من المقرر أن يدلى الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهورى فى انتخابات أمريكا 2024، بصوته فى ولاية فلوريدا وسط ترقب الكثيرون كيف سيتعامل المرشح الجمهوري مع العملية الانتخابية وسط سلسلة من الاتهامات الجنائية. وعلى الرغم من أن ولاية فلوريدا تفرض قيودًا صارمة على حق التصويت للمدانين بجرائم، إلا أن ترامب سيتمكن من الإدلاء بصوته، مما يثير تساؤلات حول كيفية تجاوزه لهذه القيود المعقدة التي تمنع العديد من المدانين الآخرين من المشاركة في الانتخابات.
قوانين التصويت للمدانين في فلوريدا: قيود صارمة وتحديات قانونية
تُعرف ولاية فلوريدا بكونها من الولايات الأمريكية التي تضع قيودًا شديدة على حق التصويت للمواطنين الذين تم إدانتهم بجرائم. وفقًا لقوانين الولاية، يحتاج المدانون بجرائم معينة إلى الحصول على موافقة قانونية لاستعادة حقوقهم في التصويت، وذلك بعد إنهاء فترة العقوبة ودفع الغرامات أو التعويضات المالية المستحقة.
كيف يستفيد ترامب من قوانين نيويورك للتصويت في فلوريدا؟
توضح شبكة CNN أن ترامب سيتمكن من التصويت في فلوريدا رغم اتهاماته الجنائية بفضل قاعدة قانونية تنص على اتباع قوانين الولاية التي تمت فيها الإدانة. وبما أن إدانات ترامب صدرت في ولاية نيويورك، فإن قوانين تلك الولاية هي التي تحدد أهليته للتصويت، وليست قوانين فلوريدا.
تعتبر ولاية نيويورك واحدة من الولايات التي تسمح للمواطنين المدانين بالتصويت، طالما أنهم لا يقضون فترة سجن خلال فترة الانتخابات. ولذلك، وبناءً على هذا القانون، يستطيع ترامب التصويت طالما لم يُحكم عليه بالسجن في الفترة الحالية، رغم أنه يواجه قضايا جنائية متعددة.
لائحة التهم الجنائية ضد ترامب: تأثيرها على السباق الانتخابي
يواجه ترامب قائمة اتهامات جنائية معقدة، بما في ذلك 34 تهمة تتعلق بتزوير السجلات التجارية المرتبطة بتسوية مالية سرية خلال حملته الانتخابية عام 2016. وإضافة إلى قضية نيويورك، يواجه ترامب اتهامات أخرى في ولاية جورجيا تتعلق بتزوير الانتخابات والتأثير على نتائجها، بعد مكالمته الهاتفية مع كبير مسؤولي الانتخابات في الولاية براد رافينسبيرجر، حيث حثه على "إيجاد" أصوات إضافية كافية لتغيير نتيجة الانتخابات لصالحه.
كما تشمل التهم ضده اتهامات تتعلق بمحاولته منع الكونغرس من التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وهو اتهام جنائي خطير قد يعرضه لعقوبات قاسية. ونتيجة لهذه الاتهامات، أصبحت حملته الرئاسية لعام 2024 مليئة بالتحديات القانونية التي لم يشهدها أي مرشح رئاسي سابق.
قوانين الانتخابات الأمريكية والاختلافات بين الولايات
تسلط حالة ترامب الضوء على التباين بين قوانين التصويت الخاصة بالمدانين في الولايات المختلفة. ففي حين تُعتبر فلوريدا من أكثر الولايات تشدداً، فإن نيويورك تمنح حق التصويت للمدانين طالما أنهم لا يقضون عقوبة بالسجن خلال فترة الانتخابات. هذا التباين يعكس الفدرالية التي تُدار بها الولايات المتحدة، حيث تمتلك كل ولاية الحرية في وضع قوانينها الخاصة، مما يخلق تفاوتًا قانونيًا يُمكن أن يؤدي إلى اختلاف في الحقوق والقيود الانتخابية على مستوى الولايات.
بعض الخبراء القانونيين يرون أن هذا التفاوت يمثل تحديًا لشفافية ونزاهة العملية الانتخابية في الولايات المتحدة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بحقوق التصويت للمواطنين الذين أتموا فترة عقوبتهم، أو الذين تمت إدانتهم في ولايات أخرى ذات قوانين أكثر تساهلاً.
دور قوانين الولايات في تعزيز أو تقييد حقوق التصويت
يشير بعض المحللين إلى أن وجود قوانين مختلفة في الولايات بشأن التصويت قد يؤثر على حقوق الناخبين من المدانين. ورغم أن البعض يعتقد أن هذه القوانين تساعد في الحد من التصويت للأشخاص الذين ارتكبوا جرائم خطيرة، فإن البعض الآخر يرى أن هناك حاجة لتوحيد القوانين بما يضمن عدالة أوسع ويمنع التمييز.
تظهر قضية ترامب حالة فريدة يتمكن فيها مرشح رئاسي من الإدلاء بصوته رغم الاتهامات، نتيجة اختلافات في التشريعات بين الولايات. ويرى مؤيدو ترامب أن قدرته على التصويت تأتي كدليل على التزامه بالديمقراطية وحقوق التصويت، بينما يرى منتقدوه أن هذه القوانين تجعل العملية الانتخابية معقدة وتخلق حالة من عدم التناسق بين الولايات.