شيخ الطريقة الكتانية لـ"الدستور":
الطريقة الكتانية هى طريقة سنية صوفية تقوم على الكتاب والسنة والإجماع
المؤتمرات ظاهرة إيجابية لتلاقح الأفكار والعمل على حل مشكلات الواقع الصوفى
الطرق الصوفية لها دور مهم ومحوري في نشر الوسطية والاعتدال والتصدي للتطرف في مصر
زيادة الطرق الصوفية في مصر يعود لدور مصر الرائد فى الأمة العربية والعالم
الأزهر الشريف مؤسسة عظيمة عبر التاريخ ولها دور كبير في نشر الدين والفكر الوسطي
أكد الشيخ يحيي الكتاني شيخ الطريقة الكتانية الجديد أن الطرق الصوفية بالإسكندرية والطريقة الكتانية يقومون بدور هام وفاعل لنشر التصوف العلمي والقضاء على السلوكيات الخاطئة التي تروج باسم التصوف، فضلا عن نشر منهج الوسطية والاعتدال والتصدي للافكار المتشددة.
وقال الكتاني في حواره لـ"الدستور" إن الطريقة الكتانية هى طريقة سنية صوفية تقوم على الكتاب والسنة والإجماع والقياس المستجمع للشرائط، لافتا إلى أنها موجودة بمصر من زمن مؤسسها الإمام محمد بن عبد الكبير الكتانى المتوفى 1327 ولكنها انتشرت أكثر فى زمن ابنه الإمام محمد الباقر الكتانى. وإلى نص الحوار..
بداية من هو الشيخ محمد يحيي الكتاني؟
اسمي محمد يحيى عبد النعيم من آل طايع الخطيب الشريف الكتانى طريقة خريج كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف قسم الحديث الشريف وعلومه، أعمل إماما وخطيبا ومدرسا بوزارة الأوقاف المصرية وحصلت على الدكتوراه التقديرية من بعض الجامعات مع دبلوم الحديث الشريف من الجامعة الأمريكية وعملت أستاذا للعلوم الدينية بجامعة أظفار بسلطنة عمان وعملت في تدريب الأئمة والوعاظ والكوادر الدينية بسلطنة عمان وحصلت بفضل الله على الماجستير في التصوف الإسلامي من قسم الفلسفة بكلية الآداب ولى عدد من المؤلفات والتحقيقات والأبحاث ولله الحمد والمنة.
بعد وفاة الشيخ محمد عبد الباعث الكتاني محدث الإسكندرية وشيخ الطريقة الكتانية تقلدت فضيلتكم مشيخة الطريقة الكتانية بالإسكندرية.. كيف تم هذا الأمر؟ وماهي أصول وجزور الطريقة الكتانية؟
الطريقة الكتانية هى طريقة سنية صوفية تقوم على الكتاب والسنة والإجماع والقياس المستجمع للشرائط وتعتنى جدا بالجناب النبوى الشريف ودارسة سنته وكثرة الصلاة والسلام عليه، والطريقة الكتانية موجودة بمصر من زمن مؤسسها الإمام محمد بن عبد الكبير الكتانى المتوفى 1327 ولكنها انتشرت أكثر فى زمن ابنه الإمام محمد الباقر الكتانى، فدخلت الطريقة عن طريقه إلى الاسكندرية وكان شيخها هو السيد الشيخ مصطفى حسن الكوبانى الجعفرى السكندرى الذى نشر الطريقة وقام بتعريف الناس بها ثم لما توفى رحمه الله تعالى اختار السيد الشيح عبد الرحمن بن الشيخ الباقر فضيلة السيد الشيخ محمد عبد الباعث شيخا للطريقة وخلفا للشيخ السيد مصطفى الجعفرى
ثم لما انتقل شيخنا الشيخ محمد عبد الباعث رحمه الله تعالى اختارنى الدكتور بدر الدين بن الشيخ عبد الرحمن الباقر وهو شيخ طريقتنا وإليه هو وأجداده يتصل سند مشايخنا لأكون شيخا للطريقة الكتانية بمصر والمشرق العربي ولله الحمد
وفى الحقيقة هذا تكليف كبير ومسؤلية عظيمة نسأل الله المعونة عليها.
