نجله في تصريحات خاصة للدستور...
بالتزامن مع الذكري الرابعة بعد المائة لميلاد الفنان الأديب الموسوعي عبد الرحمن الخميسي، كشف نجله الكاتب القاص دكتور أحمد الخميسي لـ “الدستور” كواليس علاقة والده بالزعيم جمال عبد الناصر.
كواليس اللقاء الأول بين عبد الرحمن الخميسي و"ناصر"
واستهل “الخميسي” حديثه قائلًا: قبل ثورة 23 يوليو 1952 كان جمال عبد الناصر يحضر للثورة ليس فقط عن طريق تنظيم الضباط الأحرار، ولكن مما يدل علي سعة أفقه كزعيم وسياسي كان أيضا يهيئ رجال الإعلام والصحف لتأييد الثورة في حال قيامها، فكان يتوجه بزيارات للصحف الأقرب للخط الوطني، فكان في زيارة لجريدة المصري، والتي كانت تصدري حينذاك ورأس تحريرها أحمد أبو الفتح.
في ذلك الوقت كان والدي عبد الرحمن الخميسي، يكتب في جريدة المصري وتنشر صوره فيها كثيرا، وحدث أنه خلال إحدي زيارت عبد الناصر للجريدة ــ المصري ــ وفتح باب حجرة فوجد والدي جالسا يكتب. وقتها كان عبد الناصر يرتدي زيا مدينا، وقال لأبي: “صباح الخير أستاذ خميسي”، فرفع والدي رأسه ليري من يحدثه ورد علي تحيته، وسأله عبد الناصر عن أحمد أبو الفتح، وتقريبا والدي استغرب وشخط فيه وقال له: “يا أخي هو أنا قاعد استعلامات هنا؟ اتفضل روح اسأل ف الاستعلامات”. عبد الناصر أضمرها وسكت وأغلق الباب وانصرف.
عبد الرحمن الخميسي: هاعرف منين إنك هاتبقي رئيس جمهورية
وتابع الخميسي: بعد شهور من هذا اللقاء قامت الثورة وكان معروفا أن الزعيم والرأس المدبر لها هو جمال عبد الناصر، والذي عاد إلي زيارة جريدة المصري لكن هذه المرة بصفة مختلفة، بصفته زعيم ثورة وقائد عمل ضخم. في هذه المرة أحمد أبو الفتح رئيس التحرير جمع لعبد الناصر في لقاء عام كتاب الجريدة الكبار وكان من بينهم والدي عبد الرحمن الخميسي.
وخلال اللقاء تحدث عبد الناصر ومن حين لآخر يلقي نظرة علي عبد الرحمن الخميسي، ويكمل حديثه، وخلال حديثه نظر عبد الناصر لوالدي نظرة ذات مغزي وقال له: “أظن أننا تقابلنا قبل كده يا أستاذ خميسي”، فرد والدي: وهاعرف منين إنك هاتبقي رئيس جمهورية". هذه الحادثة أشار إليها الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في تسجيلاته بقناة الجزيرة والتي أطلق عليها “تجربة حياة”، وقال هيكل: فوجئت باتصال تليفوني من عبد الناصر وسألني سؤال واحد فقط: “مين عبد الرحمن الخميسي ده؟”وقال هيكل أنا لم أكن أعرف الحكاية ــ يقصد اللقاء الأول بين الخميسي وعبد الناصر ــ وقلت له أن الخميسي كاتب وفنان.
وأوضح الخميسي مضيفا: هذا لم يمنع بعد ذلك اعتقال الخميسي عام 1953 مع عدد كبير من الناس، حيث ظل في المعتقل حوالي ثلاثة أعوام.