- لم نحقق الاستثمار الرياضى المناسب.. ونحتاج إلى استراتيجية لرعاية البطل الأوليمبى
- مصر تستطيع استضافة كبرى الفعاليات والمسابقات الرياضية بفضل البنية التحتية
كشف النائب محمود حسين، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، عن أن الحكومة سترسل مشروع قانون الرياضة الجديد بعد إضافة التعديلات عليه، خلال أيام، إلى مجلس النواب، وستجرى مناقشته فور إرساله نظرًا لأهميته، موضحًا أنه فى أثناء مناقشته فى اللجنة- قبل سحبه- كانت هناك بنود متعلقة بالاستثمار والتحكيم وضوابط للأندية والاتحادات.
وأضاف «حسين»، خلال حواره مع «الدستور»، أن الرياضة يمكن أن تصبح مصدرًا من المصادر المهمة للدخل القومى، من خلال استغلال البنية التحتية، بجانب الاستعانة بالمواهب المصرية، لافتًا إلى أن اللجنة ستسعى لمحاسبة الاتحادات الرياضية المقصرة فى أوليمبياد باريس، تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية.
■ بداية.. ما التعديلات المقترحة بمشروع قانون الرياضة الجديد؟
- ناقشت لجنة الشباب والرياضة مواد مشروع قانون الرياضة فى أثناء اجتماعاتها السابقة، حتى طالبت الحكومة بسحب مشروع القانون لإضافة بعض التعديلات، وقبل سحب المشروع كانت هناك أجزاء مهمة مثل الاستثمار والتحكيم، كما أن هناك بعض الإجراءات المتعلقة بالأندية والاتحادات.
■ متى ترسل الحكومة المشروع؟
- ننتظر خلال أيام مشروع القانون من الحكومة لمناقشته داخل اللجنة نظرًا لأهميته.
■ كيف ترى أهمية تعديل قانون الرياضة خاصة أن هناك توجيهًا رئاسيًا للحكومة بذلك؟
- تعديل قانون الرياضة له أهمية كبيرة، لأن هناك تعثرات حدثت فى أثناء تطبيق القانون الجديد؛ فيما يخص الاستثمار ومركز التحكيم، لذلك جرى اللجوء للتعديل الحالى.
■ هل يمكن أن تصبح الرياضة أحد مصادر الدخل القومى؟
- نعم الرياضة يمكن أن تصبح مصدرًا مهمًا من مصادر الدخل القومى، من خلال استغلال البنية التحتية، بجانب الاستعانة بالمواهب المصرية، ولا بد من وجود هيئة وطنية متخصصة لتنمية المواهب الرياضية المصرية واستثمارها، كما يحدث فى بعض الدول.
وهناك دول أقل من مصر فى الإمكانات، مثل بعض دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتعد الرياضة بها مصدرًا من مصادر الدخل القومى، لأنها تنجح فى تصدير المواهب الرياضية.
■ كيف ننهض بالاستثمار الرياضى؟
- ما زلنا لم نصل للاستثمار الرياضى المناسب لإمكانات الدولة؛ فقد بلغ حجم الاستثمار الرياضى فى عام ٢٠٢٣ نحو ٢٨ مليار جنيه فقط، رغم التوقعات التى رأت أن الرقم ربما يكون أعلى بكثير، خاصة أن مختلف دول العالم أصبحت تحقق مبالغ ضخمة من الاستثمار فى المجال الرياضى، وهناك حاجة للتوسع فيه كما يحدث فى الكثير من الدول.
■ ما أهمية السياحة الرياضية؟
-السياحة الرياضية تحقق مكاسب كبيرة، ونرى ذلك مثلًا فى بعض الدول العربية التى استفادت من هذه الفرصة، ونحن فى مصر نحتاج لتعظيم الاستفادة من السياحة الرياضية، من خلال استضافة الأندية الجماهيرية الكبيرة والترويج للسياحة الرياضية.
ولا بد من الاهتمام بالاستثمار فى الرياضة بمصر، والعمل على الاستفادة من إمكانات مصر فى البنية التحتية الرياضية التى تضاعفت منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم، وعلينا الاستفادة من الكوادر والمواهب الرياضية المصرية.
■ كيف سيتعامل القانون مع الاتحادات الرياضية المختلفة.. فى ظل التوجيهات الرئاسية بمراجعة أوجه صرف المبالغ المالية المخصصة لها بجميع مسابقات أوليمبياد باريس؟
- لم يرد إلى المجلس بعد تقرير مراجعة ومحاسبة الاتحادات المشاركة فى الأوليمبياد، وننتظر أن تصدر وزارة الشباب والرياضة تقريرًا. وسندرس التقرير بعد توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة محاسبة الاتحادات التى أخفقت فى الأوليمبياد.
وبصفتنا لجنة الشباب والرياضة، أعددنا تقريرًا يحقق مبدأ الرقابة السابقة قبل مشاركة الاتحادات فى الأوليمبياد بعام كامل، بهدف مساعدة الاتحادات على تحقيق أفضل النتائج بما يتناسب مع مكانة الدولة، وجرى عقد اجتماع بلجنة الشباب والرياضة فى مجلس النواب حول هذا التقرير، بحضور وزير الشباب ورئيس اللجنة الأوليمبية.