ما هو الدور الذي يقوم به رباط العلم في نشر الدين والتصوف الإسلامي؟
لقد وفقنا الله تعالى وأسسنا مؤسسة رباط العلم للتنمية الثقافية والاجتماعية هنا بمحافظة الإسكندرية وتم إشهارها بوزارة التضامن الإجتماعى وهى مؤسسة خيرية غير ربحية لنشر العلم النافع وبناء الإنسان المصرى معرفيا واجتماعيا وتثقيفيا، وتقوم المؤسسة بعقد عدد من الندوات العلمية والصالونات لنشر الوعى بكل صوره والعمل على تنمية المجتمع فى شتى المجالات ونجحنا من خلال الندوات واللقاءات في نشر ثقافة الاعتدال والوسطية والقضاء علي الفكر المتشدد بين الشباب هنا في الإسكندرية لاسيما أن عقول كثيرا من الشباب تلوثت بالفكر المتطرف خلال الفترة الماضية ولكننا نسعي بفضل الله للقضاء على الأفكار المتطرفة.
شاركت فضيلتكم في عدة مؤتمرات خارجية خاصة بالتصوف فماذا كانت تناقش هذه المؤتمرات؟
في حقيقة الأمر، إن المؤتمرات ظاهرة إيجابية لتلاقح الأفكار والعمل على جمع الشمل ووحدة الكلمة وقضايا التصوف متعددة ومشكلات الواقع الصوفى تحتاج الى تكاتف الجهود لإظهار عظمة التصوف السنى الراشد لأنه يمثل مقام الاحسان أحد الجوانب العظيمة فى الاسلام وقد شاركت فى كثير من الموتمرات واللقاءات بمصر وعمان والجزائر والمغرب وليبيا وماليزيا والسودان والشيشان
وكلها تهدف الى ابراز عظمة التصوف وحل مشكلات واقعه المعاصر.
هل تري أن ظاهرة تزايد الطرق الصوفية في مصر صحية أم غير صحية؟ ولماذا؟
في الواقع إن الطرق الصوفية لها دور هام ومحوري في نشر الوسطية في مصر والتصدي للفكر المتطرف وزيادتها الشارع المصري تعود لدور مصر الرائد فى الأمة العربية فكل طريقة صوفية فى العالم تحب أن يكون له فرع بمصر لأن مصر من لم يعرفها لم يعرف الدنيا فهى لا غناء عنها ،، لكن هذه الطرق لابد أن تلتزم بضوابط بلادنا وعادات مجتمعنا وتقاليده وأن لا تكون مخالفة لما عليه اهل مصر من التمسك بالكتاب والسنة وحب أهل البيت وتوقير أصحاب رسول الله، كما ينبغى أن يقود مسيرة هذه الطرق العلماء الربانيون المعروفون سيرة ومسيرة لا العوام من الناس أو أهل الجهل والخرافات والأفكار المنحرفة، فاذا حصل الإلتزام بكل هذه الضوابط فأهلا ومرحبا بالجميع.
ما مدي التعاون بينكم وبين الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية؟
في الواقع، الدكتور على جمعة هو من كبار شيوخى الأجلاء وهو أحد كبار أعلام مصر ورجال أزهرها الشريف، وهو معروف لدى الجميع بحب الخير للبلاد والعباد فهو لا يتأخر عن من يطلب معونته فى عمل الخير ولذلك يتعاون معنا ولا يتأخر عن الخدمة فى أى باب من أبواب الخير وهو من الداعمين لمؤسسة رباط العلم.
زاركم من قبل وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري هنا في رباط العلم فنود تسليط الضوء على علاقة الدكتور أسامة الأزهري بكم؟
في الواقع، الدكتور أسامة الأزهرى هو أيضا من كبار شيوخنا وهو أيضا يرعى مؤسسات الخير والعلم ويمد لها يد المعونة فلذلك يلبى دعوة رباط العلم ويزورنا لننتفع بعلمه فهو له طلاب وأحباء كثيرون فى الأسكندرية والجميع يفرح بوجوده كما أنه من علماء الوسطية المعروفين.
