بعد أسبوع من إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن أسماء الغالبية العظمى من أعضاء حكومته، بعد اختيار عدد من الشخصيات التى تحمل نفس استراتيجيته، لتعمل على تنفيذ طموحاته الداخلية والخارجية، والتعامل مع كل الأزمات التى تركها سلفه، الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن. وتضمنت الأسماء المعلنة من إدارة ترامب عددًا كبيرًا من الشخصيات المثيرة للجدل، على رأسها رجل الأعمال إيلون ماسك، الذى أصبح فى غضون أشهر قليلة أحد أقرب المستشارين لترامب، وتم تكليفه بالعمل على خفض الميزانية الفيدرالية، والإعلامى بيت هيجسيث، الذى تم اختياره وزيرًا للدفاع، إلى جانب عدد آخر من الأسماء التى نستعرضها فى السطور التالية.
مايك والتز.. محارب قديم فى منصب مستشار الأمن القومى
كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن أن «ترامب» طلب من النائب مايك والتز، وهو محارب قديم فى القوات الخاصة الأمريكية، أن يكون مستشاره للأمن القومى فى البيت الأبيض. وأوضحت الصحيفة أن ترشيح «ترامب» لـ«والتز» جاء بعد أقل من أسبوع من يوم الانتخابات، ما يعكس السرعة التى يتحرك بها الرئيس المنتخب لملء المناصب الرئيسية فى السياسة الخارجية.
وأضافت أن «والتز»، عضو مجلس النواب عن ولاية فلوريدا، سبق له أن خدم فى عدة جولات قتالية فى أفغانستان والشرق الأوسط وإفريقيا، كما كان عضوًا فى لجنة الصين فى مجلس النواب، حيث ينسق السياسات المتعلقة بكيفية التنافس مع الصين. وتابعت الصحيفة أنه فى إطار دوره الجديد، من المتوقع أن يعمل «والتز» على منع التصعيد فى الصراعات الحالية فى أوكرانيا والشرق الأوسط، مع التركيز على ردع المنافسين الأجانب مع ضبط السياسات التعاقدية مع حلفاء الولايات المتحدة. وُلد «والتز» فى ولاية فلوريدا، وترك الخدمة العسكرية بعد ٢٧ عامًا من العمل فى الجيش الأمريكى والحرس الوطنى. كما شغل عدة مناصب فى البيت الأبيض والبنتاجون، بما فى ذلك مدير السياسات الدفاعية للوزيرين دونالد رامسفيلد وروبرت جيتس. وقد اشتهر بتوجهاته الصارمة بشأن الهجرة غير الشرعية ودعمه لمواقف «ترامب» فى العديد من القضايا، بما فى ذلك الانسحاب الفوضوى من أفغانستان.
وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أنه من المتوقع أن يعكف «والتز» على وضع استراتيجيات للحد من التوترات الدولية فى فترة ولاية «ترامب» الثانية، مع التركيز على اتخاذ إجراءات صارمة ضد التهديدات الأمنية العالمية.
بيت هيجسيث.. من مقدم برامج إلى وزير الدفاع
تعد وزارة الدفاع إحدى أهم الحقائب الوزارية فى أى حكومة أمريكية، ولقيادة البنتاجون قرر الرئيس المنتخب دونالد ترامب اختيار الإعلامى بيت هيجسيث، مقدم البرامج وأحد قدامى المحاربين، لشغل منصب وزير الدفاع.
وقال موقع «أكسيوس»، الأمريكى، إن اختيار هيجسيث يعد مفاجئًا، خاصة أنه شخصية إعلامية معروفة، ومؤيد لسياسة تدعو لعدم التدخل الخارجى، تحت شعار «أمريكا أولًا»، الأمر الذى يعكس مشهدًا مختلفًا عن الشخصيات الأخرى التى اختارها ترامب لشغل المناصب الخاصة بملفات الأمن القومى.
ونقل الموقع عن «ترامب» وصفه مقدم البرامج فى قناة «فوكس نيوز» بأنه «محارب من أجل القوات ومن أجل الوطن»، وأيضًا قوله: «مع وجود بيت على رأس القيادة، سيتم تحذير أعداء أمريكا، وسيعود جيشنا قويًا من جديد، ولن تتراجع أمريكا أبدًا».
