتكاسة الأمنية المستمرة في العراق، لأن ولاء هؤلاء للمليشيات والأحزاب التي رشحتهم، فضلا عن أنهم لا يملكون الخبرة العسكرية.

ذريعة داعش

وأكد النايل "أن الطلب العراقي ببقاء التحالف الدولي،  برأيي هذا الطلب سياسي، وذريعة داعش تستخدمها الحكومة لتبرير تمديد عمل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي خطوة سبقت زيارة الكاظمي لواشنطن لكسب ود ترامب والإدارة الأمريكية لدعم حكومته وإبقائها أطول فترة ممكنة، لاسيما أن البرلمان صوت على إخراج القوات الأمريكية والأجنبية من العراق، وإصرار المليشيات وإيران على الضغط بهذا الاطار لتحسين التفاوض مع امريكا في فك الحصار عن طهران، وإلا فإنه لايوجد لداعش قوة تستحق أن يطلب من التحالف البقاء والدعم، ولاتوجد معارك حقيقة سوى إضطهاد المليشيات لسكان المحافظات المنكوبة في الموصل وديالى وكركوك والأنبار وصلاح الدين، والتي تشن أجهزتها حملات اعتقالات واسعة، طالت النساء وهدفها الابتزاز المالي والسيطرة على المشاريع الاقتصادية عبر مكاتبها في المحافظات".

تناقض الشعارات

© Sputnik .

وأوضح المحلل السياسي "أن طلب الحكومة مساعدة التحالف فند إدعاءات المليشيات أنها حررت هذه المحافظات من داعش، لأن هذا يؤكد عدم قدرتهم على ذلك دون مساعدة أمريكا لهم، وهو مايضع علامات استفهام حول شعاراتهم التي يرفعونها ضد أمريكا وجيشها المتواجد في العراق،

ومن جهة أخرى طلب الحكومة ليس لمواجهة داعش، إنما لتخويف المليشيات ضمن صراعهم على التحكم في العملية السياسية وإدارة العراق، مما سيجعل الحكومة في موضع يتيح لها التعامل مع ابتزاز المليشيات لكن ستبقى الإشكالية بين قانونية طلب الحكومة في تمديد بقاء التحالف، وبين تصويت البرلمان بخروج القوات الأمريكية والأجنبية من العراق في صراع وتجاذب تتيح للجيش الأمريكي توسيع تواجده في القواعد الحالية".

دعا العراق أمس الاثنين قوات التحالف الدولي إلى الاستمرار بدعم العراق في مجالات التدريب والتجهيز والتسليح لمواجهة تنظيم داعش.

وأكد قاسم الأعرجي، مستشار الأمن الوطني، خلال اجتماعه مع نائب قائد قوات التحالف الدولي الجنرال ستريكلاند والوفد المرافق له على أهمية استمرار الدعم الدولي للعراق في مجالات التدريب والتجهيز والتسليح، مقدما الشكر للجانب الدولي عن الشراكة في  محاربة داعش والقضاء على  الإرهاب.

وقال الأعرجي إن علاقة العراق مع المجتمع الدولي مهمة، وإن الحكومة العراقية حريصة على استمرارها، مؤكدا على أهمية وضع جدول زمني لإنهاء التواجد العسكري الأجنبي في العراق.

ودعا الأعرجي إلى ضرورة أن ينتقل العراق إلى علاقات استراتيجية في مجالات متعددة، وهو يتطلع إلى التعاون الدولي في تفكيك الأزمات بالمنطقة، وإيجاد الحلول غير العسكرية لها، لما له من أثر كبير على الاستقرار وترسيخ السلم في جميع دول المنطقة.

وبحسب بيان لمكتب مستشار الأمن الوطني، فإن الجنرال ستريكلاند استعرض حجم الدعم الجوي والاستخباري والاستشاري للقوات الأمنية العراقية وأهمية التنسيق المستمر في حماية الحدود مع سورية، ومناقشة ملف  تنظيم داعش من حملة الجنسية العراقية المعتقلين لدى قوات سورية الديمقراطية، والعوائل العراقية من النساء والأطفال في مخيمات النازحين شرقي الفرات في سوريا.

0 تعليق