مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تتجه الأنظار نحو عملية فرز الأصوات وتوقيت إعلان النتائج النهائية، في ظل منافسة شديدة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. ولكن، متى سيتم إعلان النتائج الرسمية؟ وما الذي يجعل عملية فرز الأصوات في الانتخابات الأمريكية معقدة للغاية؟
متى يبدأ فرز الأصوات وكم من الوقت قد يستغرق؟
تبدأ عملية فرز الأصوات بمجرد إغلاق مراكز الاقتراع في الولايات المختلفة، والتي تختلف توقيتاتها حسب المناطق الزمنية. تُغلق المراكز الأولى عند الساعة 6 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (11 مساءً بتوقيت غرينتش)، في حين تستمر عمليات الاقتراع حتى الساعة 6 صباحًا بتوقيت غرينتش في بعض الولايات مثل ألاسكا. وبالرغم من أن الفرز الأولي قد يبدأ فور إغلاق صناديق الاقتراع، فإن الوصول إلى نتائج نهائية قد يستغرق أياماً، خاصة في الولايات الرئيسية التي تحظى بتنافس شديد.
لماذا تستغرق النتائج وقتاً أطول في بعض الولايات؟
تعتبر عملية فرز الأصوات في الولايات المتحدة من العمليات المعقدة، إذ يتوجب على بعض الولايات الانتظار حتى إغلاق جميع مراكز الاقتراع لبدء العدّ الفعلي للأصوات. وفي ولايات مثل بنسلفانيا وويسكونسن، يمنع القانون البدء بفرز الأصوات البريدية قبل يوم الانتخابات، مما يعني أن فرز هذه الأصوات سيستغرق وقتاً إضافياً.
كما أن الاختلاف في آلية التصويت بين الولايات يضيف تحديات لعملية الفرز. ففي بعض الولايات، تُستخدم أجهزة المسح الضوئي لقراءة بطاقات الاقتراع بسرعة، بينما تعتمد ولايات أخرى على أنظمة مختلفة مثل شاشات اللمس أو بطاقات الاقتراع الورقية التي تحتاج إلى معالجة يدوية.
الولايات المتأرجحة والتدقيق في النتائج
تخضع الولايات المتأرجحة، التي من المتوقع أن تكون حاسمة في تحديد الفائز، لتدقيق شديد في نتائجها. ويشكك المرشح الجمهوري دونالد ترامب في مصداقية عملية التصويت في هذه الولايات، حيث قد يتقدم بطعون قانونية إذا كانت النتائج متقاربة. في الانتخابات السابقة عام 2020، شهدت بنسلفانيا وميشيغان مثلاً طعوناً قضائية استمرت لأيام بعد إغلاق صناديق الاقتراع، ويتوقع أن تتكرر هذه السيناريوهات في عام 2024.
كما تتطلب الولايات المتأرجحة، مثل جورجيا وميشيغان، إعادة الفرز التلقائي إذا كانت الفروقات بين المرشحين ضئيلة، مما قد يُطيل عملية إعلان النتائج. وهذا ما يضيف توتراً إضافياً لعملية الفرز، ويزيد من احتمالية التأخير، خاصة إذا قدم أي من المرشحين اعتراضات قانونية.
عوامل قد تؤخر إعلان النتائج النهائية
هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى إبطاء عملية فرز الأصوات وإعلان النتائج النهائية، من بينها:
التحديات القانونية: قد يتم تقديم طعون واعتراضات على فرز الأصوات من قبل المرشحين أو مناصريهم، مما يتطلب إجراءات قضائية.
الاضطرابات المدنية: يُعبر بعض الأمريكيين عن قلقهم من اندلاع احتجاجات نتيجة تقارب النتائج أو تأخر إعلانها، ما قد يؤثر على سير عملية الفرز.
الأصوات البريدية: يشهد التصويت بالبريد إقبالاً كبيراً، وتحتاج هذه الأصوات إلى تدقيق إضافي مما يُبطئ عملية الفرز.
بطاقات الاقتراع المؤقتة: في بعض الحالات، يُلجأ إلى استخدام بطاقات اقتراع مؤقتة يجب التحقق منها لاحقاً قبل عدّها في النتائج النهائية.
متى يُعاد فرز الأصوات في بعض الولايات؟
لكل ولاية قوانينها الخاصة بإعادة فرز الأصوات. في بنسلفانيا وميشيغان، يتم إعادة الفرز تلقائيًا إذا كان الفرق بين المرشحين ضمن نطاق ضيق معين. هذه القوانين تهدف إلى ضمان دقة النتائج، لكنها تضيف أياماً أو أسابيع إلى الجدول الزمني لإعلان النتائج، خصوصاً إذا كانت المنافسة متقاربة جداً.
تمديد ساعات التصويت في بعض المقاطعات
شهدت بعض الولايات تأخيراً في فتح مراكز الاقتراع، مما أدى إلى تمديد ساعات التصويت لضمان إتاحة الفرصة أمام جميع الناخبين. ففي مقاطعة لوزيرن بولاية بنسلفانيا، مُددت فترة التصويت لمدة 90 دقيقة بسبب التأخير، ما يعني أن هذه المراكز ستغلق الساعة 9:30 مساءً بالتوقيت المحلي (2:30 صباحاً بتوقيت غرينتش). كما شهدت مناطق في جورجيا تمديداً مماثلاً، مما يؤثر بدوره على توقيت بداية فرز الأصوات في هذه المناطق.
ليلة طويلة بانتظار الحسم
رغم أنه من المحتمل إعلان نتائج أولية ليلة الانتخابات، فإن النتائج الرسمية لا تُعتمد حتى تنتهي عمليات التدقيق في جميع الولايات ويتم اعتماد النتائج النهائية من قبل سلطات الولايات. في حال تقارب النتائج أو تقديم طعون، فقد تستغرق عملية التصديق على النتائج وقتاً أطول
مع كل هذه التعقيدات، تتوقع السلطات الأمريكية أن تكون ليلة الانتخابات وما يليها مليئة بالتوتر والترقب، إذ يتابع المواطنون والعالم سير عملية الفرز بقلق. وفي حال جاءت النتائج متقاربة، قد يشهد الشارع الأمريكي انقسامات وردود فعل واسعة، بينما يستمر فرز الأصوات وتدقيقها للوصول إلى النتيجة النهائية.