وقال الموقع الأمريكى إن اختيار ترامب وزير الخارجية السيناتور ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومى النائب مايك والتز، كان تقليديًا، أما فى حالة هيجسيث، فقد اختار شخصية معروفة لدى متابعى «فوكس نيوز» ولكن أقل شهرة بالنسبة لبعض أعضاء مجلس الشيوخ الذين سيقررون فى مسألة ترشيحه.
فيما قال متحدث باسم شبكة «فوكس نيوز»، فى بيان عبر البريد الإلكترونى مساء الثلاثاء الماضى، إن هيجسيث كان «مقدمًا استثنائيًا» وإن «تحليلاته وتفسيراته، خاصةً حول الشئون العسكرية، تردد صداها بعمق لدى المشاهدين وجعلت البرنامج يحقق نجاحًا كبيرًا». ونقلت عن مصادر مقربة من الرئيس المنتخب قولها إن العلاقة الطويلة التى تربط ترامب بهيجسيث لعبت دورًا كبيرًا فى ترشيحه، إذ إن الرئيس السابق ظل معجبًا بذكاء هيجسيث وسجله العسكرى، كما ذكر فى كتابه.
إيليز ستيفانيك.. من الكونجرس لسفيرة واشنطن فى الأمم المتحدة
أكدت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن «ترامب» رشح النائبة إيليز ستيفانيك لتكون سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. وتعد «ستيفانيك» من المدافعين البارزين عن «ترامب»، وشاركت فى جلسات مساءلة استهدفت قادة جامعات بسبب قضايا متعلقة بمعاداة السامية، ومن المتوقع أن تدافع عن مصالح الولايات المتحدة على الساحة الدولية، بينما يسعى «ترامب» لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
تولسى جابارد.. مديرة الاستخبارات الوطنية
اختار «ترامب» النائبة السابقة عن هاواى، تولسى جابارد، مديرة للاستخبارات الوطنية، ويأتى هذا التعيين بعد أن كانت «جابارد»، البالغة من العمر ٤٣ عامًا، من أبرز داعمى ترامب خلال حملته الانتخابية، إذ دعمت سياسته وانتقدت إدارة «بايدن». وتتمتع «جابارد» بخبرة عسكرية من خلال خدمتها الطويلة فى الحرس الوطنى للجيش الأمريكى.
كريستى نويم.. وزيرة الأمن الداخلى
وحسب الوكالة الأمريكية، رشح «ترامب» حاكمة ولاية ساوث داكوتا، كريستى نويم، لتولى وزارة الأمن الداخلى. وتُعرف «نويم» بمواقفها المحافظة الحازمة، لا سيما فى قضايا الهجرة، ومن المتوقع أن تتولى إدارة سياسة «ترامب» المتشددة فى هذا المجال، وقد نالت شهرة واسعة خلال فترة جائحة كورونا بسبب موقفها الرافض للقيود الصحية المشددة.
ماركو روبيو.. وزير الخارجية المتشدد ضد فلسطين والصين
قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب اختار السيناتور ماركو روبيو، من ولاية فلوريدا، لمنصب وزير الخارجية، وذلك ضمن جهوده السريعة لتشكيل فريقه فى السياسة الخارجية والأمن القومى.
وأوضحت أن روبيو، الذى انتخب لمجلس الشيوخ فى عام ٢٠١٠، كان معروفًا بمواقفه الصارمة حول قضايا دولية، تشمل الصين وإيران وفنزويلا وكوبا، ومع أنه اختلف فى البداية مع الجمهوريين المشككين فى مسألة التدخلات الخارجية إلا أنه تبنى مؤخرًا مواقف متماشية مع ترامب، بما فيها ضرورة إنهاء الصراع فى أوكرانيا والوصول إلى تسوية مع روسيا.
وتابعت أنه فى إطار مساعيه لتحدى الصين، شارك روبيو فى رئاسة «اللجنة التنفيذية المشتركة بين الكونجرس والإدارة الأمريكية بشأن الصين»، وسعى لسن قوانين للحد من استيراد المنتجات المصنّعة باستخدام عمالة قسرية للأقلية الإيجورية، وهى مبادرة تبناها الرئيس جو بايدن لاحقًا، ووقّعها كقانون فى العام التالى.
وأضافت أن روبيو كان أحد الداعمين للعقوبات الاقتصادية ضد حكومة الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، بهدف الإطاحة بنظامه رغم استمرار معاناة الفنزويليين من أثر العقوبات. وعلى الصعيد الآخر، أبدى روبيو دعمًا كاملًا لإسرائيل فى حربها فى غزة، متهمًا «حماس» بالمسئولية الكاملة عن سقوط الضحايا المدنيين الفلسطينيين.
