هل تتوحد القبائل العربية لطرد الجيش الأمريكي من شرق سوريا؟

SputnikNews 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

واندلعت على مدار الأسبوع صدامات عنيفة في العديد من مدن وبلدات دير الزور، بين أبناء القبيلة وعناصر الميليشيات مدعومين بما يسمى "التحالف الدولي" الذي يقوده الجيش الأمريكي.

© AP Photo /

وحول هذه الانتفاضة العشائرية ومستقبلها، تحدث عضو المصالحة الوطنية في سوريا عمر رحمون لـ "سبوتنيك"، مؤكدا أنه هذه التحركات كانت متوقعة منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها قوات ما يسمى بـ "التحالف الدولي" الذي يقوده الجيش الأمريكي وغزو مناطق في شمال شرق سوريا بشكل غير قانوني والمراهنة على المكون (الكردي) للاستيلاء على النفوذ والأرض والسلطة خلف نهر الفرات.

وأوضح الرحمون، أن واشنطن سعت من خلال تحالفها إلى تزويد الفصائل المسلحة التي تم تشكيلها في تلك المنطقة بالأسلحة والعتاد والمال، إضافة إلى إعدادها من قبل مدربين في جيوش دول تحالف "الناتو" وذلك على الأرض السورية.

 وتابع بالقول، "من الواضح الآن أن الأمريكيين والمتواطئين معهم لا يحتاجون إلى الأكراد كما يزعمون لتدمير إرهابيي داعش (المحظور في روسيا وعدد من دول العالم) والذين لا يزالون يختبئون ويرتكبون أعمال تخريب في الأراضي التي يسيطرون عليها"، مشيرا إلى أن ما تسمى "الإدارة الذاتية" والميليشيات التابعة لها هي عبارة عن أداة تستخدمها واشنطن لحماية البنية التحتية التي أنشأتها في الأراضي السورية بهدف سرقة الموارد الطبيعية.

وقال عضو المصالحة الوطنية، "لقد عمل الأكراد على تثبيت سلطتهم بالقوة في جميع أنحاء منطقة خلف الفرات متجاهلين المكون العربي، حيث تم إنشاء مقرات إدارية وعسكرية في جميع المناطق السكنية وأقيمت نقاط تفتيش على الحدود مع المناطق الحكومية".

وشدد على

"أنهم عمدوا إلى التحكم بجميع الأنشطة التجارية في المنطقة، وبيع المواد الغذائية والوقود والكهرباء وإمدادات المياه، وابتزاز الأموال من أبناء القبائل والعشائر العربية تحت ذرائع وهمية منها القيام بأعمال تجارية أو الحصول على موافقات لعبور نقاط التفتيش وغيرها"، منوها بأن ميليشيا "قسد" وما تسمى "الإدارة الذاتية" منعوا توريد المواد الغذائية والأدوية والسلع الأخرى من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية.

وأكد الرحمون، أن الأمريكيين أقاموا شبه دولة أمنية غير معترف بها من قبل أحد خلف الفرات، في انتهاك صارخ لكل الأعراف الدولية، والتي جلبت دخلا هائلا للجميع، ما عدا للعرب السكان الأصليين في المنطقة.

 وأردف قائلا، "لم يكن أمام القبائل العربية سابقا أي خيار سوى البدء في التعاون مع هذا الكيان غير الشرعي، لأنه في حالة الرفض أو محاولة المقاومة، يقوم التحالف الدولي وتحت ذريعة محاربة الإرهاب، بالقضاء عليهم بكل بساطة، وهو ما يخدم الهدف الذي يسعى إليه الأكراد ومن خلفهم الدول الغربية بخلق ظروف تُجبر السكان العرب على مغادرة أماكن إقامتهم التاريخية، فحسب زعمهم لماذا ينفقون الأموال على من لا لزوم لهم في مخططهم لضخ النفط السوري وسرقته!".
وأكد على أن "واشنطن لا هم لها في كل ذلك سوى ضمان سلامة استخراج ونقل البضائع وسرقة الموارد الطبيعية السورية".

© AP Photo / Hussein Malla

وبين عضو المصالحة الوطنية، أن شيوخ القبائل تفاوضوا بانتظام مع ما تسمى "الإدارة الذاتية" و"قوات سوريا الديمقراطية" لتغيير الوضع لكن دون نجاح كبير، حيث كان من الصعب على القبائل القبول بجميع شروط الأكراد الظالمة، وعندما رفض مشايخ عشائر "العكيدات" التعاون مع "قوات سوريا الديمقراطية" قاموا علانية بمعاقبتهم.

ونوه بأنه تم تنظيم عملية اغتيال لزعماء اتحاد عشائر "العكيدات"، استشهد على إثرها المشايخ إبراهيم خليل الجدعان الحفل، مطشر الحمود، علي سليمان الفيس البجري أبو حسين.

وشدد الرحمون خلال حديثه لـ "سبوتنيك"، أن الوقت قد حان لتوحيد كل القبائل العربية التي تعيش على الأراضي العربية التي يسيطر عليها الأكراد، لصد القوة المتزايدة تحت قيادة السلطات الكردية الغربية، وإدراك أن الهدف الحقيقي للأكراد هو إنشاء ما يتوهمون به من استقلال ذاتي في سوريا، حيث لا مكان للقبائل العربية.

وتابع قائلا، "الآن وبعد أن تمردت قبيلة العكيدات على الأكراد وطردتهم من مناطقهم وأماكن سكنهم في قرى وبلدات شكيل وجديد عكيدات وذيبان والحوايج والطياني والخرايج والبصيرة، فمن المهم جدا مساعدتهم ودعمهم من قبل القبائل الأخرى، ممثلو العكيدات يتكبدون خسائر يومية، وقسد تطلق الرصاص الحي وتقتل المتظاهرين الأبرياء يوميا، وتجلب المزيد من العناصر إلى المنطقة لضرب القرى الثائرة، حيث تم قطع عنهم الكهرباء والمياه والاتصالات".

وأوضح، أن العكيدات اليوم  بحاجة إلى وقفة أخوية تاريخية ودعم من أشقائهم في باقي العشائر والمكونات العربية في المنطقة، لكي لا يتمكن الأكراد من قمع انتفاضتهم بالقوة وقتل وجرح المئات من العرب الأبرياء، لتستولي "قسد" فيما بعد على أراضي القبائل الأخرى تباعا الواحدة تلو الأخرى.

وختم عضو المصالحة الوطنية حديثه لـ "سبوتنيك" بالقول "سنفقد بصمتنا جزءا من أراضينا وأملنا في مستقبل سلمي وآمن، وسينتصر الغزاة وقطاع الطرق على أبناء الأرض، لا يمكن أن نسمح لهم بذلك، لقد حان الوقت لإظهار من هو صاحب الأرض الحقيقي في بلدنا".

0 تعليق