وسط انشغال العالم بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، شهدت إسرائيل تطورًا داخليًا مفاجئًا، حيث أقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يوآف جالانت.
وجاءت هذه الإقالة بعد تدهور الثقة بين نتنياهو وغالانت، والتي كانت قد شهدت تقاربًا خلال الأشهر الأولى من الحرب، وفقًا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.
وأشار تقرير لصحيفة “بلووين” السويسرية، إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد تصريحات وقرارات لـ"جالانت" اعتبرها نتنياهو مخالفة لتوجهات الحكومة، وفي ظل هذه التوترات، عُيِّن وزير الخارجية السابق، يسرائيل كاتس، وزيرًا للدفاع خلفًا لجالانت، فيما تولى الوزير السابق بلا حقيبة، جدعون ساعر، منصب وزير الخارجية.
تبعات الإقالة على الأمن القومي
ووفقا للتقرير فإن الإقالة المفاجئة لـ “جالانت”، تأتي في وقت حساس تشهد فيه إسرائيل، تصعيدًا على عدة جبهات، إذ تواجه حروبًا مع حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان، إضافة إلى تصاعد التوترات في سوريا والعراق واليمن.
ويشير محللون إلى أن إقالة جالانت قد تترك أثرًا على إدارة العمليات العسكرية الحالية والتنسيق العسكري، وهو ما دفع المعارضة للانتقاد العلني لقرار نتنياهو.
الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الساحة الدولية
وذكر التقرير أن إقالة جالانت في وقت تجذب فيه الانتخابات الرئاسية الأمريكية اهتمامًا عالميًا، قد يساهم في التخفيف من الضغوط الإعلامية على حكومة نتنياهو التي تواجه تحديات داخلية وخارجية.
ومع بدء فرز الأصوات في الولايات المتحدة، قد تكون هناك انشغالات دولية بمتابعة نتائج الانتخابات الأمريكية مما يمنح الحكومة الإسرائيلية فرصة للتعامل مع التداعيات الداخلية بشكل أهدأ.
لكن مراقبين يرون أن هذه التطورات قد تكون لها انعكاسات على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إذا فاز المرشح الديمقراطي، إذ قد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط الأمريكي لإعادة النظر في سياسات إسرائيل الأمنية.
-موقف المعارضة
ووصف زعيم المعارضة الاسرائيلي يائير لابيد الإقالة بأنها "عمل غير مسؤول"، داعيًا الإسرائيليين للاحتجاج.
وقال رئيس حزب العمل المعارض يائير غولان إن السياسة الداخلية تُعرض الأمن القومي للخطر، بينما انضم مئات الأشخاص في القدس وتل أبيب للاحتجاجات.
وعلى الجانب الآخر، أيد إيتمار بن غفير قرار نتنياهو، معتبرًا أن غالانت كان عقبة أمام تحقيق "نصر كامل".
-جالانت: "أمن إسرائيل في صدارة أولوياتي"
من جانبه، أكد جالانت أن أمن إسرائيل يمثل عمل حياته، مشددًا على استمراره في التزامه بتأمين الدولة رغم التوترات التي أدت لإقالته.
وسبق أن واجه غالانت الإقالة في مارس العام الماضي عندما دعا علنًا لوقف خطط نتنياهو لإعادة هيكلة القضاء وحذر من تأثيراتها على الأمن الوطني، وهو ما أثار احتجاجات واسعة واضطر نتنياهو حينها للتراجع عن القرار.