ولفتت إلى أن روبيو عمل، أيضًا، فى لجان مجلس الشيوخ المعنية بالعلاقات الخارجية والاستخبارات، ما يمنحه قاعدة عريضة من العلاقات الحزبية التى قد تساعده فى تخطى إجراءات التصديق على تعيينه.
وتابعت: «يتوقع مراقبون أن يسير روبيو فى خط موازٍ لسياسة (أمريكا أولًا) التى يعتمدها ترامب، والتى تعطى أولوية لتحديات الصين على حساب تدخلات أخرى».
ونوهت بأن روبيو واجه ترامب فى عام ٢٠١٦ فى سباق الترشيح الرئاسى الجمهورى، لكنه بعد فوز ترامب عاد ليعمل معه كمستشار غير رسمى فى السياسة الخارجية، وساعد فى تحضير ترامب لأول مناظرة أمام بايدن فى عام ٢٠٢٠.
إيلون ماسك.. أدوار سرية فى تفكيك البيروقراطية وخفض النفقات
أعلن «ترامب» عن أن الملياردير إيلون ماسك وفيفيك راماسوامى، المرشح الرئاسى السابق وحليف ترامب، سيقودان ما أسماه «وزارة كفاءة الحكومة».
وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنه بين عشية وضحاها برز اسم «ماسك»- أغنى رجل فى العالم- حاضرًا فى المشهد السياسى وليس الاقتصادى فقط كما اعتاد الجميع، إذ أصبح المستشار الأقرب والأبرز لدونالد ترامب.
وتابعت أنه بعد فوز «ترامب»، أصبح لـ«ماسك» دور كبير وربما خفى فى الإدارة الأمريكية، حيث أعلن «ترامب» عن أن الملياردير سيساعد فى قيادة «إدارة الكفاءة»، وهى هيئة جديدة تهدف إلى «تفكيك البيروقراطية الحكومية».
وأضافت أن دور «ماسك» يتجاوز هذا الإعلان الرسمى، فقد أصبح له حضور شبه دائم فى مقر الرئيس المنتخب، وينضم إلى الاجتماعات والوجبات واللقاءات الدبلوماسية، بل ويشارك أحيانًا بمكالمة القادة الأجانب، مثل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى.
وأشارت إلى أنه فى خطوة فريدة، يُتوقع أن يرافق «ماسك» الرئيس المنتخب إلى الكونجرس للقاء الجمهوريين فى مجلس النواب، وسيستقل طائرة «ترامب» الخاصة إلى واشنطن.
وذكرت أنه علاوة على ذلك، يتوقع أن يلعب «ماسك» دورًا رئيسيًا فى تعيين أعضاء من قطاع التكنولوجيا فى مناصب عليا، ضمن خطة لإحضار «فريق من الثوريين الملتزمين بإصلاح الحكومة» كما ذكر «ماسك» نفسه.
ويبدو أن علاقة «ترامب» بـ«ماسك» تزداد توطدًا؛ إذ ظهرا معًا فى العديد من الصور العائلية، وتحدث «ترامب» عن «ماسك» وكأنه فرد من العائلة.
وقال «ترامب»: «معًا، سيمهد هذان الأمريكيان الرائعان الطريق لإدارتى لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وخفض النفقات الباهظة، وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية».
مايك هاكابى.. رافض الدولة الفلسطينية سفيرًا لدى إسرائيل
اختار «ترامب» الحاكم السابق لولاية أركنساس، مايك هاكابى، سفيرًا لدى إسرائيل، ويعتبر «هاكابى» من أشد المدافعين عن إسرائيل، ويتوافق تعيينه مع وعد «ترامب» بتعزيز العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، لا سيما فى ظل النزاعات المستمرة مع حماس وحزب الله. ويشتهر بمواقفه التى تدعو إلى حل الدولة الواحدة ورفضه لفكرة الدولة الفلسطينية.
توماس هومان.. «قيصر الحدود» ومسئول عمليات الترحيل
عيّن «ترامب» توماس هومان، الذى قاد وكالة الهجرة والجمارك خلال إدارته الأولى، مسئولًا عن تنفيذ عمليات الترحيل الكبرى ضمن سياسة «ترامب» الهادفة إلى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
ويُعرف «هومان» بتأييده الشديد لسياسات الهجرة الصارمة، ويدافع عن ترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين باعتبارها «خطوة إنسانية».