التقرير الذى أعدته اللجنة تضمن عرض جميع رؤساء الاتحادات المشاركة أهدافهم فى الأوليمبياد واحتياجاتهم المالية والفنية لتحقيق الأهداف، وتدفقات مالية محددة وتوقيتها، وذلك قبل الأوليمبياد بعام كامل، وكانت هذه الجلسة الوثيقة الرسمية الوحيدة التى يمكن الاستناد إليها لمراجعة وحساب أداء الاتحادات المختلفة.
وتحدثت مع الوزير بشكل شخصى، وأكدت أن الوثيقة الرسمية الوحيدة التى تحمل تصريحات رؤساء الاتحادات كان من المفترض الاستعانة بها.
■ ما الذى تحتاجه الدولة لدعم صناعة البطل الأوليمبى وتحقيق ميداليات فى المحافل والمسابقات والأوليمبياد؟
- نحتاج إلى استراتيجية واضحة لرعاية البطل الأوليمبى، ويجب أن تتضمن الاستراتيجية جزءًا فنيًا مع توفير المال اللازم، إلى جانب وجود شركة راعية لدعم الأبطال، حتى يتمكنوا من تحقيق أحلامهم وتقديم إنجازات، ويجب دراسة ما حققه الرياضيون العسكريون من إنجازات وتقدم فى هذا المجال.
■ كيف نستفيد من المدينة الأوليمبية بالعاصمة الإدارية؟
- المدينة الأوليمبية بالعاصمة الإدارية بمثابة عاصمة عالمية للرياضة الإفريقية، وهى تعكس رغبة الدولة وقيادتها السياسية فى الوصول بمصر إلى قمة التطور، وأن تصبح قبلة للرياضيين فى الشرق الأوسط، لكونها مكتملة من حيث الخدمات المقدمة فى جميع الرياضات المختلفة.
كما أنها إحدى أفضل المنشآت التى جرى إنشاؤها باحترافية عالية، وتضم مجموعة من الأندية الرياضية والاجتماعية وملاعب متعددة لكل الرياضات.
وتعتبر مدينة مصر الدولية للألعاب الأوليمبية فى العاصمة الإدارية الجديدة واحدة من كبرى المدن الرياضية، إذ تقع على مساحة ٩٢ فدانًا، ما يعادل ٣٨٦ ألف متر مربع، وتبلغ المساحة البنائية للمدينة ٣٣ ألف متر مربع، وتضم المدينة الأوليمبية استاد مصر، الذى يستضيف حاليًا تدريبات المنتخب الوطنى، وهو ملعب كرة قدم بطراز أوروبى واحترافى، يتسع لـ٩٠ ألف مشجع، وبدأ العمل به فى ٢٠١٩ وجرى الانتهاء منه.
■ ما تقييمك لتطور الرياضة المصرية فى عهد الرئيس السيسى؟
- فى عهد الرئيس السيسى، أولت مصر اهتمامًا غير مسبوق بالرياضة، والآن مصر قادرة على تنظيم البطولات العالمية والقارية وأى حدث رياضى.
على سبيل المثال، نذكر حدثين مهمين، هما إقامة أمم إفريقيا ٢٠١٩ وتنظيم بطولة كأس العالم لكرة اليد؛ فتنظيم بطولة أمم إفريقيا ٢٠١٩ يؤكد قدرة الدولة، لأن هذه البطولة جاءت فى ظروف استثنائية بعد اعتذار أكثر من دولة عن عدم استضافتها لعدم توافر الوقت الكافى، ولكن القيادة السياسية، برؤيتها الثاقبة لأهمية البطولة سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا، قررت استضافتها، ونجحنا فى المهمة، وأكدنا عودتنا القوية إلى القارة السمراء بفضل الاهتمام بالبنية الرياضية والشبابية.
■ ما أولويات عمل اللجنة خلال الفترة المقبلة؟
- تتضمن أولوياتنا مناقشة قانون الرياضة، إضافة إلى عدد من طلبات الإحاطة المقدمة من النواب، كما سنناقش بنودًا مهمة، خاصة بالاستثمار فى الرياضة، والصيانة التى تثير قلق النواب بسبب مشكلات فى الملاعب والمنشآت التى جرى تسليمها.
■ كيف ترى أداء المنتخب تحت قيادة العميد حسام حسن؟
- المنتخب يحقق نتائج ممتازة، وهذه من أفضل الفترات التى حقق فيها المنتخب نجاحات، ولدينا يقين بأن المدرب الوطنى الحالى سيصل بالمنتخب إلى كأس العالم، خاصة أن المجموعة التى ينافس فيها المنتخب حاليًا سهلة، وهدفنا تحقيق مركز متقدم لأننا لدينا الإمكانات والمواهب اللازمة، مثل محمد صلاح وعمر مرموش ومصطفى محمد، وعدد من اللاعبين المتميزين فى مختلف الدوريات، الذين سيسهمون فى التقدم وتحقيق الفوز.
■ هل تطوير البنية التحتية الذى حدث فى مصر يؤهلها لاستضافة الفعاليات والمسابقات الكبيرة؟
- تستطيع مصر استضافة فعاليات كبيرة جدًا، وقد تحدثت مع رئيس الوزراء فى هذه النقطة تحديدًا.. والمقياس هنا هو الجدوى الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية للبطولات، لأن هناك بطولات تأتى إلى مصر دون أن نستفيد منها اقتصاديًا أو اجتماعيًا. وقد طالبت رئيس الوزراء بدراسة جدوى البطولات للتأكد من أنها تحقق أهداف الدولة.
وبالفعل تمكنا من استضافة بطولات دولية ونجحنا بكوادر مصرية فى التنظيم، بفضل البنية الرياضية القوية الموجودة.