عودة ترامب.. التاريخية

عودة ترامب.. التاريخية
عودة
      ترامب..
      التاريخية

لا حديث فى العالم، أمس أو اليوم أو غدًا، إلا عن عودة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، التاريخية، إلى البيت الأبيض، بعد أربع سنوات، واجه خلالها محاولتَى اغتيال، واتهامات جنائية بالعشرات، أُدين فى عدد منها. وكان لافتًا أنه لم يتمكن فقط من تحويل أجزاء كبيرة من الولايات المتأرجحة لصالحه؛ بل إنه تفوق أيضًا، فى الضواحى التى حقق فيها الديمقراطيون مكاسب طوال فترة رئاسته السابقة.

الرئيس الأمريكى الخامس والأربعون، والسابع والأربعون، أصبح ثانى رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة، يفوز بفترتين، غير متتاليتين، بعد جروفر كليفلاند، الرئيس الثانى والعشرين، والرابع والعشرين، الذى خرج من البيت الأبيض سنة ١٨٨٩ وعاد إليه سنة ١٨٩٣، كما أصبحت الأستاذة كامالا هاريس ثانى نائب رئيس، يتم ترشيحه، بعد تراجع الرئيس، ويخسر الانتخابات، مكررةً ذلك السيناريو، الذى حدث، سنة ١٩٦٨، حين سحب الرئيس ليندون جونسون ترشحه لولاية ثانية، واختار الديمقراطيون نائبه هيوبرت همفرى، الذى خسر الانتخابات فى مواجهة المرشح الجمهورى ريتشارد نيكسون.

محملًا بآمال مؤيديه وإرادتهم، قد يعيد الرئيس الجمهورى، بشخصيته القوية، صياغة المشهد السياسى، أمريكيًا ودوليًا. وقطعًا، سيكسب العالمين العربى والإسلامى لو قام بتنفيذ وعده الانتخابى وأوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، المتواصل منذ ٢٥ شهرًا، وكذا الاعتداءات على الضفة الغربية، ولبنان. كما ستشهد العلاقات الأمريكية الروسية انفراجة واسعة، لو استطاع، كما تعهَّد، أن يضع حدًا للأزمة الأوكرانية المستمرة منذ ٣٣ شهرًا. مع ملاحظة أن نية الولايات المتحدة فى تغيير، أو ضبط، مسار سياستها تجاه أوكرانيا أو إسرائيل، لن تتضح إلا بعد ٢٠ يناير المقبل، الذى سيؤدى فيه ترامب اليمين الدستورية.

هناك، بالفعل، أسئلة أو شكوك، حسب موقع «ذا كونفيرسيشين»، بشأن التزام الولايات المتحدة، خلال رئاسة ترامب الثانية بالدفاع عن أصدقائها وحلفائها فى الحروب والصراعات القائمة. ومع ذلك، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلى فوز ترامب بأنه «أعظم عودة فى التاريخ»، وبداية جديدة للتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل. كما وصفه الرئيس الأوكرانى بأنه «مثير للإعجاب»، وقال إنه متفائل بأنه والرئيس الأمريكى السابق، الذى سبق أن هدد بقطع التمويل عن أوكرانيا، «يمكنهما العمل معًا من أجل السلام»!

المهم، هو أن ردود الأفعال الإيجابية، ورسائل التهنئة، انهالت من كل دول العالم، منذ صباح أمس، الأربعاء. وباسمنا، تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسى بخالص التهنئة لرئيس الولايات المتحدة المنتخب، وتمنّى له كل التوفيق والنجاح، فى تحقيق مصالح الشعب الأمريكى، وأعرب عن تطلعه إلى أن نصل، معًا، لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليميين، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين، لافتًا إلى أن البلدين، لطالما قدما نموذجًا للتعاون، ونجحا معًا فى تحقيق مصالحهما المشتركة، متطلعًا إلى مواصلة ذلك فى هذه الظروف الدقيقة التى يمر بها العالم.

لعلّك تعرف أن الشراكة المصرية الأمريكية، فى ظل رئاسة ترامب السابقة، شهدت تطورات، أو طفرات، غير مسبوقة، وكان لها دور مهم فى تعزيز السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. ولعلك تتذكَّر ترحيبه المعتاد بالرئيس السيسى، وتقديره لشخصه، وحرص إدارته على تفعيل أطر التعاون الثنائى، وتعزيز التنسيق والتشاور الاستراتيجى، ووصفها دور مصر فى محيطها الإقليمى بأنه محورى ودعامة رئيسية لأمن المنطقة. وقد تتذكَّر، أيضًا، أن الرئيس ترامب، خلال مؤتمر صحفى جمعه بالرئيس السيسى، فى سبتمبر ٢٠١٩، ردّ على سؤال بشأن المظاهرات، بقوله: «الجميع لديهم مظاهرات واحتجاجات، وكان لدينا أيضًا. أما مصر، فلديها قائد عظيم محترم، وقبل أن يتولى السلطة كانت هناك فوضى».

.. أخيرًا، وبعد أن استعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ، بعد أربع سنوات من الأغلبية الديمقراطية، ومع استمرار سيطرتهم على مجلس النواب، سيواجه الرئيس المنتخب أقل قدر من العقبات، لو أراد تنفيذ برنامجه الانتخابى، أو أجندته السياسية، على الصعيدين الداخلى والخارجى. ما يعنى أن ترامب لدية فرصة كبيرة، لترجمة كلامه عن وقف الحروب والصراعات الدولية إلى أفعال.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق التشكيل الرسمي لمنتخب إسبانيا أمام سويسرا في دوري الأمم الأوروبية
التالى سعر الذهب الأن في محلات الصاغة بمصر