انتشار مريدي الطرق الصوفية الأجنبية في مصر.. هل تري أن ذلك يحدث أزمة بين صوفية مصر والخارج أم أن الأمر عادي؟
في الواقع إن انتشار مريدى الطرق الصوفية الأجنبية في مصر لا بد أن يكون منضبطا بالضوابط التي ذكرناها من قبل والتي تتعلق بوجود هذه الطرق في مصر فمن يلتزم بالضوابط لا حرج عليه إن شاء الله ومنهج التصوف هو منهج إعتدال ومحبة للآخر.
كيف تري دور الأزهر والمؤسسات الدينية الأخري في نشر المنهج الديني الصحيح؟
الأزهر الشريف مؤسسة عظيمة عبر التاريخ ولها دور كبير في نشر الدين والفكر الوسطي ولا يألو الأزهر الشريف جهدا في كل ما يعود بالخير والصلاح على الأمة العربية والإسلامية ولا أحد يستطيع أن ينكر دور الأزهر الشريف في هذا ويتعاون مع الأزهر الشريف في هذا مؤسسات أخرى مثل وزارة الأوقاف ودار الافتاء المصرية والطرق الصوفية ونقابة الأشراف وهذا من توفيق الله
من المنوط به نشر التصوف الإسلامي في مصر هل الطرق الصوفية أم الأزهر الشريف؟
في حقيقة الأمر الذي ينشر التصوف هو الإنسان الصوفي نفسه بأخلاقه والتزامه بالشرع المحمدي بغير إفراط ولا تفريط فعندما يرى الناس أخلاق الصوفي يحبون التصوف ولذلك فالإنسان الصوفي يكون خير من يمثل منهجه، والتصوف ليس شيئا خارجا عن الدين وإنما هو صلب الدين وكما يقولون التصوف أخلاق وكل من زاد عليك في الأخلاق زاد عليك في التصوف أما المؤسسات فهي تبذل جهودها كل في تخصصه بحسب ما يتاح لها، والأزهر والطرق الصوفية يتعاونون دائما علي هذا المنهج الوسطي الذي يحمي بلادنا من أهل التطرف.
ماذا يعني التصوف الفلكوري والتصوف العلمي؟
في الواقع، لايمكن أن أقول هذا تصوف علمي وهذا تصوف فيلكلوري وهذا تصوف سني وهذا تصوف شيعي كل هذه تسميات لا داعي لها فالتصوف هو التصوف الذي هو مقام الإحسان وهو الدين وهو الالتزام بالشرع وهو الانضباط بالسنة النبوية وهو حب الله ورسوله وأهل بيته وأصحابه ومن يخالف شيئا من هذا فليس من أهل التصوف.
ماذا ناقشت رسالة الماجستير التي حصلتم عليها منذ يومين بمشاركة الدكتور علي جمعة؟
لقد كانت الرساله تناقش موضوعا مهما للغايه ويعد من أكبر القضايا الصوفية وهي قضيه علميه دقيقه وشائكه وهي قضيه الحقيقه المحمديه والحقيقه الأحمديه عند الصوفيه وقد كانت لجنه المناقشه من الدكتور علي جمعه عضو هيئه العلماء والدكتور محمد محمود أبو هاشم العالم الصوفي المحدث ونائب رئيس جامعه الأزهر السابق وآمين لجنه الشؤون الدينيه بمجلس النواب وقد حصلت فيها على امتياز مع مرتبه الشرف والتوصيه بالطبع والتداول بين الجامعات وقد حضرها عدد كبير جدا من مشايخ الطرق الصوفيه مثل الطريقه التجانيه والطريقه الضيفيه الخلوتيه والطريقه المرغنيه والشاذليه وعدد من علماء الازهر والاوقاف وعدد من مريدي الطريقه الكتانيه والطرق الاخرى.