منذ أن أعلن عن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في الإنتخابات الأمريكية، ليسكن البت الأبيض، خلال الأربع سنوات المقبلة، تراجعت أسعار الذهب والنفط، مقابل قوة الدولار ونجحت أسواق العملات المشفرة في جذب المستثمرين الراغبين في المخاطرة، والمتفائلين بأن إدارة "ترامب" ستكون أكثر ودا محققة أرقاما قياسية جديدة فوق 93 ألف دولار قبل أن تتراجع إلى 87 ألف دولار مع انخفاض المضاربة، بعد أن قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إنه لا توجد حاجة للتعجيل بخفض أسعار الفائدة.
ويتجه الدولار، اليوم الجمعة، لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر بدعم من توقعات بأن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بشكل أقل، ويأتي ذلك وسط تقديرات بأن سياسات دونالد ترامب قد تزيد من التضخم عندما يتولى منصبه في يناير المقبل، حيث يحوم الدولار قرب أعلى مستوى في عام مقابل سلة من العملات عند 106.81، ويمضي لتحقيق مكسب أسبوعي 1.76 % في ما سيكون أفضل أداء له منذ سبتمبر الماضي.
وتراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم، حيث تعرضت الأسعار لضغوط من قوة الدولار الذي قفز، أمس الخميس، إلى أعلى مستوى في عام ويتجه لتحقيق مكسب لليوم الخامس على التوالي بدعم من ارتفاع العوائد وفوز دونالد ترامب، وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتا إلى 72.26 دولارا للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتا إلى 68.45 دولارا، ويتجه خام برنت للتراجع بواقع 2.2 % فيما يتجه خام غرب تكساس الوسيط لهبوط بنسبة 2.7% في الوقت الذي قالت فيه إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أمس الخميس، إن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت 2.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما يفوق بكثير توقعات المحللين بزيادة قدرها 750 ألف برميل وسط توقعات الوكالة بأن يتجاوز المعروض العالمي من النفط الطلب في عام 2025، حتى إذا ظلت تخفيضات تحالف أوبك +، الذي يضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء مثل روسيا، في ظل الإنتاج المتزايد من أمريكا وغيرها.
وأتوقع انخفاض النفط الي مستوي 70 دولارا العام المقبل في حال عدم تفاقم الأوضاع بالمنطقة، حيث يدعم ترامب زيادة إنتاج النفط في بلاده ما سيزيد المعروض في 2025، بالتزامن مع إلغاء تخفيضات أوبك +، لكن في حال فرض عقوبات أمريكية على إيران فإن ذلك يعني خفض إمدادات النفط العالمية وهو ما قد يرفع الأسعار إلى مستوي قد يتخطي الـ 110 دولارات للبرميل.
وواصل الدولار الأميركي مسيرته المرتفعة هذا الأسبوع مما جعل السبائك الذهبية أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، وهذا الضعف للذهب يعكس توقعات السياسة النقدية الأمريكية بأنها ستكون أكثر تقييدا في عهد ترمب.
وتخطط "سينثيا لوميس" السيناتور الجمهورية، لتقديم مشروع قانون لتدشين مخزون البيتكوين الاستراتيجي المقترح من قبل الرئيس "دونالد ترامب" دون إضافة إلى العجز الحكومي، عن طريق بيع بعض ذهب الاحتياطي الفيدرالي حيث يدعو مشروع القانون أمريكا إلى شراء مليون بيتكوين، وهو ما يمثل ما يقرب من 5% من العملات المشفرة الموجودة، وستكلف المشتريات حوالي 90 مليار دولار بأسعار السوق الحالية، وربما تزيد حال تمرير مشروع القانون وتهافت المستثمرين على الشراء.
ووفقا للمشروع سيتم الاحتفاظ بالعملة المشفرة لمدة لا تقل عن 20 عاما، ومع الفوز التاريخي للحزب الجمهوري وقدرة "ترامب" على تنفيذ أجندته السياسية في خفض الضرائب وتقليص الإجراءات التنظيمية فتحت شهية المستثمرين نحو المخاطرة في الأصول الافتراضية، كالبيتكوين والسندات الأمريكية، على حساب الأصول الآمنة، مثل الذهب، لكن في رأيي تراجع الذهب سيكون لفترة مؤقتة لانه ملاذ آمن موثوق، وأتوقع تصاعده على المدى الطويل، مع خفض الفائدة بالبنوك المركزية، وبحسب "فوربس" فإن مثل هذه التقلبات والإرتباط المباشر على ما يبدو بين البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى والأسواق المالية بشكل عام تقوض النظرية القائلة بأن البيتكوين بمثابة نسخة رقمية من الذهب.