تواجد طاهر محمد طاهر، مهاجم الأهلى، وحسام عبدالمجيد، مدافع الزمالك، وزميله فى الفريق الحارس محمد عواد، فى قائمة منتخب مصر لمواجهتى كاب فيردى وبوتسوانا، فى التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا ٢٠٢٥ المقرر إقامتها بالمغرب.
وجاء وجود الثلاثى فى قائمة المنتخب بعد تألقهم خلال الفترة الماضية مع أنديتهم، سواء الأهلى أو الزمالك، مع اختيارهم لدعم كتيبة حسام حسن، المدير الفنى للفراعنة، فى المباراة المقبلة أمام كاب فيردى خارج الديار، ثم مواجهة بوتسوانا على الأراضى المصرية، فى إطار منافسات الجولتين الخامسة والسادسة من التصفيات، بعد حسم التأهل لكأس أمم إفريقيا.
وإذا توجهنا بالسؤال لأغلب المهتمين بالكرة المصرية فى بداية العام الجارى حول ما إذا يتوقعون وجود الثلاثى المذكور سلفًا فى قائمة منتخب مصر تحت قيادة حسام حسن لكانت الإجابة عند معظمهم بالنفى، نظرًا لتراجع أدائهم وأدوارهم فى فرقهم، لكنهم، رغم ذلك، استطاعوا تحويل المعادلة، وفرض أنفسهم كعناصر فى قوام قائمة «العميد» قبل استحقاقات دولية هامة.
ولذلك، يستحق اللاعبون الثلاثة وصفهم بـ«العائدين»، بعد أن واجهوا فترات صعبة خلال مسيرتهم فى الأشهر الماضية، قبل أن يعودوا بمستوى وأداء مميزين، ليستحقوا فرصة تمثيل منتخب مصر الأول.
البداية مع طاهر محمد طاهر، فهذا اللاعب خرج تمامًا من حسابات السويسرى مارسيل كولر، المدير الفنى للأهلى، قبل عدة أشهر، وفى فبراير الماضى، التقط البث التليفزيونى لقطات لبكائه قبل نهاية مباراة فريقه أمام البنك الأهلى، والتى انتهت بانتصار «الأحمر» بخماسية، حيث أبدى حزنه لعدم مشاركته، رغم حسم فريقه المباراة، لأنه كان يرى أنه أصبح خارج حسابات مدربه تمامًا.
نال طاهر العديد من التعليقات الساخرة، كونه لا يجيد مثلًا سوى التحدث بالفرنسية، وتعليقات من هذا القبيل، لكنه عاد من بعيد ليظهر كأحد العناصر الأساسية فى تشكيل الأهلى خلال الفترة الماضية، كما أنه أسهم بشكل أساسى فى تتويج فريقه ببطولة كأس السوبر المصرى.
طاهر يبلغ من العمر ٢٧ عامًا، ويلعب فى مركز الجناح الأيمن، وفى ظل تراجع مستوى بيرسى تاو، صار هو الخيار الأول للأهلى فى هذه الجبهة، وفى ظل استمرار مشاكل محمود عبدالمنعم كهربا، تحول طاهر إلى بديل لزميله وسام أبوعلى فى التشكيل، ليصبح لاعبًا لا غنى عنه مع الفريق.
وهذا الموسم، لعب طاهر ٨ مباريات بمجموع ٤٨٩ دقيقة، واستطاع تسجيل ٥ أهداف، إضافة لصناعة هدفين آخرين، وهى أرقام أهلته للوجود فى قائمة منتخب مصر عن جدارة واستحقاق.
أما ثانى «العائدين» للمنتخب فهو حسام عبدالمجيد، الذى حاوط مسيرته الكثير من الشك، مع عدم اقتناع كثيرين بإمكاناته، خاصة بعد رحيل المدير الفنى جوسفالدو فيريرا عن تدريب الزمالك، وهبوط مستواه قليلًا.
رغم ذلك، اجتهد اللاعب على أرضية الملعب، واهتم بشكل كبير بتطوير نفسه، واستعان بإحدى شركات تحليل الأداء لفهم أخطائه، الأمر الذى ساعده كثيرًا، وجعله لاعبًا أساسيًا فى الفريق الزملكاوى، إضافة لقيادته منتخب مصر الأوليمبى ليحتل المركز الرابع فى دورة الألعاب الأوليمبية «باريس ٢٠٢٤»، ما أهله أخيرًا للاستدعاء لتمثيل مصر فى المنتخب الأول.
أخيرًا، يأتى دور ثالث «العائدين»، وهو محمد عواد، الحارس الذى كان قريبًا للغاية من الرحيل عن الزمالك بعدما كان الحارس الاحتياطى لصالح محمد صبحى، بل إنه كان غير موجود فى حسابات الفريق نهائيًا منذ نهاية الموسم الماضى، خاصة بعد أزمة مشاجرته مع زميله حسام عبدالمجيد.
ولعب القدر دورًا فى إعادة عواد مرة أخرى للساحة، فبعد إصابة محمد صبحى قبل كأس السوبر الإفريقى بالرياض، فى أواخر سبتمبر الماضى، ظهر حارس الإسماعيلى السابق كحارس أساسى، وكان هو بطل تلك المباراة، بأداء مميز فى ركلات الجزاء، ليقود الزمالك لتحقيق اللقب على حساب الأهلى.
تألق عواد استمر لما بعد السوبر الإفريقى، ليصبح الحارس الأساسى فى خطط المدرب جوزيه جوميز، المدير الفنى لـ الزمالك، وعنصرًا لا غنى له، ما أهله للعودة لمنتخب مصر، حتى أنه ظهر فى إعلان تقديم القميص الجديد للمنتخب.
ثلاثى العائدين كانوا يمرون بفترات صعبة، لكنهم لم يستسلموا لذلك، بل عملوا بجد حتى استحقوا فرصة تمثيل منتخب مصر، فى فترة هامة، تحت قيادة المدير الفنى حسام حسن.