أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين في شمال غزة يعانون من المجاعة بسبب انعدام الطعام جراء الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم، إنه في ظل الحصار الإسرائيلي الذي يحرم الفلسطينيين من المساعدات منذ شهر، يبحث عشرات الآلاف من الفلسطينيين في شمال غزة عن الطعام، مشيرة إلى أنهم مضطرون إلى تقنين آخر ما لديهم من العدس والدقيق للبقاء على قيد الحياة.
وأوضح التقرير انه مع استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع يقول البعض إنهم يخاطرون بحياتهم بالخروج بحثًا عن علب الطعام وسط أنقاض المنازل المدمرة، فيميا غادر الآلاف الشمال وهم جائعين وهزيلي الجسد إلى مدينة غزة، التي ليست أفضل حالا من الشمال.
الاحتلال يواصل حصار شمال غزة وفرض مخططات التجويع
وقال محمد عرقوق، الذي يتمسك أفراد أسرته الثمانية على البقاء في الشمال، والصمود في وجه الحصار الإسرائيلي "نحن نتعرض للتجويع لإجبارنا على ترك منازلنا لكن سنموت هنا في منازلنا".
فيما حذر العاملون في المجال الطبي من أن الجوع يتصاعد إلى مستويات مروعة تحت حصار دام شهرًا على شمال غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يشن عدوانا شرسا على القطاع منذ أكتوبر 2023.
وقالت الصحيفة إن حركة حماس أعادت تجميع صفوفها في شمال غزة وتنفذ هجمات خاطفة من الأنفاق والمباني التي تم قصفها، فيما لجأ جيش الاحتلال إلى إقامة مناطق عازلة ونقاط تفتيش، وأمر السكان بالمغادرة.
وقال خبراء أمميون من لجنة تراقب الأمن الغذائي يوم الجمعة إن المجاعة وشيكة في الشمال أو ربما تحدث بالفعل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه إنذار مدته 30 يومًا لإسرائيل من أجل رفع مستوى المساعدات الإنسانية المسموح بها في غزة أو المخاطرة بقيود محتملة على التمويل العسكري الأمريكي، وقد اقترب انتهاء مهلة هذا الإنذار.
الاحتلال الإسرائيلي يكذب بشأن إدخال المساعدات لغزة
واكدت الولايات المتحدة إن إسرائيل يجب أن تسمح بما لا يقل عن 350 شاحنة يوميًا تحمل الغذاء والإمدادات الأخرى ولكن إسرائيل فشلت في تحقيق هذا الهدف ففي أكتوبر الماضي دخلت 57 شاحنة يوميًا إلى غزة في المتوسط، وفقًا لأرقام الوكالة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على دخول المساعدات، والمعروفة باسم COGAT، وفي الأسبوع الأول من نوفمبر بلغ المتوسط 81 شاحنة يوميًا.
فيما تقدر الأمم المتحدة الرقم بأقل من ذلك فقد بلغ المتوسط 37 شاحنة يوميًا منذ بداية أكتوبر، لأن العمليات العسكرية الإسرائيلية والفوضى العامة تمنعها من جمع الإمدادات، ما يترك مئات الشاحنات عالقة على الحدود.
ووصل القليل من الغذاء إلى مدينة غزة، ولكن حتى يوم الخميس، لم يدخل أي شيء إلى البلدات الواقعة إلى الشمال لمدة 30 يومًا، حتى مع بقاء ما يقدر بنحو 70 ألف شخص هناك، وفقا لما قالته لويز ووتريدج، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
فيما قالت أم صابر، وهي أرملة: "نحن مثل الكلاب والقطط التي تبحث عن طعامها بين الأنقاض"، مشيرة إلى أنها وأطفالها الستة اضطروا إلى الفرار من مدرسة تحولت إلى مأوى في بيت لاهيا عندما ضربها الاحتلال وهم يعيشون الآن في منزل والد زوجها، ويستهلكون إمدادات ضئيلة من العدس والمكرونة مع 40 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
وأثار الهجوم مخاوف بين الفلسطينيين من أن إسرائيل تسعى إلى إفراغ شمال غزة والاحتفاظ بها لفترة طويلة بموجب خطة الاستسلام أو الجوع التي اقترحها الجنرالات السابقون كمت أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي الخميس بإخلاءات جديدة من عدة أحياء في مدينة غزة، مما أثار احتمال شن هجوم بري هناك وقالت الأمم المتحدة إن نحو 14 ألف فلسطيني نازح يحتمون هناك.