ألوان زاهية ومبهجة لرمال الصحراء، بلمسة فنية من أنامله تصبح الزجاجات أشبه بلوحات فنية مصغرة مبهرة لتلفت الأنظار إليها، حيث يتم وضع الرمال الملونة فيها بكل احترافية وتتوسطها رسومات ترمز للطبيعة لتكتمل فتصبح تحفة فنية تصلح كهدايا للسائحين متعددي الجنسيات داخل قرية غرب سهيل النوبية، والتي تعتبر أبرز المزارات السياحية في ساحرة الجنوب أسوان.
"الدستور" حاورت أحمد رجب، شاب أسواني يبدع في تلوين ورسم رمال الصحراء داخل الزجاجات، ومؤسس مشروع صغير لبيع هذه الزجاجات داخل قرية غرب سهيل النوبية.
الشاب الصغير قال: باستخدام جزء معدني مخروطي صغير الشكل يضع أحمد رجب الرمال الملونة داخل الزجاجات من مختلف الأحجام ثم يرسم المناظر الطبيعية داخلها بسيخ حديدي رفيع جدًا وباللون الأسود لتتوسط الرسم ويساوي أطرافها وبعدها يضع المثبت وهي مادة ''الغراء" لكي تحتفظ الزجاجة التي أبدع في تصميمها بنفس شكلها باعتبارها هدية رمزية للغاية للسائحين والزائرين داخل القرية.
وأضاف أحمد رجب، أنه حاصل على الدبلوم الفني الصناعى، وهوايته الرسم ويفضلها بشكل كبير جدًا ومنذ 13 عامًا تعلم تلوين الرمال وتصميم الرسومات داخل الزجاجات مختلفة الأحجام، وأسس مشروع صغير خاص به لبيعها للسائحين والزائرين داخل قرية غرب سهيل النوبية.
تلوين وتشكيل رمال الصحراء داخل الزجاجات
وحول صناعة الرمال الملونة وتصميمها داخل الزجاجات، كشف أنه يجلب الرمال من الصحراء الموجودة داخل القرية، ثم يلونها بالألوان الزاهية والمبهجة، حيث يتم عملها من خلال وضع الألوان الطبيعية المختلفه على الرمال والتي أبرزها الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق والبرتقالى والفوشيا وغيرها، ثم يتركها لمدة يوم حتى تجف بشكل نهائي ويبدأ في غربلتها من الحصاء لتصبح ناعمه للغاية ويتم وضع كل لون منها في طبق ليبدأ دمجها وعمل الرسومات والتصميمات المتعددة وداخل الزجاجات.
وأوضح، أن يتم دمج ألوان متعددة من الرمال داخل الزجاجة ليصبح التصميم متكاملًا ويتم كتابة الأسماء ورسم المناظر الطبيعية المتنوعة أبرزها الأهرامات والطيور والجبال على حسب رغبة كل زبون، ولكن كل زجاجة تختلف في تصميمها طبقًا لحجمها، لافتًا إلى أنه عندما ينتهي يضع مادة "الغراء" كمثبت على الرمال لتحتفظ بشكلها كالوحة مصغرة لا تتغير أبدًا.
هدايا السائحين المفضلة
وتابع لـ"الدستور" أن زجاجات الرمال الملونة العديد من السائحين والزائرين يتوافدوا على شرائها باعتبارها هدايا رمزية مفضلة وبارزة ترمز للطبيعة الأسوانية، ومن أبرز الجنسيات الأجنبية التي تفضلها الفرنسيين، الإيطاليين، والصينيين، والأسبان.
وأشار، إلى أنه خلال فترة عمله داخل قرية غرب سهيل والتعامل مع الجنسيات الأجنبية المختلفه استطاع تعلم واكتساب 7 لغات أجنبية، وأصبح يتحدث بطلاقه مع زبائنه من السائحين عندما يتوافدوا على شراء زجاجات الرمال الملونة.
واستكمل أن حركة بيع زجاجات الرمال الملونة تزدهر خلال فصل الشتاء وتزامنًا مع الموسم السياحي، وأنه اختار أن يؤسس مشروعه الصغير داخل قرية غرب سهيل النوبية لأنها "قرية السياحة"، حيث يفضل التوافد لزيارتها عدد كبير من السائحين على مدار أيام السنة نظرًا لتميزها وطبيعتها المبهرة.
وبالنسبة لوقت تصميم الزجاجات، لفت إلى أنه حاليًا يستغرق مدة زمنية تتراوح ما بين 5 لـ10 دقائق لتصميم الزجاجات بمختلف الألوان والرسومات أيضًا، مضيفًا أن هذه المدة تختلف عن الماضي، حيث أنه في بداية عمله في هذا المشروع كان يستغرق ساعة كاملة لعمل الزجاجة الواحدة فقط لكن مع الوقت والخبرة استطاع أن ينفذ التصميم باحترافيه ودقة خلال دقائق.