السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي حياك الله وبياك وسدل خطاك إلى ما فيه خير.
أناجيك من خلال منبر أدم وحواء حتى تجدي لي مخرجا مما أنا فيه، فو الله لست أقوى على الإستمرار على نحو سيكلفني إستقراري النفسي والمعنوي.ما سأبثه عليك سيدتي يخنقني ويقض مضجعي. أمر لم أكن أراه إلا في الافلام، وأنا اليوم بطل له.
أنا رجل في العقد الثالث من عمري، والحمد لله ناجح في حياتي. حيث أنني تمكنت بعد حصولي على الشهادة الجامعية الظفر بوظيفة إرتقيت بها وتبوأت منصبا محترما.
كما وأنني إعتمرت وشكرت فضل الله عليّ الذي أغدقني بالنعم، إلا أن ما سأرويه لك سيدتي قلب كياني وهز وجداني إلى حد بعيد.
كغيري من الشباب كنت على علاقة بفتاة أحببتها خلال فترة دراستي الجامعية. وقد وعدتها بالزواج ولأن عمر علاقتنا إمتد على إمتداد سنوات الدراسة. فقد كان بيننا من الهيام القدر الكبير كعنوان لحبّ أجني عواقبه اليوم.
ولأن قلة ذات اليد كانت عنوان حياتي أنذاك، لم أتمكن من أن أكون وفيا لفتاة أحلامي التي إنصرفت بعد مللها من علاقة حسبتها عابرة.
إلا أن الزمان أعادني للوراء وقلب عليّ المواجع لما أخطرني صديقي. من أنه يعتزم أن يرتبط بفتاة يحبها ويثق في أخلاقها وهو معجب بأهلها وتربيتها.
ولأني مستودع أسراره ولأنه يعزني فقد كنت بين أهله لما تقدم لخطبة فتاته وترسيمه علاقته الشرعية معها بالفاتحة. لأجد نفسي في بيت حبي القديم التي إختارها رفيق دربي حتى تكون حليلته.
صدمت ولم اقوى على البقاء في حفلة كنت أتمناها لنفسي وإنسحبت وسط الصخب والفرحة وإنزويت بذكرياتي.
فلمت نفسي أنني لم أكن رجلا مع فتاة تزف اليوم لغيري، وليت غيري كان شخصا لا أعرفه، إنه صديقي.
لا أخفيك سيدتي لست أتمنى سوى السعادة لرفيق عمري. كما أنني لا يمكنني في يوم من الايام أن اكشف سر ما كان بيني وبين من هي اليوم زوجة. تحمل لقب عائلة تحملها مسؤولية صونه والحفاظ عليه.
لكن ما أمر به من حيرة أقوى وأكبر مما يمكن تصوره. فما هو رأيك؟
أخوكم ع.أيمن من الشرق الجزائري.
الرد:
يعيش المرء أحداثا يعتبر المسؤول عنها، تارة يحصد ثمارها كما يجني عواقبها تارة أخرى.
ولا يمكن للواحد منا أن يتملص أو يتخلص من بعض الذكريات التي ترمي بظلالها في الحياة. والتي تشدنا احيانا نحو الجميل منها وتنفرنا من المؤلم والتعيس أيضا.
لست هنا لأحاسبك أخي على ما إقترفته في لحظات طيش في ماض لم يعد حاضرك اليوم. بقدر ما أنا هنا لأحثك على ضرورة التمسك بالستر. وعدم البوح بما كان مع فتاة لم يجعلها الله من نصيبك، وهي اليوم من نصيب رجل أخر هو صديقك.
عليك أخي ان تحمد الله أن الأمور لم تجري على نحو أنك ضيعت الفتاة أو تماديت في علاقتك معها. إلى الحد الذي يجعلك اليوم تعضّ أصابعك ندما.
كما أنّه ولحسن الحظ فطيبة وحسن أخلاق هذه الفتاة هي من دفعتها لقطع العلاقة التي ربطتكما في الماضي.
ولولا رجاحة عقلها لكان الحب قد أعمى بصيرتها ولكانت اليوم في الهاوية. وتأكد من أنه بعدما مزقت حبال الوصال بينك وبينها فمن حقها أن تجد لها زوجا صالحا يليق بها ويجعلها أميرة على قلبه.
وحتى تجنب نفسك أوجع مما أنت فيه، عليك ان تبتعد عن الظهور في حياة صديقك بعد الزواج. حتى لا يكون تواجدك إلى جانبه ما يعكر صفو حياة فتاة أصبحت اليوم زوجة مسؤولة عن شرفها وشرف زوجها.
كما أنه من الضروري عليك أن تغلق باب الفضول الذي سيجعلك تتقفى اثر حياة صديقك وزوجته. فتنشغل بهما عن نفسك والترتيب لحياتك. خاصة وأنك لم تذكر في رسالتك إن كنت متزوجا أو تزمع الزواج.
الراحمون يرحمهم الله، كما أن الستر من صفات الله عزّ وجل. ولتحذر أن يزلّ لسانك وتسترسل في حكايات لن تجني منها سوى الندم والألم. فلوك شرف الناس بالسوء منكر عظيم ومن الغيبة المحرمة.
ردت:س.بوزيدي.