صدر حديثًا عن منشورات تكوين رواية "حيث مولد الشمس.. سيرة أخرى لحسين الشادلي" للروائي الجزائري الحبيب السائح.
حيث مولد الشمس
وجاء في تصدير الرواية " هذه الرواية سيرة عن الموت، عن ندوب الخوف، ومحنة التشريد، الهجرة الدائمة إلى اللامكان، والدروب التي تطارد سالكيها، فتورث المرء قلقا مزمنا، شكا وجوديا، عطبا في الذاكرة، وفشلا في الحب، سيرة يتقاطع فيها الفرد مع الوطن، عن الهزيمة أمام المؤسسة، والعزلة القصوى داخل قوقعة ماض شقي وتاريخ مخجل.
أما عن الرواية فتدور أحداثها حول حسين الشادلي طفل ناج من الموت ومن قسوة اليتم وحيف الأمية. ذو ملامح ذات مراس شديد ولكن بندوب التهجير ومحنة التشريد خلال الحرب.
تخطى حواجز العسكر والبوليس من مدينة سعيدة إلى مدينة وهران متنقلا من بيت إلى آخر هروبا مع أمه من المطاردة البوليسية لأنها زوجة مطلوب وأم لابن جندي في الجبال.
لم يكن يعي معنى الحرب، التي هي لحظة قهر أشبه ما في خياله بالجحيم، ولكنه كان تعيشها في جسده وعلى ما تلتقطه عيناه في كل مكان مر به فشب على اضطرابات انفعالية ونفسية.
بعد نهاية الحرب، قضى سبعة أعوام في داخلية ثانوية مدينة سيدي بلعباس ومثلها في جامعة الجزائر، طالبا جامعيا بأحلام الثورة والحب، ثم ثلاثة في السوربون وأعواما أخرى في عاصمة البلد بمرتبة أستاذة في الفن يعيش قلقا مزمنا وشكك وجوديا وأزمة عاطفية وفكرية. مهزوم أمام المؤسسة. يعيش عزلة قصوى داخل قوقعة ماضٍ شقي وتاريخ مخجل. ترتطم حياته بأشكال من التضييق طالته في ذاته وروحه وأفكاره. يرى نفسه بلا كرامة قُنن له طعامه وشرابه وملبسه ومجال حركته، أقل درجة من فأر تجارب في متاهة.
في النهاية، يطلب تقاعدا مسبقا ويرحل إلى الصحراء بحثا عما يرتق به ذاته الممزقة.
الحبيب السائح
أما عن الحبيب السائح فهو كاتب وروائي جزائري من مواليد عام 1950، صدر له حتى الآن أربع مجموعات قصصية منها "القرار" التي نالت على الجائزة الأولى لمهرجان القصة والشعر الذي نظمته وزارة التعليم العالي بالجزائر، وعشر روايات منها "أنا وحاييم" التي ترشحت ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في عام 2019، والتي حصلت على جائزة كتارا للرواية العربية في العام نفسه عن فئة الروايات المنشورة.