سلام ترامب!

سلام ترامب!
سلام
      ترامب!

بعد أن تعهَّد خلال حملته الانتخابية بالعمل على إحلال السلام فى منطقة الشرق الأوسط، أبدى الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، أمس الأول، الجمعة، استعداده للعمل مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس و«الأطراف المعنية فى المنطقة والعالم» من أجل «صنع السلام فى المنطقة». كما أكد للرئيس عبدالفتاح السيسى، الأربعاء، اعتزازه بعلاقات الشراكة الاستراتيجية الأمريكية المصرية، وحرصه على تعزيزها وتطويرها، سواء على المستوى الثنائى، أو على صعيد حفظ السلم والأمن الإقليميين.

لم يتحدث عباس وترامب منذ اعتراف الأخير بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، أواخر سنة ٢٠١٧. لكن فى مكالمة تليفونية، جرت الجمعة، قدم الرئيس عباس التهنئة للرئيس ترامب بمناسبة فوزه فى الانتخابات الرئاسية، معربًا عن استعداده للعمل معه «لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس الشرعية الدولية». وبين القطيعة والمكالمة، تلقى ترامب، إثر محاولة اغتياله، رسالة من الرئيس الفلسطينى يعبر فيها عن قلقه البالغ، مشددًا على أن «أعمال العنف» لا يجب أن يكون لها مكان فى عالم يحكمه القانون والنظام. وفى رده على هذه الرسالة تعهد ترامب بالعمل من أجل السلام فى الشرق الأوسط، وكتب بخط يده: «محمود، هذا لطيف جدًا. شكرًا لك. كل شىء سيكون على ما يرام». 

مسئول فلسطينى مطّلع قال لموقع «أكسيوس» الأمريكى، إن ترامب أعرب عن رغبته فى إنهاء الحرب فى غزة، ووصف المكالمة بأنها كانت «دافئة»، ونقلت قناة «الحرة»، عن الجنرال هربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق، أن ترامب «يفهم جيدًا ما يحدث فى الشرق الأوسط، ويدرك الكارثة الإنسانية التى يشهدها قطاع غزة». وكنا قد أوضحنا أن الرئيس الأمريكى المنتخب لديه فرصة كبيرة لترجمة كلامه عن وقف الحروب والصراعات الدولية إلى أفعال، وسيواجه أقل قدر من العقبات، لو أراد تنفيذ برنامجه الانتخابى، أو أجندته السياسية، على الصعيدين الداخلى والخارجى، بعد أن استعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ، ومع استمرار سيطرتهم على مجلس النواب.

ولاية ترامب الثانية ستشهد «تحولًا كبيرًا» فى السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، بحسب مجلة الـ«إيكونوميست» البريطانية، التى ذكرت أن الرئيس المنتخب يحمل «ضغينة» ضد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، منذ سنة ٢٠٢٠، عندما هنأ الأخير جو بايدن على فوزه فى الانتخابات السابقة. كما أشارت المجلة البريطانية إلى أن الولايات المتحدة قدمت لإسرائيل، منذ أكتوبر ٢٠١٣، مساعدات عسكرية بقيمة ١٨ مليار دولار، وأن العمليات العسكرية أسفرت عن مقتل ٤ جنود أمريكيين على الأقل.

ملامح تغيير، أو ضبط، مسار السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل لن تتضح إلا بعد ٢٠ يناير المقبل، الذى سيؤدى فيه ترامب اليمين الدستورية. غير أن حسابات المكاسب والخسائر تقول إن الرئيس العائد سيتخذ خطوات متوازنة لإنهاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، المتواصل منذ ٢٥ شهرًا، وكذا الاعتداءات على الضفة الغربية، ولبنان، بسبب تأثيراتها الاقتصادية والسياسية، ولضمان عدم تفاقم الصراع. ومع ذلك، يرى منير الجاغوب، القيادى فى حركة «فتح»، أن هناك مخاوف من أن إنهاء ترامب الحرب على قطاع غزة قد يأتى وفقًا لرؤيته ورؤية نتنياهو، التى قد تشمل إعادة احتلال القطاع دون انسحاب الجيش الإسرائيلى، مع فرض سيطرة دائمة على الحدود الفلسطينية المصرية، وتشديد القيود العسكرية على الفلسطينيين، ومنع السلطة الفلسطينية من إدارة شئون القطاع وإعادة النازحين. 

.. وأخيرًا، نرى أن المنطقة، كما لعلك ترى، تمر بمرحلة حرجة، تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتهدئة التوترات وضمان عدم توسع الصراعات. ولعلك تتذكر أن الرئيس السيسى كان قد أكد، خلال قمة «بريكس»، أن الأزمة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، على وقع العدوان الإسرائيلى المستمر، لما يزيد عن سنة، على قطاع غزة، وامتداد هذا العدوان إلى الأراضى اللبنانية، تعدّ أكبر دليل على ما وصل إليه عالمنا اليوم، والنظام الدولى، من تفريغ للمبادئ وازدواجية للمعايير، إضافة إلى غياب المحاسبة والعدالة إزاء الانتهاكات التى يجرى ارتكابها فى حق المواثيق الدولية، وقواعد القانون الدولى والإنسانى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق المصريين الأحرار يختتم ندوات "الإرشاد الأسري" بمطروح
التالى سعر الذهب الأن في محلات الصاغة بمصر