كيف استخدم "الإخوان" الدين لتبرير العنف والإرهاب؟

كيف استخدم "الإخوان" الدين لتبرير العنف والإرهاب؟
كيف
      استخدم
      "الإخوان"
      الدين
      لتبرير
      العنف
      والإرهاب؟

تعتبر جماعة الإخوان المسلمين واحدة من أقدم التنظيمات المتشددة في العصر الحديث، إذ تأسست في عام 1928 على يد حسن البنا، الذي وضع الأسس الفكرية التي تستند إليها الجماعة،  ورغم محاولاتهم المستمرة للإيحاء بأن العنف ليس جزءًا من عقيدتهم، إلا أن الدراسات التاريخية والفكرية تثبت العكس؛ فالعنف والإرهاب يعدان جزءًا أصيلًا من نهج الجماعة لتحقيق أهدافها السياسية، ولكن الاختلاف يكمن في أساليب العنف وتبريراته التي يتبعونها.

العنف في فكر حسن البنا

ظهر نهج العنف في فكر الإخوان منذ تأسيس الجماعة، حين رسم حسن البنا تصوراته الخاصة التي وضعت السلطة هدفا رئيسيا للجماعة، معتبرا أنها "ركنًا من أركان الإسلام" التي ينبغي تحقيقها مثلما تؤدي الصلاة والزكاة،  وقد عبر عن ذلك بوضوح في رسائله التي جمعت لاحقًا في كتاب "الرسائل"، إذ قال: "هذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركنًا من أركانه"

وبإضافة "السلطة" كركن إجباري في الإسلام، وفق مفهوم حسن البنا، يبدو الهدف واضحًا؛ وهو تجيير الدين لخدمة مشروع الجماعة السياسي، والتأسيس لإسلام يُشرع العنف والإكراه كوسائل للوصول إلى الحكم

تبرير العنف كوسيلة لتحقيق الخلافة

لإضفاء الشرعية على العنف ضد الأنظمة القائمة، روج حسن البنا لأفكار تُكفّر النظام الحاكم حينها في مصر، وتدعي عدم شرعية أي حكومة لا تتبع رؤيتهم الخاصة.

 وصف البنا الأنظمة الملكية والحكومات التقليدية بأنها لا تتوافق مع الإسلام، مطالبًا بضرورة إقامة الخلافة،  ومن هنا، أتاح التنظيم لأنصاره استعمال العنف كوسيلة لتحقيق هذا الهدف، مبررًا ذلك بأن العنف "مبرر" لتحقيق الخلافة المنشودة.

في مارس عام 1948، اغتيل القاضي أحمد الخازندار بعد اتهامه من قبل الإخوان باتخاذ مواقف "متعسفة" ضدهم، فقد كان الخازندار على وشك النظر في قضية تورط بها عناصر من الجماعة في تفجيرات سينما مترو،  أثبتت التحقيقات لاحقًا تورط أعضاء من الإخوان في اغتياله، بعد أن قال البنا صراحة إن الخازندار "يستحق الموت"

العنف في ظل التغيرات السياسية

رغم مرور عقود على تأسيس الجماعة، إلا أن الإخوان استمروا في استخدام العنف كوسيلة، ولكنهم طوروا من تكتيكاتهم خاصة بعد سقوط حكمهم في ثورة 30 يونيو عام 2013 التي أطاحت بالرئيس الإخواني محمد مرسي،  ومنذ ذلك الوقت، لجأت الجماعة إلى تأسيس تنظيمات إرهابية مستعارة، مثل "حسم" و"لواء الثورة"، وقد اعترف بعض أعضائها بارتباطهم بالإخوان.

تبنى هذان التنظيمان عدة عمليات إرهابية استهدفت قوات الجيش والشرطة، وكشفت السلطات عن مؤامرات كبيرة كانت ستنفذ من قبلهم، مثل محاولة تفجيرات أعياد الميلاد عام 2017.

 

استغلال الدين لخدمة العنف

من الواضح أن جماعة الإخوان المسلمين استخدمت الدين كغطاء للترويج للعنف والإرهاب، واستطاعت من خلال رسائل البنا وأفكاره تجيير الدين لخدمة أهدافها السياسية، مما أدى إلى تبرير العنف في أعين بعض أتباعها وتحويله إلى وسيلة شرعية لتحقيق السلطة،  ورغم تغير الأساليب والوجوه على مدار السنوات، يبقى العنف جزءًا راسخًا في فكر الجماعة، يتجدد كلما دعت الحاجة لتحقيق مصالحها السياسية، سواء عبر تأسيس تنظيمات جديدة أو التحالف مع تنظيمات إرهابية أكثر تطرفًا لتحقيق مصالح مشتركة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حمادة هلال يعلن وفاة والد زوجته سميح توفيق القيشاوى
التالى محافظ الفيوم يفتتح مهرجان تونس للخزف والفخار والحرف اليدوية