بالترتيب، ستجد أعلام مصر وفلسطين والسودان واليمن، إلى جوار علم الأمم المتحدة، يمينًا ويسارًا، فى صورة يتوسطها الرئيس عبدالفتاح السيسى، مع قادة الدول الثلاث، وآناكلاوديا روزباخ، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، هابيتات. وبالترتيب نفسه، استقبل الرئيس، أمس الأول، الإثنين، الرئيس محمود عباس، والفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، والدكتور رشاد العليمى، على هامش افتتاح الدورة الثانية عشرة لـ«المنتدى الحضرى العالمى»، الذى تستضيفه القاهرة.
كنا قد أشرنا، أمس، إلى أننا أمام دورة استثنائية فى تاريخ المنتدى، ليس فقط لأنها الدورة الثانية، التى تستضيفها القارة السمراء، بعد ٢٢ سنة، من تلك التى استضافتها العاصمة الكينية نيروبى، أو بسبب عدد المشاركين فيها، لكن، أيضًا، لأنها تأتى فى ظل تحولات وتحديات دولية وإقليمية، وأزمات عديدة مختلفة، ذات تأثير مباشر على أوجه التنمية الحضرية. وفى كلمته الافتتاحية أشار الرئيس السيسى، أيضًا، إلى أن هذه الدورة تأتى فى وقت حاسم، يواجه فيه العالم حروبًا وأزمات دولية متلاحقة، لها تداعياتها على المدن والتجمعات السكانية، وعلى كل مناحى الحياة فيها، مؤكدًا أن ذلك يستدعى حشد الجهود والإرادة السياسية، لإحلال السلام ووقف النزاعات والصراعات، وتركيز الجهود على مجالات التنمية وإعادة الإعمار والبناء.
المهم، هو أن الرئيس الفلسطينى عرض، خلال لقائه الرئيس السيسى، رؤيته لتطورات الموقف، وأعرب عن شكره العميق دور مصر التاريخى وجهودها المضنية، التى تبذلها، بلا انقطاع، لدعم القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطينى يدرك، ويقدر، ما قدمته مصر، وما زالت تقدمه، من مساندة لفلسطين على جميع الأصعدة. كما ثمّن رئيس مجلس السيادة السودانى الدور المصرى، وأشاد بمساندة مصر المخلصة، لجهود التهدئة فى السودان، وحرصها على وحدته وسلامته واستقراره، مؤكدًا تقديره، وجميع أبناء الشعب السودانى، لاستضافة الشعب المصرى لأشقائه السودانيين خلال الأزمة. وبالمثل، أعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسى اليمنى، عن بالغ تقديره الدعم المصرى المخلص والمستمر لليمن، مشددًا على عمق علاقات الأخوة التى تجمع البلدين، مؤكدًا تطلعه إلى استمرار التشاور والتنسيق مع الرئيس السيسى.
للرئيس عباس، أكد الرئيس السيسى دعم مصر، قيادة وشعبًا، للقضية الفلسطينية، ورفض كل أشكال التصعيد الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى الشقيق فى قطاع غزة أو الضفة الغربية، مع استمرار الجهود المصرية المكثفة، الهادفة للتهدئة ووقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، والعمل، فى الوقت ذاته، على حماية حق الشعب الفلسطينى المشروع فى إقامة دولته المستقلة على خطوط ٤ يونيو ١٩٦٧، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية. كما أكد الرئيس دعم مصر السلطة الفلسطينية، وبذلها جهودًا كبيرة للتوصل إلى تفاهمات وتوافق فى الرؤى بين جميع أطياف الشعب الفلسطينى، لضمان مواجهة التحديات الجسيمة والتهديدات التى تواجهها القضية الفلسطينية فى هذا الظرف التاريخى الدقيق.
مع تأكيد قوة ورسوخ الروابط التاريخية التى تجمع مصر بالبلدين الشقيقين، على المستويين الرسمى والشعبى، حرص الرئيس السيسى، خلال لقائه رئيس مجلس السيادة السودانى، رئيس مجلس القيادة الرئاسى اليمنى، على تأكيد استمرار الدعم المصرى للبلدين الشقيقين، على كل المستويات، وتأييد الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى حل سياسى شامل لأزمتيهما، مستعرضًا الجهود المصرية، الدافعة فى هذا الاتجاه، على الساحتين الإقليمية والدولية، فى ظل ما يمثله أمنهما واستقرارهما من أهمية لمصر، وللمنطقة. كما استعرض الرئيس الجهود الجارية لاستعادة الاستقرار بالمنطقة، وأكد الرئيس رؤية مصر فى هذا الشأن مجددًا وعرض جهودها الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة ولبنان وخفض التصعيد الإقليمى.
.. وأخيرًا، نرى، كما رأى الرئيس فى كلمته الافتتاحية للمنتدى الحضرى العالمى، أنه يستحيل البدء فى أى خطوات جادة، لمواجهة التحديات الحضرية، فى مجتمعات تعانى الحروب والاقتتال والنزوح والمجاعة والمرض. ونرى، أيضًا، أن ما تشهده المنطقة من حروب وصراعات، خير مثال على الخسائر الفادحة، التى تتكبدها الدول، جراء إعلاء صوت الحرب والصراع، على حساب السلام والاستقرار.