في كلمته الافتتاحية بمؤتمر القاهرة للإبداع في الجامعة الأمريكية، اليوم، ألقى خالد البلشي، نقيب الصحفيين، خطاباً مؤثراً تناول فيه تحديات الصحافة في زمن الحرب، حيث أكد أن الصحفيين يقفون في الصفوف الأمامية للكشف عن الحقائق وسط مخاطر جسيمة، وندد بالجرائم التي تُرتكب ضدهم، خاصة على حدود فلسطين ولبنان.
تحدث البلشي عن ما وصفه بـ”الجريمة الأبشع” بحق الصحافة في العصر الحديث، حيث أشار إلى أن نحو 20% من الصحفيين العاملين في الميدان في فلسطين فقدوا حياتهم، وأن عدد الشهداء بلغ 180 صحفيًا، إضافةً إلى مئات الإصابات والاعتقالات. وشدد البلشي على أن هذه الأرقام تؤكد مدى خطورة الوضع الذي يعيشه الصحفيون، متسائلاً عن مدى استجابة العالم لهذه المأساة إذا كانت قد حدثت في مكان آخر.
أضاف البلشي في كلمته أن استهداف الصحفيين ليس استهدافًا لأشخاص فقط، بل هو تهديد للقيم والمبادئ الإنسانية. واعتبر أن استهداف مقر إقامة الصحفيين في لبنان يُعد دليلاً واضحًا على نية الاحتلال في إسكات الأصوات الحرة، مؤكداً أن هذه الانتهاكات تتطلب إدانة قوية وتوحيد الجهود لحمايتهم.
تناول البلشي موقف المؤسسات الإعلامية الغربية التي، بحسب وصفه، غالباً ما تتسم بالصمت أو التأييد الضمني لهذه الجرائم، حيث أشار إلى غياب المحاسبة للمرتكبين، ما يعكس انعدام العدالة. واعتبر البلشي أن هذا الصمت يعد دعمًا للانتهاكات، داعيًا الصحفيين للتصدي لهذا الصمت الدولي.
انتقد البلشي بشدة ما وصفه بالتواطؤ الدولي المتمثل في الدعم الغربي والأمريكي للعدوان، وأشار إلى أن هذا التواطؤ يشكل تهديدًا لحياة الصحفيين ويمثل خذلانًا للقيم الإنسانية. وأكد على ضرورة الوقوف ضد هذه السياسات والعمل معًا على منع تكرار مثل هذه الجرائم.
وفي حديثه عن دور الصحافة العربية، عبّر البلشي عن أسفه لصمت الإعلام العربي عن تقديم الدعم المناسب للصحفيين الفلسطينيين، معتبراً هذا الصمت خذلانًا للإنسانية ولقيم العدالة. وأكد أن الدور المطلوب يتجاوز الكلمات إلى تحركات فاعلة لدعم الزملاء.
استذكر البلشي في كلمته حادثة استهداف الصحفي وائل الدحدوح وعائلته، واصفًا إياها بأبشع صور الاستهداف الإنساني. وقال إن هذه الجريمة كشفت للعالم حجم التضحيات التي يقدمها الصحفيون، كما طرحت تساؤلات عن دور الصحافة وواجب الصحفيين في نقل الحقيقة والدفاع عن الإنسانية.
تساءل البلشي عن مستقبل الصحافة في ظل هذا الوضع البائس، وأشاد بشجاعة الصحفيين الفلسطينيين في نقل الحقيقة، رغم المخاطر المحيطة بهم. وأضاف أن هؤلاء الصحفيين يدفعون يوميًا ثمن التزامهم بالحقيقة، في حين يسهم بعض الإعلاميين الآخرين في دعم رواية المحتل عبر نشر وقائع مزورة.
اختتم البلشي كلمته بالتأكيد على دور الصحفيين في حماية الحقيقة ونقلها بشجاعة، ودعا إلى اتخاذ خطوات جادة لحمايتهم ودعمهم في مواجهة المخاطر. وأشاد بشجاعة الصحفيين الفلسطينيين، الذين يثبتون يوميًا أنهم أبطال الحرية الحقيقية، ويدافعون عن القيم الإنسانية رغم التحديات الجسيمة.