في صباح يوم الخميس، شهدت أسعار النفط تراجعاً طفيفاً مع استمرار التوقعات بضعف نمو الطلب وارتفاع الإنتاج العالمي، وهي تطورات لم تكن في صالح السوق النفطية.
العقود الآجلة لخام برنت انخفضت بنحو 21 سنتاً، لتصل إلى 72.07 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي بحوالي 28 سنتاً، لتصل إلى 68.15 دولار.
الزيادة في الإنتاج الأمريكي والعالمي
وفي خطوة تضيف إلى معطيات العرض العالمي، أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية رفعها لتوقعات إنتاج النفط الأمريكي، إذ من المتوقع أن يصل متوسط الإنتاج إلى 13.23 مليون برميل يومياً هذا العام، بزيادة قدرها 300 ألف برميل يومياً عن الرقم القياسي للعام الماضي.
ولم تقف التوقعات عند ذلك، بل شملت ارتفاعاً في الإنتاج العالمي ليصل إلى 102.6 مليون برميل يومياً، مع زيادة مرتقبة في العام المقبل إلى 104.7 مليون برميل يومياً.
توقعات "أوبك" وتأثير الطلب المتراجع
على النقيض، جاء موقف منظمة "أوبك" مشيراً إلى ضعف الطلب العالمي على النفط، ففي تقرير صدر الثلاثاء الماضي، خفضت المنظمة تقديراتها لنمو الطلب العالمي في عام 2024 إلى 1.82 مليون برميل يومياً، بعد أن كان التقدير السابق عند 1.93 مليون برميل يومياً، مشيرة إلى تراجع في الطلب من جانب الصين والهند، مما جعل الأسعار تهبط لأدنى مستوى لها خلال الأسبوعين الماضيين.
الدولار يضغط على الأسعار
ومع تعمق المخاوف بشأن ضعف الطلب، زاد الدولار الأمريكي من تعقيد الصورة للأسواق النفطية، إذ ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له في سبعة أشهر بعد صدور بيانات عن التضخم الأمريكي لشهر أكتوبر، والتي جاءت متوافقة مع التوقعات، ما يزيد من احتمال استمرار الاحتياطي الفيدرالي في سياسة رفع الفائدة، هذه القوة المتزايدة للدولار تُثقل كاهل السوق النفطية، وتدفع المستثمرين للابتعاد عن الأصول المسعرة بالدولار.
أنظار السوق تتجه إلى تقارير وكالة الطاقة الدولية
ومع هذه المتغيرات المتلاحقة، يترقب المتعاملون في السوق تقريراً من وكالة الطاقة الدولية يُنتظر صدوره في وقت لاحق اليوم، بالإضافة إلى بيانات عن مخزونات النفط الأمريكية، للحصول على رؤية أوضح حول تحركات السوق في الأيام المقبلة.
تظل الصورة الاقتصادية المعقدة حاضرة، بينما يراقب المستثمرون التطورات التي قد ترسم مستقبل الأسعار في ظل تغييرات تتباين بين ضعف الطلب وارتفاع الإنتاج، وتفاعل الأسواق مع تحركات الدولار.