فرقة مسرحية من "فاقدي البصر" تقدم أول عروضها في حلب

SputnikNews 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

غير آبهين بأضواء المسرح، معتمدين على نور بصيرتهم في شق طريقهم بأكثر المشاهد صعوبة على مدار ساعة ونصف الساعة من الوقت الكلي لمسرحية حرص مسرح حلب القومي على إنتاجها، نجح ممثلون هواة جميعهم من فاقدي البصر بإنتاج عمل مسرحي على خشبة مسرح نقابة الفنانين في مدينة حلب.

في عرضهم الأول، تمكن المشاركون من كسر جميع التحديات التي تواجههم في الظهور أمام الجمهور وأدوا أدوارهم وكأنهم مبصرون في سابقة هي الأولى من نوعها في سوريا.

المسرحية الكوميدية التي قدمتها فرقة "المكفوفين" بعنوان "وجهات نظر" أداها أعضاء فرقة "المعري" تكنيا باسم الفيلسوف العربي السوري الشهير (أبو العلاء المعري) صاحب "رسالة الغفران"، والذي ولد وعاش كفيفا في مدينة معرة النعمان بين القرنين العاشر والحادي عشر ميلادي.

يقول معد ومخرج المسرحية "مصطفى الآغا" لـ "سبوتنيك": "تتحدث فكرة المسرحية عن المكفوفين وقضايا تتعلق بهم وبشؤونهم حيث قسمت لثلاثة أجزاء تحدثت عن توظيفهم بالمسابقات التي تعلنها الدولة، أو استغلال المكفوفين بالتسول وفي جزء آخر عن العلم وضرورته".

© Sputnik . Mostafa Rostum

فرقة مسرحية من "فاقدي البصر" تقدم أول عروضها في حلب

"الملفت أنني شعرت بالفعل أنهم لم يكونوا مكفوفين بل مبصرين".. هكذا قالت السيدة فدوى حاج قاسم لـ "سبوتنيك" أثناء حضورها العرض الأول، مضيفة: "أداء مذهل لكونهم يظهرون للمرة الأولى على الخشبة وهم لا يبصرون حقاً العمل جذاب ومبهر والملفت أنهم يتغلبون على كل التحديات، أشجعهم على الاستمرار بالعمل وتطوير موهبتهم".

من جانبه يعلق الممثل ومساعد المخرج "سعيد عبد الحق" بسعادة على دوره بالمسرحية ومساهمته في الحفاظ على إيقاع المشاهد وشد عمل الممثلين بطريقة سلسة ومريحة.

 فيما يقول "نمير عجان" من جمعية الوقاية من العمى: "يستطيع الكفيف أن يكون لامعاً بالمجتمع ويحقق إنجازات.. هي أول مسرحية وسنكمل المشوار".

© Sputnik . Mostafa Rostum

فرقة مسرحية من "فاقدي البصر" تقدم أول عروضها في حلب

مخرج ومؤلف العمل المهندس مصطفى الآغا، قال لـ "سبوتنيك": "تم اختيار النص ليكون نصاً شعبياً بسيطاً سهل الأداء لكون جميع الممثلين مصابين بالعمى الكلي وعدد منهم مصاب بعمى جزئي، ويردف: "كنت أتعامل معهم وكأنهم مبصرون وتحدي كبير أن تعمل على مدى ساعة وساعة ونصف الساعة متواصلة والسر أننا تعاملنا معهم بشكل حميمي وحملنا الأدوار مع بعضها بوضع حلول إخراجية للهروب من مأزق المكان والحركة من جهة وتحميل أدوار فيها الكثير من الحركة لمصابين بعمى جزئي".

© Sputnik . Mostafa Rostum

فرقة مسرحية من "فاقدي البصر" تقدم أول عروضها في حلب

الأهم لم يشعر الجمهور بفارق بل شاهد ممثلين يؤدون مشاهدهم بكل إتقان، ولعل الأهم في تحدي الإخراج هنا يتحدث المخرج قائلاً: "تعاملت معهم على أنهم ممثلون عاديين ليسوا من أصحاب الاحتياجات الخاصة وهو ما يرغبه الكفيف بأن تعامله كإنسان عادي لذلك زرعت الثقة في نفوسهم وهي ما عكست ذلك على خشبة المسرح بسلاسة وأريحية".

0 تعليق